السبت، 12 ديسمبر 2009

أزمة منتصف العمر / الحديدة *






أزمة منتصف العمر .."الحديدة *
لا أعلم مدى صحة العبارة في العنوان لا من قريب ولا من بعيد ولا علاقتها بالنساء أو الرجال أو أي أحد بصفة عامة , لكن ما أنا متأكدة وواثقة منه تمام الثقة أنها الحالة التي يمر بها جهازي الكمبيوتر والتي تحب مناداته أمي بـ" الحديدة ..


سأتحدث قبلاً عن اسم الدلع له ومتى أطلقته أمي كرصاصة الشقاء في وسط دماغه وألصقته كعار على جبينه حتى عُرف به بين العامة وتسرب إلى كل أفراد المجتمع وعاث حتى بعقليات البراءة بـ" الحديدة .
كان ذلك في عامه الأول " أتذكر ذلك بالأحداث وتحديداً في حفلة عيد ميلاده , بعد أن عملت له فورمات من الآخر وتدشين برامج وملحقات جديدة علي وعليه فيه , كانت تغمرنا فرحة على بؤس خفيف إبان الفورمات وحداء على ما ضاع من صور ورموز وسخافة كتابية هنا وهناك , كيف تحسسته بعد غيابه ليوم واحد فقط وكأنه غاب عني لسنه واحتضنته كوليد يخطو أولى خطواته يمشي ويتعثر وقبل أن يقع تحتضنه أمه بحب وفرح , كنت فقط أرفع الغطاء واضغط زر تشغيل وامسح في الشاشة بالمناديل المخصصة لذلك والتي لم استخدمها قط لنظارتي ثم أعود للأزرار وأتحسسها وفي داخلي ابتسامة قد البحر , ثم أعود لسطح المكتب بابتسامه , وللمستندات بابتسامة , للبرامج برنامج ’ برنامج بابتسامه , وأفيض عليه بالخيرات وأنهال عليه بالإكسسوارات والستكرات وكل ماله علاقة بالكمبيوتر من قريب وبعيد أحضرته له بين يديه , حتى كبر واشتد عوده ونشأت بيننا علاقة كلها مودة ورحمة , حياة من التفاهم والاستقرار , بين مد وجزر " كانت أيام ..


ولا تحتاجني أمي ولكنها تبحث عني كما تفعل دوماً وكأني طفل في الثانية من عمره يجب أن يبقى حبيس نظر أبويه حتى لا يدفعه الفضول للعقبات وما لا يحمد منتهاه , وفي كل مرة أخلو فيها معه تندفع كالإعصار نحوي وتمارس المسرحيات بشتى أنواعها لتبتدع فكرة وسبب لمناداتها لي " مرة اشربي الشاي / مرة رتبي المنزل ‘ والخادمة ‘ " وانتي اش فايدتك في الحياة " حتى تأكدت أني إنما ولدت بديلة لخادمة في حالة حضورها أو غيابها , حتى أدمنت السهر علَّة يشفي شغفي بالقراءة والمتابعة وحتى لو فقط مجالسته دون إزعاج أو إحساس بتأنيب ضمير فاجر , ويوماً عن يوم يزداد حنق أمي على الشاشة والكيبورد والفارة , وتبدأ فيها سيل من الشتم واللعن المبطن والظاهر والدعاء بالحرق والكسر والماحي وتتوعده بالتهشيم وبإشباعه كوب ماء أو حتى صب العصير فوق رأسه ..


" هل هي تغار ..!!
" أنفض الفكرة من رأسي ‘ هل جننت هل تغار أمي علي , هراء ..!
تعود الفكرة بحلة جديدة , من قال أنها تغار عليك , هي تغار منك في وحدتك وتمام انسجامك ..
" هي أمي , وتحب لي الخير , ترحل الفكرة مقهقه هه قالت إيه "ويرتفع الصدى ولا أستمع للباقي ..!
أهرش رأس الكمبيوتر , ثم أهرش رأسي , ثم أهزه أن لا هي فقط تخاف علي منه " يرضيني هذا الحل لفترة وجيزة ..
.
الوضع يتأزم ..
|
_بنتك وين ..؟
عند الحديدة في نفس الوقت الذي تشير فيه بيدها أن "ماش / الله يخلف عليها ..


_يا أم فلانة , ممكن أكلم فلانة ..؟
والله يابنتي هي عند الحديدة الحين , ولا قابلت الحديدة ما عاد تبغى تشوف أحد , اليوم بطوله وهي جالسة مثل الأبكم والأصم , تقولين سحر " بس تنزل أقلها " طيب أنتِ مين ..؟
أنا فلانة ..
" وكان اليوم التالي وأول سؤال يقابلني صباحاً " بنت تعالي من تطلع الحديدة " وكمحاولة جاهدة في تصنع الضحك ها ها ها هي الكمبيوتر عزيزتي " اللاب توب " فقط لاغير ..


_ أمي وين ...؟
على الحديدة , الله يغيبها عني وووو إلخات..


" علماً أني في هذه الأوقات ربما أكون أذاكر امتحان أو أرتب غرفتي أو حتى أتابع الأخبار أو أكون عابرة من أمام ناظريها كحمامة غافلة لا تدرك ما حولها وبغباء اتبسم ..!


حتى أتى ذلك اليوم والذي تدخل فيه بنت أختي الصغرى والتي تتحدث العربي المكسر بفصاحة وبالكاد تعرف تلم كلمتين على بعضها علي الغرفة وتنطق بالفاجعة , " برضو على الحديدة " , لا أخفيكم سراً أن هذه الكلمة بالذات وفي تلك اللحظة بالذات ومنها بالذات كانت "صفعة " ويكون ردي أن سحبتها مع شعرها وألقيت بها في غياهب الجب قصدي في جوف الدرج وغوري في ستين حديدة أقصد في ستين جهنم .
ومنذ ذلك الحين وهي تسمى بالحديدة , ظلماً وبهتاناً / " صوت بكاء ..!


ولايزال الاسم مجلجلاً في كل مجلس وفي كل حديث وارتبط رباطاً وثيقاً بالسؤال عني وحتى باسمي .." والحديدة , حتى ساءت الأمور أكثر وبقيت فعلاً على الحديدة صفر اليدين " ولا هللة .


ونظراً لتحزب الجميع في صف أمي , ليس لأنها على صواب ولكن فقط لأنها " أمنا " , باتت لقاءاتنا في تفاوت وعلى عجل وفي الخفاء وغالباً في منتصف الليل بعد التأكد ألف مرة من شخير أمي خلف بابها , حتى أنه بات مجرد مواء القطة في آخر شارع من الحارة اللي بجنبنا يدفعني بلا وعي لقفل الجهاز والدخول في تمثيل النوم ويدي تشد على قلبي من شدة الفزع .


تمضي أيام وأيام , وتعلقنا يزداد عن بعد , وعن بعد نتحين الفرص ولو لمرة للقاء , تكفيني بعض الأحيان أن امسح من على ظهره الغبار والدموع تغالبني , ويشد بلوتوثه يدي نحوه حتى لا أكاد أملك رفعها عنه , إنه الحب الضائع والقرب المستحيل .
.


كانت هذه ذكرياتنا في السنة الأولى ولطالما حدَّث الجميع عن صعوبة التعايش في هذه الفترة وأن كل شيء بعدها يمر ببساطة وكل هـ/الكلام مصيره الرضوخ والرضا والاقتناع , حدثوني كثيراً عن صعوبة تقبل العائلة وترحيبها ولو كانت في الكرم كحاتم بهذا الضيف وقبوله دون تعب ومشقة , وهاهما التعب والمشقة " يقلبان وجوههما " , ونقضي بقية الأيام في تبات ونبات ونخلف أفكار وكتابات ..


وتمر أربع سنين كالزهر , كالحلم العاطر والذي تفيق منه وكأنه رحلة مجانية وسفر بلا تذاكر ومقابل , وفي كل يوم يزداد تعلقنا ببعضنا البعض وتزداد ساعات اللقاء وتتجاوز الست والسبع وربما العشر ساعات , حياة كاملة أخذتني من حياة لا أعلم إن كانت كاملة أو لا , لكنها لاتشوبها شائبة , كشهر عسل يمتد إلى مالا نهاية ..


أربع سنوات كان فيها صبوراً / معطاء / بشوشاً / حنون / مستمع جيد / وكأنه مسئول فقط عن كيفية إسعادي و في بحث دائم عن طريقة جديدة لإبهاجي , وفي لآخر معاقل الوفاء وغاية في الإيثار , نعم فطيلة أربع سنوات لم يخبرني ولو في يوم أنه يعاني أرق الهكر ولا في لحظة أن مصاب بداء التجسس ولم يوبخني قط على قبولي في يوم بحصان طروادة ينهش في بايتاته ولا في ثانية عبس في وجهي وكتب لي " ماعند أمك سالفة " أو فكر يغلق في وجهي نوره , ولم أحس في يوم بذلك حتى تراكمت على كتفه التروجانات ونخرت صدره الفايروسات وخنقته ملفات التجسس , دخل بعدها في حالة تسمى " عسر المزاج " ماقبل الاكتئاب وبدأ في صراع معي , يفتح مايريده ويغلق ما أريد , اختار في ملف الصوت قراءة سورة البقرة ويختار معها موسيقى كلاسيكية " أظنه تجاوز في إغضابي كثيراً , لكنه يستحق الصبر والتحمل , وصل به المرض لحد الانفصام " مرات وش زينه ومرات الله يخارجنا " .


وتفاقم الوضع إلى أن وصل خبره لكل من هم حولي ومعي , واكتم الشكوى في صدري ويغنيها على مسامعي إخوتي , ويكثر الزن حول الحاجة الملحة لشراء آخر جديد وشركة أخرى تليق ’ " الله يرحم هذا الحديدة وماقدر أفرط فيه " , " شوفي زين هذا خلاص مايعتبر كمبيوتر يعتبرونه الآن من الخردوات / شوفي في جهاز جديد لونه أحمر والكثير من المغريات / ويتمادى العرض بأنه سيكون هدية فقط أشور وتكون شور ..


ويكون المشهد "
يهطل الليل والبرد معاً , أطفئ الأنوار عمداً لأنني في شك دوماً من أن الأنوار تخيف الأفكار والدليل أنني أتوقف عن ممارسة الدماغ طيلة الصباح وأغلب ساعات المساء ولا تتفجر إلا عند الخلود للنوم وبمجرد إطفاء النور , أقلب في كفي كوب القهوة وفي الأخرى أتوهم بالقلم سيجارا " أسحب نَفَس مع دفع رأسي قليلاً إلى الخلف وأنفثه ليتكاثف ويحمل في جوفه شريطاً مصوراً لأجمل أوقاتنا معاً / هنا التقينا وهنا تعلقت فيه بالنظرة الأولى / الطريق بالفرح العارم إلى .. هنا ينقطع الشريط , أخذ نَفَس وأعيد الكرة ,نكمل من حيث ..إلى المنزل / الحماس الذي دفعني لقراءة الكتيب المقرون به / أول ملف حملته , ايميل , منتدى / المحادثات وحتى بعض الرموز العالقة معنا تبدأ بالاستعراض في الشريط الذي بدأ يتلاشى ..


نَفَس طويل مع تفكير أعمق أكثر " أول إصابة له / أول حالة انتحار شاحن / وبدأت حتى الخسائر المالية والمعنوية التي جاءتني بسببه تعرض نفسها كعجوز مكرمشة / التهم التي ألصقت في ظهره "السهر من الحديدة / النوم برضو الحديدة / حتى الزكام طلع للحديدة يد ورجل فيه / الجوع ‘ الشبع ‘ الكسل ‘ الخمول ‘ حتى وصل الأمر أن ضياع محفظتي إنما بسببه .." هذه المرة أنا من بدد دخان الشريط بيدي أحاول جاهدة لكنه لا يزال مستمراً متسمراً فوق رأسي وعلى ذلك الوضع حتى حملت الجهاز بين يدي وخوفاً على مشاعره هرعت إلى الغرفة المجاورة والتي للأسف لم أبلغها بعد أن مد الكرسي أمامي إحدى قدميه وتعثرت فيها وهوووووب " يطير الجهاز في جهة وأسقط في مكاني , بعد أن أفقت من الدوار زحفت نحوه حتى بلغته وهو على الرمق الأخير حتى فارق الحياة ..


أتلفت في العتمة من هول الصدمة لأجد أن الدخان سابق الذكر لم يغادر مكانه والشريط على ""stop.


وكما أنني مريضة بالوفاء لأدق وأبسط حاجياتي فإنه من صباح اليوم التالي يتربع على مكتبي جهاز جديد / لون جديد / حياة جديدة / ورحلة برضو جديدة ‘ وعلى شفاهي ابتسامة أكثر من عريضة .

السبت، 5 ديسمبر 2009

panadol * لحياة تتصدع ..!





أمقت فعلياً تلك اللحظات التي تكون مجبراً فيها على تهميش روحك والاهتمام البالغ بالآخرين ..
أن تركل اهتماماتك ورغباتك للزاوية وتستحضر ما يرغبه الآخرين نصب عينيك ..
أكره بالفعل تلك اللحظات التي تستوجب حضورك رغماً عنك بعيداً عن حاجاتك النفسية واحتياجاتك ..
كأن تظهر في اجتماع بعد تمزق في قلبك أو أن تكون في موضع يتوجب عليك فيه الابتسام وأنت على مشارف البكاء ..
مثل أن تترك مسلسلك الشيَّق أو برنامج المفضل في ساعتك المفضلة لتتبسم في وجوه ضيوف على حين غفلة .
كأن تقوم بأشياء كثيرة وفي داخلك تود القيام بأشياء مغايرة وعلى العكس تماماً ..
وأن تكون هكذا طوال حياتك / حياة الآخرين أهم من حياتك .
لهو منتهى التعب..!

.


فاجلس للغداء بين يدي أبي , ويتحدث / يبتسم / يضحك / يحاول جذبي لطرف حديث معه / سلطة ‘ليمون ‘ خل ‘ كوب ماء ..
وأنا على شفاهي ابتسامة معلقة بمشنقة , أحاول إخفاء وجهي عن فراسة أبي في صحن مملوء بالغصة , أقاوم رغبتي في أخذ يديَّ أبي نحوي وزج وجهي بها وأخبره " بابا أنا حزينة ..
في قلبي تفتقت الجراحات القديمة هو يحاول جاهداً لملمتها ولا يفلح , وروحي في كل لحظة تكبر سنة , بدأت أفقد ألواني كثيراً مؤخراً وكل يوم استيقظ على لون مفقود ضائع تائه أو ينازع سكرة التلاشي , سأتحول إلى رمادي أيضاً باهت بكل تأكيد قريباً .

يؤلمني كثيراً أن أرى ذلك الذبول فيني ذاته الانطفاء في عينيك , أن أشعر بزهرتي تحني رأسها نحو قلبها في آنية صدرك تسكنها ارتعاشه على شرفة من موت .
أنا أرى ذلك في شحوبك وشدة خوفك , في هروبك وصمتك..
أنا ربما لن أموت أشد من موتي الآن .
لا ترهق نفسك " فكلاهما موت ..!

.

_ ما بك ..؟
أتنبه على سؤال متأخر جداً , يااااااااه بعد طول فراغ جاء , هكذا هي حياتنا أسئلة فارغة بعد الإجابة بعمر لنفض العتب عنا , مجرد أشياء شكلية لنبرهن للعالم أننا نملك أحاسيس ولدينا مخزون هائل من مشاعر هي مولد هذه الأسئلة وهي ذاتها موت وطحن للإجابة , في طعمها تشبه لحد ما السؤال المكرر في كل يوم بـ"كيف حالك ..؟


ما / بك ..؟
مـا / بك..؟
مــا / بك..؟
مـــاء...بـ‘ـي ..!
لا هو يروي زهرتي ولا هو يتركها تنقضي , يغلي في قلبي ويتجمد في باقي أطرافي , أغرق به جداً ويكويني ..

يكرر بحرقة الحانق على تجاهل السؤال وليس بالمتلهف الخائف من الإجابة " / _قلت ما بك ..؟
مشرط يشق صدري نصفين بتعرج تام " آه ..أنـا / _ مجرد صداع وسيزول بإذن الله .
_ انتبهي لنفسك / أنت لم تصلي الأربعين بعد ..؟
_ على أمرك " وفي داخلي ليت الأمر بيدي‘..!

هو صداع في حياتي يكبر ويشتد وجعه ويحيط بنواحي عديدة منها, يدفعها للضجر , لمحاولة الصراخ , الارتماء أرضاً , للأنين الذي لا يتوقف .
للتفكير في تجربة الموت ,
محاولات فاشلة للانتحار ..!
التخبط ..


" هل سيصلح * panadol / ما أفسده الدهر ..؟!



.

إني أغرق .."

إني أغرق /أغرق /أغرق ..
تلك الأغنيات التي توقظ في صدر العاشق كل الشوق وتكفي المحب كل الحروف ..
تلك الدندنة التي تطرق أبوب القلب وذلك العزف الساحر عندما يأخذك معه تسبح في غيمة ..
الأغنية التي نحتها نزار قباني وجمَّلها عبدالحليم بصوته وهدوءه وحزنه ..


.


إن كنتَ صديقي.. ساعِدني
كَي أرحَلَ عَنك..
أو كُنتَ حبيبي.. ساعِدني
كَي أُشفى منك
لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً
ما أحببت
لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً
ما أبحرت..
لو أنِّي أعرفُ خاتمتي
ما كنتُ بَدأت...
اشتقتُ إليكَ.. فعلِّمني
أن لا أشتاق
علِّمني كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق
علِّمني كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق
علِّمني كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق
إن كنتَ قويَّاً.. أخرجني
من هذا اليَمّ..
فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم
الموجُ الأزرقُ في عينيك.. يُجرجِرُني نحوَ الأعمق
وأنا ما عندي تجربةٌ
في الحُبِّ .. ولا عندي زَورَق
إن كُنتُ أعزُّ عليكَ فَخُذ بيديّ
فأنا عاشِقَةٌ من رأسي حتَّى قَدَمَيّ
إني أتنفَّسُ تحتَ الماء..
إنّي أغرق..
أغرق..
أغرق..


.


تلك الأغنية التي صدحت بها شوارع جدة وبيوتها حتى أبكت السماء , التي غنتها الطرقات والسكك وحتى مسجلات السيارات , وبدأت بها الحفلات وختمت بها الأعراس وباتت دليل قاطع على منتهى الحب..
حتى فار التنور وثار الشوق والحنين في صدر عروس البحر "جدة " فكشفت عن ساقيها واضعة قلبها على كفها تخطو بقدميها في الماء فالحبيب غاب على سفينة والموج لم يعد يحمل همساته وأحاديثه وحنينه معتقة في زجاجة كعطر, هي لم تعد تطيق الانتظار , وانغماس الشمس على طرف البحر الأخير أغراها بالخطو قدماً أكثر فأكثر وسط الماء..


وتبدلت الأرض بالماء والثبات بالانسياب والمطر رحمة بالمطر العذاب , عندما فاق الأهالي على غياب "عروس البحر " في جوف البحر , وتلك البيوت المطمئنة غادرها الاطمئنان إلى منتهى التعب والأرق والشوارع المعلقة المتباهية بتمرجحها في ثبات فقدت أرجلها وغارت في الأرض على قلوب وأرواح وأجساد , وتلك الفوهة التي تظن أن بها نهاية العالم وموت الحياة , بؤرة المغناطيس التي سحبت كل السيارات وابتلعتها بعضها فوق بعض , وأكوام شاحنات وأكوام جدران وأكوام جثث وأشلاء..


عندما فاقت جدة على خيانة عظمى وطعنة في الظهر والبطن والكتف وحبل ملتف حول الأعناق , والمجرم الحقيقي لايزال في أرض الحدث وكان أول الباكين على جريمته, ذلك المجرم الذي سرق ولهب ونهب خيراتها وأوكل بالمهمة لشركة وهمية أخرى ومن شركة إلى شركة حتى انتهى بهم المطاف إلى إجبار المواطنين على الجفاف والعطش حتى لايظهر للعيان الكبير الذي حاك الأمر وقضاه .


وانتهى الأمر إلى مجرد صور مؤلمة تقطع نياط القلوب التي أصغر من أن تحتمل وتوكيل الأمر إلى مصيبة وكارثة وقضاء وقدر , انتهت القضية بالتقييد ضد مجهول وأغلقت الدفاتر وأغلقت المحاضر على عجل ولملم الموضوع ككل المواضيع التي تكمكم ..


يبدو أن الأرض تتكشف , فماكان مخبأ فيها بات ظاهر للعيان , والأشياء التي تحاك في الخفاء أصبحت على العلن , والجرائم المقيدة ضد مجهول لاتزال ضد مجهول فقط لشح الأدلة , والحب الذي كان أخضر والدم الأخضر والعرق الأخضر والثوب / البيت / السيارة التي باللون الأخضر بدأت تبدل لونها بلون الأسى ولون الدم ..


ونبكيك جدة , ونبكي البيوت التي شكت لشهور انقطاع الكهرباء وماتت على شحنة زائدة بالكهرباء في وسط الغرق , ونبكيك جدة ونبكي الأرواح التي تقيدت بشروط الأمان فربطت حزام الأمان وسارت بسرعات معقولة ورعت حق الطريق وفاجأتها السيول والمياه من حيث لم تحتسب " ونبكي الشوارع المدمرة والخسائر الفادحة والتي لاتقع دائماً وأبداً إلى على عاتق المواطن المسكين أو المقيم ..


نرثي الضحايا الـ"77 ونرفع أكفنا بدعاء يغمره بكاء " يارب هم ضيوفك فأكرمهم هم عاشوا طوال حياتهم أموات فنرجو أنهم وجدوا الحياة في كنفك , هم شهداءك فافسح لهم في جناتك حيث لاغرق / لا طوفان / لافقر / لاقهر / لاذل / لاحزن ولافقد وحرمان ..
إلى فسيح الجنان ..
ونذكر حديث الحبيب المصطفى " ليست جنة واحدة إنها جناااااااااااااااااان "..


ويختم المساء على أصوات تئن وتبكي وأفئدة تتقطع وهي تصرخ " إني أغرق / أغرق / أغرق ..
فيارب حسبنا إياك ..


.


عندما تبدد العيد بموت ولبست الفرحة الحداد , وغصت الأفواه بالكلمات وماتت العبرات .
وفاق الناس على وطن ينقرض وأرض تُنقص من أطرافها وأوسطها وكل جهاتها ..
وجاءت تكبيرات العيد " الله أكبر الله أكبر الله أكبر لاإله إلا الله / الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد ‘ كنزع الروح / تسكب الدموع .
الخوف الذي داهمنا من بعد أمن ومن حيث لانحتسب , فالجنود عن بكرة أبيهم على مشارف الموت في جازان والقوات تتأهب على أرض مكة من غدر " وتغرق جدة في يوم .
تغرق في يوم في حين أرض الضباب ماطرة طوال الشتاء والهند تستحم كل يوم وكندا تحتضن المطر طوال الشهر لكنها لاتغرق ..
هو العشق الذي أودى بجدة وأرقها , فقط الغرام الذي أقظ مضجعها وأغرقها " يوم ماطر ..


أينه من ذلك " وطن ..!

في غياهب الحرف ..!

حالياً يتوالد لدي شعور شنيع نحو القراءة , حالة نفور عجيبة , هو لم يصل للبغض ولكنه على شفا جرف هاو , رغم كوني لم أفقد شهيتي بعد في شراء الكتب والروايات وحتى المجلات , قد تكون فوبيا قراءة .


أدرك أن القراءات التي عبرتها هي في الواقع عبارة عن قناعات ’ وكل ما يرسمه الحرف هو شعور قوي لدى أحدهم يود وصوله مما يعني أني في خضم القراءة سيتم غسل دماغي أو تغيير مبادئ وحرف فكري عن مسيره مهما كانت تلك الأشياء جيَّدة أوسليمة , مجرد شعوري بذلك يولد عندي هذا الخوف .




لذلك أنا لا أعطي اهتمامي لشيء حتى يكون لائق فعلاً حتى يبارز ما أنا عليه , ولا يحظى بوقتي سوى قليل وقليل من قليل من الكتب أو الكتَّاب .
فبعض السطور عندما تمر بها ستجد نفسك أعزل في معركة فكر على أشدها ‘ بين قناعاتك وقناعات يحاول الكاتب زرعها لديك , وبعض الحروف ستجد لها أثر التنويم المغناطيسي فحالما تنتهي منها تجدك تردد ماجاء فيها بالنص .


ربما يرى البعض أن ذلك مما يحمد لا مايكره ‘ نعم هو كذلك , لكن من الخسران المبين أن تحتدم في صدرك ملحمة وفي عقلك حرب ضروس ويكون ما مررت به ليست سوى سطور مزيفة وكلام لم يتعدى كونه حبر على ورق , حروف كتبها أحدهم ليظل كاتب وطبعها أحدهم فرد عضلات ونشرها آخر من باب دخل وباب رزق , حروف صماء أو ميتة كتبت ربما حسب الموضة أو كانت نوع من أنواع مادة الإنشاء "العناصر المهمة والمقدمة والخاتمة " .
فيصنع فكرة ليفجر فكرة , ويحصد فكرة ليزرع أخرى , يمسح أفكار ليرسم بدلاً منها غيرها , البعض والله كذلك ’ تراه يكتب نص لم يتجاوز ورقته أو صفحته ليصنف من الكتَّاب وهو لم يتعدى كونه كذَّاب .


أرى منهم من جعلوا من السحر والمسَّ والعين والحسد مادة جديدة وخام , وفكرة قابلة للطيران , من جعلوا منها قصص وصور وأحاديث فقط ليجربوا شيئاً جديداً لم يخوضوه من قبل , أو يجدون فيها متسع من الوقت للسخرية والضحك .
هو يستل القلم ويطارح الورق ويكتب بسخرية عارمة عن شاب فاقد عقله جراء سحر وفتاة تعاني من المس و ..إلخ , يتهمهم بالجنون , وأن الأمر لا يتعدى كونه محاولة فاشلة لتبرير فشل أو خسارة , يكتب ويكتب ثم يغلق الدفتر ويعود إلى حياة طبيعية , نوم ‘ مأكل ‘ مشرب ‘ حياة اجتماعية هانئة ‘ أحلام ‘ طموحات , في حين من كتب عنهم لا حلم لديهم سوى الخلاص ولا طموح لديهم سوى محاولة الحياة , يصارعون أنفسهم , يتقاتلون داخلهم , متعبون , بين الحياة والموت هم الشعرة .


هو يغلق قلمه .


وتنطوي صفحته عن فتاة لا تريد أن تحلم , هاربة من النوم إلى السهر , تحاول جاهدة أن تبقي عينيها في حالة (on) طوال اليوم , لا تهتم بالكم الهائل من الهالات السوداء تشوه جمال عينيها لأن هناك من سيشوه وجهها في منامها , عن قطط سودا تخربش في أعماقها ‘تهرب, عن ثعابين تتلوى على ذراعيها وساقيها , عن أسد جائع بفم مفتوح وأنياب جادة في البحث عنها , عن ذلك الذي تجهله لا ينفك عن مطاردتها بفأس يتقاطر منه الدم يستأذنها أن يأخذ رأسها , عن السقوط / عن الدود / عن رائحة عفنة للدم / عن جنيَّ يزورها كل فترة بين حلم وحلم ليخبرها كم هو يعشقها ولن يفقدها .


تنطوي صفحته عن شاب في مقتبل العمر , في مقتبل الحياة , في مقتبل النجاح , في مقتبل الفرح , يمسي يدرك العالم في أدق شؤونه ويصبح لا يدرك اسمه , أحدهم يضغط على عقله , يوثق فكره , يكبل فهمه , يغيَّبه عن أهله / أصدقائه / أقاربه / أحبته / خطيبته , ويطلقه للضياع والتيه , يتركه كجهاز ريبورت هو من يتحكم في ضحكته وكم من الوقت سيستغرق قلقه , كيف يجب أن تكون عليه رغبته , ارتجاجه واتزانه , يدفعه قصراً للعزلة والإبقاء عليه في بيت شبه مهجور , لا أحد يهتم به ولا أحد يستطيع في الواقع أن يصله حتى لا يتسنى لهم أن يدركوا حقيقة الأموال التي تغادر وطنه إلى وطن خادم كان له .


تنطوي صفحته على رئة تضمحل , صحة وعافية تغادر , خير ورزق وبركة تمحق, حياة هانئة تتلاشى , دكان يسرق , بيت يحترق , طوق من اختناق يحيط العنق " على رجل كبير في السن مزحوم " حتى في وقت فراغه * مشغول ’ حتى في سفره * مهموم , لم يبرح مكانه * متعب , يصحو للتو من نومه * مرهق , هو ليس الوحيد من يمتلك بدنه فمعه الكثير , يشعر بهم في رأسه / جوفه / داخله / تحت جلده ‘ يأكلون ويشربون , يروحون ويجيئون , يضحكون ويبكون , إنه متخوم بهم , ولا يزال جاره يضرب سيارته بيده حتى باعها , لايتعب يذكره بعمارته حتى سقطت , عن سائقه والخادمة حتى هربا , عن شهادة ابنه ووظيفته حتى هجرها ..


تنطوي صفحته عن الكثير من المرهقين , ممن لا هم أدركوا الحياة ولا هم يدركهم موت , في صناديق يعيشون تكبر أنفسهم ولا تزال تلك الصناديق تصغر , رغم فسحة السماوات إلا أنها تبدو لهم كأرض فهم يعيشون بين سبع أراضٍ وسبع .




لندرك جميعاً أن من كانت يده في الماء ليس كمن هي على جمر , وندرك حقيقة أن الكُتَّاب بحق هم فقط من سطروا الأمثال بصدق ..




.

الجمعة، 13 نوفمبر 2009

لص / نسخة مشوهه ..!







.




الشمعة الأولى تكاد تموت , الأخرى في صمود تتمايل حتى بعد عشر دقائق ثم تخبو , تماما كما أحلامها وأمانيها أيضاً خبتْ , تشيح الزوجة المسكينة بوجهها للجهة الأخرى وبصوت مخنوق " قال سآتي حالاً ..لكنه كالعادة لا يفعل " , يعتصرها ألم تخفي دمعتها ولوعتها , تغشاها رحمة من ربها وسكينة وأمنه ونعاس .




صوت مفتاح "كلك " يدخل المنزل في حلكة وسواد , كلص هو , يسترق النظر / يسترق السمع / يسترق النَفَسْ ويغلق من حوله الأستار , تظلم الغرفة ويُظلم قلبه وتنير شاشة زرقاء ثم تتوهج حمراء ثم تختلط على وجهه ظلال وأطياف وألوان , ترتسم وجوه ونظرات , فيموت كل صوت من حوله ويعلو صوت الخيانة من كيبورده في ذات الوقت الذي ترتفع أصوات البعض بالدعاء .




الكثير من النوافذ والكثير من المحادثات وأكثر من تنبيه / وردة / قلب / قبلة , وأكثر منها قصص وهمية واهية , تارة عن حب ضاع وتارة عن عشيقة خانت , عن زوجة ماتت أو ابنة عم أو خال تمعن في الرفض والنتيجة واحدة وقلب يعتصره الألم.




تتكاثف على وجهه الأقنعة حتى نسي كيف تبدو ملامحه و تلتصق من فوقه الأكاذيب حتى غابت عنه الحقيقة ودخل في عالم من التخبط والضياع والتيه.




تتأخر الساعات , لايزال لديه الكثير , يمسك بهاتفه يتذكر رسالة ترضيه لهذه , عتاب لتلك وهنا "تصبحي على حياتي وهناك " يقضمني أرق ..! , ومكالمة أخيرة ثم يتذكر بعدها أن لديه زوجة وأم عيال ليسرع نحوها ليتحقق من جهازها هل هو خائن كجهازه , يبعثره ولا يلقي بالاً للزهور المنثورة حوله ولا تزكم أنفه رائحة العطور في الوقت الذي اعتاد أنفه رائحة العفن , بقي هاتفها ...ينظر/ الوارد / الصادر / سجل المكالمات وككل مرة التحقق من قائمة الأسماء " الشك يقتله لكنه يعرف كيف يطمئن باله وينام.




" اليوم التالي ..




ارتطام / بكاء / صراخ , تسرع كالمجنونة إنه شجار , لتدخل على صورة أبْ يهوي على ظهر ابنه بعقاله دون رحمة , تدخل بينهما , تتلقى الضربات بدلاً عن ابنها أحمد , يترك أحمد المنزل , تحاول معرفة السبب .




" ابنك الفاضل , يا أم / يا مربية / يا مدرسة , يعج هاتفه بالمحظورات ..




"مراهق هو ..




" ليس مبرر..؟




تضيق شفتاها على " الولد سرُّ أبيه ..!




.

.

السبت، 24 أكتوبر 2009

حـ/صاد التوت ..!



أشعر بالخيبة تغلفني * هدية لانتحار ..!

.
في صدري وطن فسيح ..
وكون شاسع ,,
ياترى لمن ..!

*
لماذا في الواقع أُسكَّن صدورهم ولا أحد يربت على قلبي ..
إنه كعصفور / مبلل / خائف / يرتعش ..
ينفض ريشه ..!
* لأتمزق ..!
.
ثق تماماً أنه عندما أصرخ بك " كم أكرهك ..
فهي تعني " كم أحبك ولكن لما تأخرت ..!

*
عندما أخبرك أنك :
وغد ..
غبي..
أحمق..
كاذب..
مخادع..
وأقفل في وجهك الباب ..!
فاعلم أن ذاك لمجرد أنني عاجزة تماماً عن إقفال باب عقلي في وجهك .
وباب قلبي من دونك..
.
" شعور قاتل أن تستيقظ على حقيقة حاجتك للآخرين وبشدة أثناء تلاشيهم ‘ في الوقت الضائع .!
وأكثر أن أكون أنا من هو بحاجة لك في وقت مسروق ..!
* انكسار ..
" إنني في كل يوم أؤجل الاستيقاظ..*
,
ألهذا الحد " تحبينني ..؟!
" لا * أنا فقط أبحث عن عزاء ..
.
الأشياء الروتينية " تقتل الحياة ببطء.
وكذلك فعلت أنت ..!
.
تشبه لحد ما ‘ سواد تلك الخطوات التي تأخذ شكل سلسلة على جبل من جليد ..
تأتي بلون مغاير لشدة البياض ..
وكذلك تصنعه بياض خطواتي في كون قاتم أسود رهيب ,
تأخذ شكل سلسلة من نقاء في عالم مظلم ,,
تبقى في القلوب محفورة..
*
في داخلي ترفرف الحرية بكل أشكالها .
أرفض القيود بشكل مجنون , أكرهها بشدة ,,
ولو كانت على شكل عقد أو سوار أو حتى قرط ,,
وفي اعتقادي "الجمال الحقيقي لايحتاج إلى إشارات ..


وأنطلق من عالم كعقدة إلى حضن رحب,,
/
زحمة حكي *
أحدهم يغادرني , يغادر شعوري إلى الآخرة .
وتُنسيه الدنيا في داخلي معطفة , يغادرني تاركاً ضحكتة / صوته / همسه وأنته ..\
كتابه ‘ دفتره ..
تتدلى من بين أضلاعي " حاملة مفاتيحه وساعته ..
حتى شعوره ..!
وكذلك دفئه "
(البرد)على الأبواب ..
الجليد يهم بالخروج ..
الرياح تُعِد الأبواق , تقربها من شفتيها..
الأشجار تبدل ثيابها ,
وأنا أرتجف بدفئك ..
فلقد تركت فيك دفئي , ..
/
كيف سيكون من دونك الشتاء , كيف سيكون من دوني ..
من سيَعُد الحطب ومن ستجهز القهوة ..!
من أنت من غيري وما أنا من دونك ..
سيسقط الثلج من مدامعي , و ستهوج الرياح من زفيري , وكل تلك الأشجار التي تعرف " ستسقط من الفزع أوراقها مني..
لتعلم حقيقة أن الشتاء القادم ,,
سينفثه صدري ..
ويزاولني التعب ..!
.
متى أكف عن معالجة قلبي كلما اختنق بـ" أنفاسك
.
مسكين هو ,قلب تركته .
كان يرى في صدرك وطن وفي ثغرك رئة وفي أحلامك أرض خصبة للأحلام ..
كان يرى العالم بك ..
فلا تلومه أن شعر بعدك بالعمى ..
.
العشب المبلول والغارق بالمطر ..
ساحر ومعتوه ..
تماماً يشبه كمَّادة , كمَّادة لغم وشجن .
أدركه كالطفلة حافية القدمين فتنسل أحزاني من أصابع أقدامي دون ألم العبور وتتعاظم بي السعادة فجأة حتى أكاد أطير ..
يشبه تماماً الحديث عن الجنة .
أعتقد أنه بداية لكل الأشياء الجميلة التي بدأت بالظهور مؤخراً..
أم أنها موجودة منذ الأزل لكنني بدأت أتحسسها ..
بالفعل "كن جميلاً ....
سأكون ما استطعت ,,
.

كل شخص هو يحب لكن بطريقته الخاصة ,,|

لا أزال سراب وحزني حقيقة ..
*
يقولون الغياب يشوَّه الحب ..!
فماصنع غيابي بك ..!
لاشيء " عدى الموت ,
*
لأني في كل حديث جميل أسمعك , في كل حرف رقيق أقرأؤك , في كل لحن عذب أنصت لك..!
لاأزال ‘أح ـبك|!
.

الاثنين، 12 أكتوبر 2009

مابعد الفصام / حالة نضج..!




.




أنصب أمامي المرآة ..
أحدثها ‘ أوَ تعلمين ..؟
نحن البشر , كل البشر , لديهم نقطة هروب .
والبعض منهم يمتلك أكثر من واحدة..!
منهم من تجاوزها لأخرى ومنهم من يحثُّ خطاهُ نحوها ومنهم من لم يفكر بعد..!
حتى تكاثرت النقط , و أمسى الكل يشحن نفسه للهرب , يحدث في الكون اهتزاز وقتئذ ‘ يحدث في الكون خلل ..
فهذا يهرب من نفسه وذاك يهرب ممن حوله وأولئك يهربون من بعضهم البعض ,
يتصادمون , يتعثرون , يسقطون ..
وأنا بخطى واثقة أهرب من الكون ..
إليّ ..!




.




التوقيت :
حينما اهتزت الأرض من أصواتهم , عند تزاحم حديثهم , تساقُط القضايا من حولي ومن فوقي ..


يبدأ حينها الضجيج وبموجة فوق سمعية يطلقها في رأسي , بلحن نشاز وبصوت حاد وغليظ , يردد كثيراً اسمي , بطبقات مختلفة ولحاجات مختلفة ..
ربما تكون لسخرية ..
ربما لنقد..
ربما لتوبيخ وتقريع ..
ربما لشكوى ..
وأحيان لسقوط ..
شرعت حينها في الهرب ..
لأغور في صدري ,,
بهدوء..
.
|
تصبح تلك الأصوات فيني ظلاً..
ثم تتلاشى شيئاً / فشيئاً ‘ كضباب ..!
يهطل السكون ..
أدلف باب قلبي ببطء ..
الظلام دامس .!
أتحسس جدرانه حتى أصل إلى زر الإنارة ..
أشعلت النور ..
لأتأكد أن الظلام لربما كان أجمل ..
لأنه قادر على أن يغطي بشاعة الأشياء ,,
يآآآآآآآآآآه كم يبدو موحشاً / كئيب / حزين / مرهق / وحيد ,مهجور ..!


على أركانها تتكدس طبقات من الإهمال ‘ تأكدت من ذلك بنفسي عندما مسحته بأصابعي ..!
أكوام لا مبالاة ..
القسوة تزحف على جدرانه وتخلف ورائها لوناً قاتم بلون ألم ..
لُحف المودَّة ‘مهترئه "أرفعها لتتفتت بين يدي ..
أزهار الحنان يلوكها الجفاف ..
يالله كم تبدو الأرضية في حالة مزرية " يتفنن فيها الموت برسم دروبه ..
حالة محبطة ..
.
لايهم ..
المهم هو حقاً أنني وصلت , تغمرني راحة ..
وأخيراً أنا في داخلي أنا ..
ابتسم " أمامي الكثير لأنجزه , أشمَّر عن ساعدي ..
وبحماس " على يدي سيكون أفضل ..
.
.
.
ها قد انتهيت ..
جدران بلون الزهر بخطوط بيج طولية , ركن قصي وطاولة ومفرش بلون الغجر ..
الكثير من الياسمين , المزيد من العبق ..
أرضية نقيَّة ..
نوافذ مصقولة ..
أصنع من حبي قصاصات على هيئة قلوب حمراء ساحر لونها..
ومن عفويتي ابتسامات صادقة بأشكال وأحجام مختلفة ..
ومن عزلتي ووحدتي أيدي ممتدة متماسكة ..
كل ذلك أثبته يتدلى من السقف ..


.


القلب يتوهج , فرحة عامرة تسكنني , أعد لي كوب من الهدوء الخالص ممزوجاً بحديث نفْس , رقيق , يشبه قطع السكر ..


أسير به نحو النافذة , أطبعُ من أنفاسي عليها موجة , موجة لتحمل اسمك يتمايل بعيداً عني , أرفع يدي ملُّوحة بالوداع ‘ أسمع نداءك واستغاثاتك وأرى بوضوح تلويحك وحتى خيبتك وتساقط كبريائك ..




وددْتُ حينها لو كانت الموجة أشدُّ جنوناً وبالغة القسوة , لتبتلِعك في أحشائها للغرق , لكن "تباً للوفاء ..


نحو الموقد , يتراءى على مسامعي "طرقاتُ قلب ..
طرقات مضطربة , وقلب آخر يضج بالصراخ والأنين ‘ يُثقله الحَنين والتعب ..
وبيد مسلوبة الإرادة أشير له نحو اللَّوحة بالقرب من الباب " عذراً ممنوع الاقتراب / في حالة نضج "..
أشير بعدها للطرق الممتدة والجهات المختلفة وأومئ لهُ "أن أذهب ..!
" للتو قد فرغتُ من ترتيبِ قلبي , ولا نيَّة لي أخرى بالبعثرة .
أُنهي الحديث ببرود وأغلق الباب على نظرة خذلان ويأس ..
أعود للمسجلة أسمعها تدندن " افتح الأبواب / ثمة حب / ذلك الذي يأتي في حين فقدنا الرغبة فيه "
في الواقع أنا لم أفقد الرغبة في الحب بعد
ولم أزهد ..!
لكنني قد استنفذت قواي
وأنه قد اكتمل النضج بيَّ حتى هَرِم..!
|
أخلد للنوم , على وسادة من نبض وثير ..
التحف كل الدفْ..
بروح مطمئنة اسكنني للأبد ..
.
ما بعد الفصام ..
نقطة
.
"
أشكال من الهروب /
السهر هروب / النوم هروب / الحب هروب / الكره هروب ..
الحديث هروب وبعض الصمت هروب ..
وحتى الهاتف "هروب من أو إلى ..؟
.

الأحد، 11 أكتوبر 2009

بعثرة خالصة ‘ لمن يرغب ..!



.

يآآآآآآه , اشتقت للبعثرة من جديد .
للحديث الشفاف الرقيق , من دون تصحيح ولامراعاة , من غير حتى مراجعة ..
وهذه المرة الأولى التي أجبر فيها على الحديث والتدوين وأفعل بروح ضاحكة ومبتسمة ..
من غير عناد..
هيا..

|

لا أخفيكم أنني لا أنفك قطعاً في التفكير في مستوى المدونة وفي كيفية تطويرها
وأخرى بشكل ملح في إغلاقها ..
لأنها تعدت كونها بعثرة إلى واجب ولزاماً عليك ..
التدوين والزوار وحتى الصندوق وكذلك الروابط وشحنها..
وأكثر من ذلك أنني أخاف جداً من التعلق بها
أخاف من أن أحبها أكثر من اللازم ‘ وأخاف أن تخذلني ..
أخاف أن أصحو في يوم على تلاشيها أو سقوطها..
أخاف من أنها لاتزال لاترضي طموحي ..
أخاف أنها تفشي الكثير من أسراري ..
أخاف أنها تقتل غموضي في ومضة عين..
أخاف أنها تتمادى وتحشر ذاتها في واقعي كما فعلت في خيالي
أخاف أن تبقى كما هي لاتعلو ولاتهبط..
أخاف الروتين..
أخاف التكرار والعدم..
أخاف الكثير ..
فكيف لو أجبرت في يوم ما أو في سنة ما على هجرها..
على نضح التراب في وجهها والصلاة بلاركوع ولاسجود على مدادها,,
أن ألطخ بالسواد لوحاتها,,
أن أنتزعها مني دون أن أتألم..
من غير أن أبكي ,,
.
أخشى أن أصل للوقت الذي أراها فيه مجرد أفكار جنونية ..
 ليست سوى شخبطات 
ليست سوى جنون مراهقة أو تفكير خارج نطاق العقل
أن أراها مجرد هدف وأنتهيت منه..
أن أراها أيام ولت " وليت الزمن يرجع ورى والليالي تعود..

|

لأجد أن وجودها الآن خارج السيطرة..
وأرضها ليست ملكي ,,
كفتاة تبلغ الرشد فلاتستشيرك في ماذا يجب عليها أن تعمل ولاماذا ترتدي ولاحتى كيف تبدو
كفتاة معتدة بذاتها واثقة من روحها أكثر ..
كفتاة تدخل مرحلة النبوغ وتنفصل عن طفولتها..
وكنت أنا ولاأزال طفولتها التي غادرتها إلى نضج..
كورقة في مهب الريح..
أمرها في يد من يمسك بها لا من أطلقها..

.

وأنتهي من مرحلة أتحكم فيها بحرفي ولو كان متهالك..
إلى مرحلة يحكمني فيها حرفي ولو كنت هالك..
حتى في أوقات العمل / النوم أو السهر / في الحل والسفر / في الليالي الحالكة أو تلك التي يشيعها القمر ..
يهطل حرفي دون إذن ويصب معينه في رأسي صبا
حتى لاأكاد ألتقطه ..
كإعصار يبلغني وقت النوم
وكموت في وقت الصحو..
 حتى قلبت آية الله في حالي
وتركت الليل معاشاً وصيرت النهار لحافاً وتغطية..
في سبيل أن يرضى ..
ولايزال مراهق في ثورته على كل القوانين التي يعرف والتي لايعرف..
يرفع صوته بالسب والشتم ويفتح فمه وعينيه عند حديث القلب ولايخشى التثاؤب أمام كلمات التقريع أو النصح..
سأجن كمايردد في كل يوم علي أبي ..

.

لأخبر كل من يهتم لشأني وبهذه المدونة
جيجي / أسيرة
لكل الرسائل تعبرني..
لكل الغاضبين والغاضبات على فترة ركودي وعلى بالغ صمتي..
أنني أعتذر ..وبشدة ,,
أنني أحاول أن أكون عند حسن ظنكم بي..

ولن أخبركم أن فترة إنقطاعي هي لقراءة كتب أو متابعة أقلام ..
أو شحن همه لجديد والتركيز على ماهو قادم..
وإنما هو كان لسفر الخادمة وفي فترة إستقبال خادمة جديدة .
(:

.

الجمعة، 25 سبتمبر 2009

مابعد اليابان / ماذا ياموتنا الوطني ..




قبل السجن :


وبما أنني كنت في حالة سُكر شديد والعياذ بالله وفي لحظة خرف وجنون ذكرت وشعرت حقيقة أنني أفتخر كوني سعودية وتكفيراً عن ذنبي سأكفر بيومي الوطني هذا العام ولن أعترف به بعد ذلك أبدا..












تمهيدي : وبصوت واحد ونفس واحد وحماس مبالغ فيه " سارعي للمجد والعلياء /طن ططن ..


الابتدائي : بأصوات متعددة وحماس مختلف ألوانه "وارفع الخفاق الأخضر ..


المتوسط : بأصوات خافتة وحماس متباين "يحمل النور المسطر ..


الثانوية : بحركات الشفاه وبكسل واحد وخيبة واحدة "رددي الله أكبر "ياموطني ..












وترى احنا نحمد الله جاااااااات على ماااااااانتمنى وسمعاً وطاعة سيدي لأننا نملك الولاء والعبودية لحكومتنا الرشيدة وآل سعود خاصة والوزراء والقضاة بصورة عامة والمهندسين اللي بس من الخارج وثم التجار وأصحاب الأموال وأخيراً اللبناني والهندي والأندونيسي والباكستاني ولله الحمد وعلى درجة عالية من الولاء والخنوع والخضوع والعجز .


"الله أكبر ياموطني ..


.


ونشعر بالوطنية على أشدها عندما صادف عيدنا الوطني وبعد مليون عام وللمرة الأولى افتتاح الجامعة اللي على أصولها وافرحوا وغردوا وطيروا لأنه صارت عندنا جامعة وما راح يقبل فيها أحد وراح تحتكرها عائلة واحدة والدكتور يجيب أخته وولد أخوه نيابة عن أخوه اللي هو في جامعة ثانية ويبقى مجال يجيب أخته وأخته تجيب أخت زوجها وأخت زوجها تجيب صديقتها ويمنعون الطعام الخارجي ويفتحون بوفيه أو كافتريا ويدبلون الأسعار ألف مرة , يمنعون التصوير بالخارج ويفتحون مكتبة ويؤجرونها على شخص ما وهذا الشخص الما يرفع السعر أضعاف مضاعفة وهلما جرا ولانزال نحمد الله كثيراً ونسبحه طويلاً ونكتب المقالات وننشر المسجات لأنها في جدة ماراحت بقدرة قادر وعلى اللحظة الأخيرة الرياض ,


"الله أكبر ‘ياموطني ..


.


ولانغفل أننا شعب مستهلك مثالي وسوقي " من باب كثرة التسوق " وشعب لايهمه مايغذي به عقله أكثر ممايهمه مايغذي به بطنه , وبدل افتتاح مكتبة عامة نفتتح مول وبدل بناء مستشفى نبني سوق وبدل من صنع نادي متكامل وافتتاح ملاعب رياضية وصالات تدريب نغلق مطعم ونفتتح آخر , نترك أراضي شاسعة للحكومة لنبني فيها مدارس تليق بالتعليم وبرسالته فإنه عليكم بالمستأجرة , وبدل من تعبيد الطرق المتعرجة والترابية وسد الحفريات ولو بقطعة قماش ووضع إشارة في مفترق الطرق نضع لوحة انتبه أمامك منحدر وقدامك لفة مات عندها ناس كثير وانتهت فيها عائلة بأكملها واللوحة يأكلها الصدى ويقضي على الباقي بخاخ وأبو خنجر ..


" الله أكبر ياموطني ..


.


إعلامنا وطني بدرجة كبيرة , منه يكبر في داخلك الحقد على الوطن , ومن استقبل وودع إلى وطني الحبيب فلا أحب سواه وحتى (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون). ,


احرث وازرع أرض بلادك .. بكرة تنطي الخير لأولادك , وتكملها الجرائد والمجلات واستقبل أهالي المدينة سمو الأمير عبد ... والأمير عبد ...... يغادر مدينة الـ.... , وبيت فلان يهنئون سمو الأمير بالعيد , وأهالي المدينة الفلانيه يتحمدون بالسلامة للأمير , والأمير فلان نجح بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف بس العيب في الاختبارات أنها تأخرت عن النتيجة أسبوع , وصفحة كاملة لقصيدة وأخرى لشكر وتقدير وعلى هذه الحال يسير الإعلام في بلادي ..


ولايعدم الخير ‘ يصور البيوت الغير قابلة للعيش الإنساني ويستجدي الخير من ولاة الأمر واللي هم السبب في هذا الخير , ويصور رجل على فراش الموت ويستجدي أهل الخير في فعل الخير وعمل الخير , وطفلة يتيمة وأم مغبونة وشاب باسط في سوق الخضار وعائلة تسكن سيارة وسيارات معدومة على طريق سريع ومروجين ونصابين ودور دعارة وسماسرة وخمور وأسحار ونبش قبور ..


وتختم القناة بنشيدنا الوطني ويكبر في داخلي فخري بوطني ,


"الله أكبر ياموطني ..


.


الله يسلمك أبد مافي شك أننا شعب ضحايا لشركة كهرباء واتصالات ومياه ومقاولات ويكثر عندنا غسيل الأموال وتلهف شقانا وتعبنا شركات وهمية بأوراق رسمية وتقضي على الباقي سوق سوداء مافيها لمبة وحدة ويطول المشوار وتكثر العمالة والتخلف والابتزاز وتقدم على خادمة وتهرب وأخرى وتفعل ذلك مجدداً وعلى هذا الوضع والوضع يتأزم والحكومة الرشيدة في كيف تحارب الإرهاب وكيف تحتفل بالعيد وبعيدها الوطني وبس .


"تضطرك الحاجة لطلب خادمة هاربة من كفيلها لتعمل عندك ولو باليوم وتجيبك أنها هي الأخرى تبحث عن خادمة " تمسكي بزوره ومافي مشكله أنا يعطيها ألف وخمسو ميه " وتقفل الخط فتتذكر الصوت إنها خادمتك نفسها الهاربة قبل شهور , وتعرف أنك في بلد عجينة ..


ومن قلبك تهتف ..


" الله أكبر ياموطني ..


.


كنت قبل ذلك أذكرك ياموطني بالخير وأدافع عنك بكل ماأوتيت من قوة ولا أعرف متنطع ولامعنى ليبرالي , ولاهارب ولا إرهابي , وأفتخر في كل محفل بمجرد أني أحمل جنسيتك , أعبر عنك , أرسم لك , أنشد لك , وأهب لك علمي وعملي , وأنت في المقابل لم تمد لي يدك ولم تمنحني بركاتك ولم تدفع لي ولو بالقليل من عطاءك لأبادلك .


وأفكر جدياً في إستبدال نشيدك الوطني بآخر أكثر صدقاً وواقعية "سارعي للفقر والعوز , سارعي للتخلف والرجعية , سارعي للموت والفقد والتهاوي , سارعي للبيوت الآيلة للسقوط , سارعي للمظلومين والسجون , ياموطني ..


وبصوت واحد تصرخ بكل صوتك يتدفق معه دمك وتحمر له عيناك , وتمر أمامها مشاهد حيَّة تتضاعف وتزداد , صور موجعة وقاتلة , مقاطع تطعنك في الخاصرة , أم عفيفة تبكي تستجدي العيش , شيخ كهل يحلم بمنزل ليموت فيه , شاب في مقتبل الحلم في يده شهادة وعلى رأسه تحوم الطير ويعول 15نفر على راتب خادمة تبحث عنها سابقة الذكر, وتقبض على يدك وتزيل فكرة العيش في بحبوحة إلى العيش في ستر ومصونة وستر وصون عائلة بالقرب منك ..


ويستمر الوجع ..






.






ماذا قدمت يا يومنا الوطني وماذا أخرت ..؟






.

على الهامش /
بي فوبيا من أن يدركني أي مرض و أدخل المستشفى وأكون فأر تجارب لأطباء ومختصين زوروا شهاداتهم أو أن ينقطع التيار الكهربائ خلال عملية لي حرجة أو أدخل للكشف والتحليل ليصب في دمي أحدهم الايدز ويغرس في مناعتي الهون , أن يبادرني أحدهم بالعطاس وينقل لي عدوى ستبقى سنين دون أن يبحث أحدهم لها دواء فقط لاعلينا سوى الانتظار أن يجدوا لها الغرب دواء وطب ونأخذه تباعاً..







الخوف يغمر الازقة والوحشة , فلص ومختطف ومفجر وفاسق فاسد تكاثرون فيها ,


وأتظاهر بالوسطية ولربما كنت أشد منهم بلاء على الوطن وفتكاً به ..






أبي يردد من يأخذ من الحكومة ماله فمن قلة المروءة أن يتكلم فيها ولو بكلمة , لكن مابال من يأخذ ماله منك ومالك تأخذ منه الحكومة , أليس حراً يتحدث كيفما شاء ..






ابنة أخي تحتفل وحيدة بعيدها الوطني , وأرى الفرح والاعتزاز والثقة تكسوها بلون أخضر , وأتوق في سري للاحتفال بعيد وطن يليق بي , وطن يشبهني في العطاء ..






.