الاثنين، 28 مارس 2011

فلسفة صورة ..


فلسفة صورة ..

العاجز رغماً عنه , من تصنع الظروف حول رقبته مشنقة وتحيطه الجدران من جميع النواحي النفسية , من يمتلك الكثير والكثير به لكنه يجلس القرفصاء لأنه لايملك أكثر من ذلك ولا أقل , لا يتجاوز نظره السقف والسقف يقترب منه يشد على صدره أن لا تستلم حارب وانطلق " حسناً سأنطلق متى تزحزت أنت" .
سأنطلق داخلي , ارسم الخريطة التي أريد واختار من الحياة مايهمني فقط ولن اصطحب معي الناس , في دائرة سأكون مركزها ومحورها ونقاط تماسها ويختفي من حولي الجميع كمعادلة انتهت مدتها , فالانسان كشجرة لاتنمو في الظل ..وحدها الشجيرات المتطفلة والحشائش السامة من تختار الظلمة لتتمدد ..
القرفصاء فلسفة الحقيقة من غير سفسطة , والصورة نص قائم بذاته , تفرض الظروف عليك الجلوس والانحناء والبكاء لكنك تقف في ذاتك معتداً بها شامخ , إنه يفكر كثيراً حتى في نومه لا يهدأ وإلا من يصنع الأحلام برأيك, بالكاد يتنفس لأنه يعتبر التنفس الكابس الكهربائي الذي يبقيه على مدى الحياة في حين أزرار التشغيل معطلة , سينمو يوماً ما من الطفولة وسيبلغ أشده في وقت قياسي جداً لأنه يمتلك التجربة التي تقوده للمعرفة ..
ربما لن تستوفي كل مرحلة في حياته حقها لذلك سيكون كل شيء بلانكهة حقيقية للفرح , لكنه سكون نتيجة يرى فيها ذاته وواقعه , سيصنع الأمل من خيوط واهنة , وسيفرح بالأحلام فقط التي تتحقق .. لا بأس لقد علمته الحياة كيف يخفض درجات التوقع وكيف يحلم بواقعية ويفرح بالواقع كلحظة حلم جميل , سيأتي يوماً ما ليعيش .

لم يخلق الله القلب هباء وإلا لما توقفت على دقاته حياة بأكملها , القلب قارب الحياة والعقل مجرد مجداف , فعندما يموت القلب يموت العقل ولكن عندما يموت العقل لايموت القلب , القلب الأم والعقل الابن البكر الذي يظن لوهلة أنه يعرف أكثر ويمتلك خبرة أكبر ويحق له التحكم وفرض الآراء في حين تبتسم وهي لاتزال ترى فيه طفلها , القلب أكثر حكمة لو تعلم , القلب يعرف كيف يختار دون تردد وكيف يقدم من غير أن يخاف ويتردد وكيف يتكلم ومتى يسكت , يعرف متى يحزن ومتى يفرح , يعرف كيف يفرح وجداً لكن الوقت لم يناسبه ولو لمرة أن يفرح كما ينبغي ..

"اللهم حسًّن خُلقي كما حسنت خلقي " الخُلق : الحالة النفسية

ليست هناك تعليقات: