‏إظهار الرسائل ذات التسميات قراءة بصوت عالي ... إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قراءة بصوت عالي ... إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 22 فبراير 2011

عزازيل * يوسف زيدان .

الرواية التي تقع في 380 صفحة من القطع المتوسط جاء الفصل الأخير ليحوي صور أطلال وخرائب أثرية تؤكد حقيقة ماجاء بالرواية من وقائع وأحداث وأماكن ..



الرواية التي في سنة كاملة نشرت طبعتها الثانية عشرة وهو زمن قياسي جداً وهو دليل انتشارها ونجاحها , الرواية الصادرة عن دار الشروق باسم عزازيل لـ يوسف زيدان .


جاء الإهداء ..






إهداء خاص جداً :


إلى آية ..


تلك يا ابنتي , آيتي , التي لم تجعل للعالمين !

كُلِّ امرئٍ شَيْطَانُهُ ، حَتَّى أَنَا ، غَيْرَ أَنَّ الله أَعَانَنى عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ .. "حديث شريف " .


كادت الرواية أن تكمل عامها الأول بين يدي دون أن أفتحها , احملها دون القدرة على قراءة سطر منها , كان هناك خوف أو هي محاولة مني لإبقائها في جو مناسب مثالي للقراءة , وكما جرت العادة مني في كتابة حالتي قبل الرواية على صفحتها الأولى وكتابة قرائتي لها على الوجه الأخير , أحببت أن تشاركوني شعوري ..






الصفحة الأولى كتبت ..
طالت فترة مكوث الرواية بين يدي وأحسبني سأتركها دون قراءة , وكل مرة أحاول فتحها أمر ما يمنعني وأخافه , كنت أشعر وكأني سأدخل محاضرة مملة عن التاريخ وعن الأساطير , وهذا الخوف نفسه هو من يدفعني الآن للقراءة ..



كنت أستمع لحظتها لقراءة سورة يوسف بصوت الشيخ "شيخ أبو بكر الشاطري " الصوت الملائكي الذي يفك الأغلال عن قلبك ويزيح طبقات الران لتسمع بوعي وخشوع لكل حرف ولكل موعظة , قراءة خاشعة تجعلك تبكي لبكاء القارئ عند " إنما أشكو بثًّي وحزني إلى الله .." , وقد علمتني الحياة أنه ليس من صدفة وأن الأحداث الجارية لا تسير على طريقة مستقيم لكنها أشبه بسلسلة من الأحداث يخبر بعضها عن بعض .






بسم الله .


أعرف أنه من الصعب كتابة قراءة حول رواية مثل عزازيل ..


هي رواية هادئة جداً لن تستمع طيلة مرورك على صفحاتها سوى لصوت هيبا يتحدث في رأسك ويزرع أسئلته وأجوبته في صدرك وبعض أصوات متداخلة لفترات بسيطة , كأنك توقفت عن القراءة وبدأت في مشاهدة هيبا في رحلته من مصر إلى الإسكندرية ثم إلى أورشليم وحتى وصوله حلب ودفنه الرقوق هناك ..


لم تكن اللغة فيها شاعرية لكنها كانت بسيطة وعميقة وواقعية , فالأحداث المذكورة شاعرية بطبعها ولا تحتاج للغة تهذبها , جائت الرواية لترجمة مذكرات راهب مصري كتب باللغة السريانية ودفنها بعدما قضى أربعين يوم في كتابتها ثم وضعها بعد ذلك في صندوق خشبي مزخرف ودسها في منطقة الخرائب الأثرية حول محيط قلعة القديس سمعان العمودي قرب حلب/سوريا .


تم نقل المذكرات من اللغة السريانية إلى العربية بسهولة كما يذكر المترجم لأنها كانت مكتوبة بخط واضح وجميل بالكتابة السريانية التي تشبه كتابة الأناجيل بحبر جيد على رقوق جلدية فاخرة , وهذا وأظنه يرجع لإهتمام الراهب في حياته بالكتب والمخطوطات وحبه للقراءة ليولي اهتمامه لما يكتب ..


كتب مدفوعاً من عزازيل " الشيطان " وأظنه صوت الحق في داخله هو ماجعله يكتب , ليس لتدوين لحظاته مع مارتا وأوكتافيا ولكن لأنه أوضح الصراع في المذاهب المسيحية وأن الأصل في الأديان هو التوحيد , حيث انقسم المسيحيون إلى مؤمن بفكرة أن المسيح ابن الله ومريم العذراء أم الإله وبين من قال أن المسيح بشر خالص لكنه معجزة الرب ليكون دليله في الأرض وأن مريم هي أم هذه المعجزة البشرية وليست أم الله , وهذا خلاف الكنائس والذي جاء في جزء من الرواية ولم تدور الرواية حول هذا فقط ..


راهب من الصعيد بمصر يخرج إلى الإسنكدرية ليتعلم الفلسفة واللاهوت والطب وتعترض رحلته أفكاره وذكريات عن حياته السابقة وطفولته المعذبة حتى يصل الإسكندرية وقد ظن أنه نال الراحة ولم يكن يعلم أنها بداية النزاع الداخلي الكبير , ولم يخرج من الإسكندرية بعد ثلاثة أعوام إلا مثقلاً بالعذاب الروحي والدنس ..






سندرك معه بدعية الرهبنة فهي تصر على تجريد الانسان من بشريته من الخطأ والصواب , من الرغبة والتوبة , وتحاول البلوغ به إلى الألوهية ولن ينعم الفرد بالراحة التامة من غير منغصات , فالإغلاق على الفرد بمعزل عن المعاصي لايقوي الإيمان ولكن فقط يحميه وما إن يفتح للفتنة باب حتى يهوي الإيمان ..


يهوي الإيمان في نفس الراهب أمام أوكتافيا وهيباتا ومرتا , ويصور عذاباته الروحية في الإختيار بين الإبتعاد أو البقاء , ومع صوته الهادئ الرخيم سنسمع صوت خبيث لعزازيل في نفسه وسيكتب عن ذلك بصدق واضح مادام أحد لن يقرأ ..






قوة الرواية تكمن في صدقها من غير محاولات للتزييف , في كونها حقيقة وأحداث وقعت في نفس انسان وإن كان مسيحي وراهب فهو مؤمن وماذكره يقع في أي فترة من حياتنا في عمق الإيمان , تلك الهلاوس عن الدين والوجود ثم البحث والأسئلة عن الله إلى الإيمان واليقين ثم الإنتكاسة إلى "لن أفكر بعد الآن " , عن الجريمة والعقاب , عن الخطيئة والكفارة , عن الأبيض في حياتنا والأسود ..


ينتهي من رحلته بتنفيذه لطلب عزازيل بكتابة أيامه على رق ودسها في التراب حتى يحين وقت خروجها من جديد , ولا نعلم هل أنهى حياة الرهبنة أو عاشها في مدينة أخرى ..






هي من الروايات التي تغلقها وأنت لاتزال تفكر بها , كأنها فتحت نافذة في رأسك لتطل منه الأفكار , لقد دخلت بعدها في نوبة تفكير حادة مجنونة عن الشيطان والقدر والله , الحقيقة الكامنة والتي ضاعت عن الراهب في فترة حياته ولكنها في ساعه واحد أو يزيد اتضحت معالمها لنا , فهل لا نفهم أنفسنا حتى نقرأها , هل يتوجب علينا كتابة مذكرات لنتعرف على أنفسنا , هل يمكن أن نعرفنا أكثر ممن سيقرؤنا لاحقاً , هل سنكون منحنا تجربة جاهزة للحفظ بعد سنوات من العذاب والكتابة .






تيقنت بعدها أن الكتابة لاتكون إلا من الشيطان , وتأكدت من ذلك " {وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون} [الأنعام: 112]


وقولة " والشعراء يتبعهم الغاوون " ..


فقد قال الطبري عند تفسيره لتلك الآية: ... وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال فيه ما قال الله جل ثناؤه: إن شعراء المشركين يتبعهم غواة الناس ومردة الشياطين وعصاة الجن وذلك أن الله عم بقوله (والشعراء يتبعهم الغاوون) فلم يخصص بذلك بعض الغواة دون بعض، فذلك على جميع أصناف الغواة التي دخلت في عموم الآية، قوله (ألم تر أنهم في كل واد يهيمون) يقول تعالى ذكره: ألم تر يا محمد أنهم يعني الشعراء في كل واد يذهبون كالهائم على وجهه على غير قصد بل جائرا عن الحق وطريق الرشاد وقصد السبيل، وإنما هذا مثل ضربه الله لهم في افتننانهم في الوجوه التي يفتنون فيها بغير حق فيمدحون بالباطل قوماً ويهجون آخرين كذلك بالكذب والزور.






وتنتهي رواية ولاتنتهي فكرة .

مقطوعات من الرواية :
 
فصول من الرواية ..


سأبتهل إليك يارب الليلة , وأصلي , وأنام . وقد خلقتني لحكمة خفية , كثير الأحلام . فأرسل لي في منامي من فيض كرمك إشارة تنير لي الطريق , مادامت بشاراتك قد عزت في صحوي وامتعنت . فإن صرفتني بإشارتك ياإلهي عن الكتابة انصرفت , وإن تركتني لنفسي كتبت .



البدايات محتشدة ومتداخلة في رأسي . ولعل البدايات كما كان أستاذي القديم سوريانوس يقول , ماهي إلا محض أوهام نعتقدها . فالبداية والنهاية , لاتكون إلا في الخط المستقيم . ولاخطوط مستقيمة إلا في أوهامنا , أو في الوريقات التي نسطر فيها مانتوهمه , أما في الحياة وفي الكون كله , فكل شيء دائري يعود إلى مامنه بدأ , ويتداخل مع مابه اتصل . فليس ثمة بداية ولانهاية على الحقيقة , وماثم إلا التوالي الذي لاينقطع .



إن الدوائر كلها تدور برأسي فلاتوقفها إلا لحظات النوم , حيث تدور أحلامي .



_أوافقك الرأي ياأبت ..فاللغة لاتنطق بذاتها , وإنما ينطق بها أهلها , فإن تغيروا تغيرت . وكلام يسوع المسيح غيَّر اللغة مثلما غيًّر أهلها , لقد صيرها لغة مقدسة .



الكتابة تثير في القلب كوامن العواصف ومامكن الذكريات , وتهيًّج علينا فظائع الوقائع .



عزازيل حججه قوية وهو غالباً مايغلبني , أم تراني جرأته علي لأنني , حسبما يزعم , أجلبه نحوي بترددي الدائم وقلقي المزمن .



الحياة ظالمة , فهي تمتد بنا وتلهينا , ثم تذهلنا عنا وتغيرنا , حتى نصير كأننا غيرنا .

تابعت سيري شرقاً , مسلوب الروح . كنت مسرعا نحو غاية لا أعرفها , في الأفكار والصور تمر على خاطري ولا تثبت , تماما كما تمر قدماي على الأرض , فلا تقف , شعرت أن كل ما جرى معي , وكا مابدا أمامي في أيامي وسنواتي الماضية , لايخصني ..أنا آخر , غير هذا الذي كان , ثم بان !



لأن كل الإجابات واحدة , الكثيرة المتعددة هي الأسئلة !



رأيت أمامي ثانية الشجر والناس , وأدركت لأول مرة أن الناس شجر , وأن الشجر مثل الناس , غير أن عمر الانسان قصير .



سرت بجواره صامتاً أو غير قادر على الكلام .



أدركت لحظتها أن للرب في هذا العالم رجالاً متوغلين في أسرار المحبة , لايعرف أقدارهم إلا الكاملون .

واليوم , لماذا أخاف الموت ؟ خليق بي أن أخاف من الحياة أكثر , فهي أكثر إيلاماً .

الحمار لايمكن بحال أن يكون غبيا, هو صبور بطبعه , وقد يبدو الصبر غباء أحياناً , وجبناً حيناً , يبدو أني قصيت عمري حماراً .



للمحبة في النفس أحوال شداد , وأهوال لاقبل لي بها , ولاصبر لي عليها ولا احتمال , وكيف لانسان أن يحتمل تقلب القلب مابين أودية الجحيم اللاهبة وروض الجنات العطرة , أي قلب ذاك الذي لن يذوب , إذا توالت عليه نسمات الوله الفواحه , ثم رياح الشوق اللافحة , ثم أريج الأزهار , ثم فيح النار , ثم أرق الليل وقلق النهار , ماذا أفعل بمحبتي بعدما هب إعصارها فعصف بي من حيث لم أتوقع ؟ , هل أنا فرح بحب مرتا أم أنني أخشاه .



انتهت .

الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

"فسوق" ذلك الأشر .

عبده خال ..عبده خال ..عبده خال ..
هذا ماكان يدور في ذهني حال دخولي المكتبة ..
أي مطبوعة أي منشور أي مقال لعبده خال وإن وجدت بأي كمية سأخرج بها كلها ..
لكن كعادة وطني الحبيب وبلدتي الصغيرة الغبية لم يوجد على رفوف ثلاث مكتبات سوى "فسوق"
وأدخل بعدها في هلوسات باوللو كويللو عن لغة الاشارة والإشارات الكونية والرسائل المختصرة و المخبأة في الأحداث اليومية ..
سيمر علي اسبوع فسوق لامحال (:

تعوذت من الشيطان الرجيم وفتحتها ببرود ويدي ترتجف وكأن اسمها أو أجزاء منها ستعلق بيدي , يجب أن أفصل في الأمر , بقيت بين يدي اسبوع كامل وأنا أحاول إنهائها ..
هي غريبة في الفكرة والبداية مختلفة عما نقرأه دائماً ..
بالطبع كان جو الرواية معتم ورطب جداً ورائحة المكان كريهة جداً ستمسحها عن أنفك لمدة اسبوع  .

جثة هاربة من قبرها ..؟"عنصر التشويق "والذي سيسحبك إلى اخر الرواية .
وتحول الشخصية من عاشق إلى مجرم إلى أب ثم إلى يكون وقت رد الدين أمر صعب أكيد لكنه كان في الرواية بغاية البساطة حتى أنك لن تشعر بذلك أبداً ..
الكثير من النميمة والشك والخبث والسوء , الكثير من العفن والطين المبلول والغبار , الكثير من هتك أسرار الحياة والبيوت والمرأة بأخص والمقبرة ..

ستزيح عنك فكرة قدسية ومهابة المقبرة , الأحداث في أسوار المقبرة والشك يحوم حول السور وأن القبار بشر ..
ستخرج ولاتعلم هل صاحب الذنب مخطئ ويجب عقابه أم هو مظلوم أيضاً , الكثير من قلب الحقائق ستعرف حينها معنى " إن من البيان لسحرا" ..

للمرة الأولى أتعرف على عبده خال من خلال رواية , وكانت لغته جميلة واسقاطاته مجنونة والربط والحل بين الأحداث جاء غير معقد ومسترسل , غير أن القناعات يشوبها اختلاف ..

والأمر كله محشور في رواية من الحجم المتوسط في 255 صفحة عن دار الساقي والطبعة الخامسة وكانت الطبعة الأولى سنة 2005حيث انتهت الرواية وتمت ..

جاء في الإهداء "إلى هاشم الجحدلي : نقف معاً في مكان رث لنستنشق هواءً فاسداً .."
وفي ظني أنه جاء كاعتراف ..


مقتطفات من الرواية :
تحمل الأوراق روائح من تتحدث عنهم , حتى وإن كانت روائح اصطناعية , فالورق يحمل نية الكاتب الأول , كما الحلم يحمل الحقيقة ..ولايحملها .

مقولات عاقر كإبرة لاتحمل خيطا , تدخل وتخرج في البزة من غير ان ترتقها ..

جلست كمصور يغمر فلمه تحت الماء , وأخذ ينتظر انقشاع غبش الصورة . كانت ملامحها تتراقص من تحت ماء الأقاويل  شيئاً فشيئاً .

يجلس على طرف المقعد المواجه لمكتبي , بوجه عابس , كالوجوه الملكية المسكوكة على العملات القديمة , تجلس بمهابة التاريخ المزور الذي لايعنيها اكتشافنا له , بقدر رسوخه في ذاكرتنا .

كلنا يشيد بيتا في داخله ويرتبه كيف يشاء , في ذلك البيت الداخلي , نخبئ مالا نحب أن يكتشفه الآخرون ...

كان يسير كصنم تم ترميمه .. لا أحد يعرف مواقع تصدعاته إلا هو ..ويحرص تماما على ألا تظهر لأحد ممن جاورهم في سنواته الأخيرة ..

فاقد الدهشة كائن ميت .

في زمن الأحلام المرة لانتذكر إلا الماضي ..

عندما لاتجد منفذا للوصول إلى وجه إمرأة , ابحث في صوتها عن شخصيتها .

عندما تخلق سجنا كبيرا على الناس أن يتدبروا كيفية الهرب .

فقد الحرية يفقدنا المساواة والمساواة تفقدنا العدالة وضياع العدالة يجعل الظلم شخصا مجسدا .

عندما تخاف من قول رأيك فأنت لاتستحق أن تعيش ..حينما خلقنا الله خلقنا أحرارا ..حرية مطلقة , وعلى الجميع أن يحافظ على هذه الهبة من غير نقصان .

.

والنهاية كانت مقززة فعلاً , لكنها اكتملت رواية .

الخميس، 18 نوفمبر 2010

العطر و149 رشة لباتريك زوسكيند .


موات الزهور السريع وامتصاص الدهن لعبقها *
في هذه الجملة اختصر باتريك زوسكيند جرائم القتل التي حدثت في روايته "العطر" خلال وصفه لطريقة صنع الدهن المعطر على يد القاتل غرنوي ذو الأنف الحديدية ..
مجنون وكتب عن مجنون بصورة خرافية , دقة التصوير والوصف تسحبك من يدك داخل أحداث الرواية التي تمت في ظلام هكذا أشعر ..
ستنتهي وفي جعبتك الكثير من الروائح العطرة ومثلها روح المكان وضعفها الرائحة المنتنه ..
الوصف دقيق جداً بل مذهل والبعض سيورث في قلبه الملل , لكنها تناسب روحي كثيراً , تلك الروح البائسة والتي تعشق التفاصيل أكثر من أي شيء في الحياة ..
ستشعر بمقاومة غرنوي لأنفه وحبسه له أكثر من مرة , ومثل ما تصاعدت الدماء إلى رأسه لتحفز أنفه ليلتقط أدق الروائح ستجد أنفك يتحفز أيضاً لذلك ..ربما تنتهي الرواية وقد أصبحت قاتل مثله أو تسري في دماءك روح الجريمة ..
سيقرصك البرد أكثر من مرة هنا , وستسمع صوت الأحاديث يركض خلفك , سترى باريس ولو لم تعبرها وتطرقها قط ..

شمَّر عن كسلك وافتح الصفحة الأولى لتوصلك إلى المائة والتاسعة والأربعون في رشفة كوب قهوة ..

.

الجمعة، 26 يونيو 2009

كشكول طالب ثانوي ..




"كشكول طالب ثانوي ..




"ربنا يحميك ياعم قوقل ..
\

الكتاب: كشكول طالب ثانوي.
المؤلف: محمد الهويمل
الطبعة: دار الكفاح
الصفحات:180 صفحة من الحجم المتوسط
فكتاب محمد الهويمل كتاب أحدث ضجه إعلاميه ليست بالهٌينه ..وأعتبرها قنبله قام بتفجيرها ..
هوطالب سعودي في سنته الجامعية الأولى. بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران ..
يروي فيه تفاصيل مثيرة من سنوات تعليمه العام منذ المرحلة التمهيدية حين سلمته أسرته
إلى معلمات في الروضة حتى المرحلة الثانوية والمرحلة المتوسطة ..

وهذا ماتم إقتطافه من مواقع إعلاميه حول الكتاب
حملت عناوين الكتاب لغة صريحة وجريئة مثل: (أنا ومعلماتي)، (فتيات الأرجوحة)، (حينما هزني شوق)، (موسم التفجير)، (همجية)، (كيف أصبحت ملحدا؟)، (أستاذنا الجزار)، (المومس في مدرستي)، (الكأس الأولى)، (أستاذي والعادة السرية)، (ملامح آيروسية!)، (قم للمعلم.. اذهب للمعلم.. اعط المعلم)، (الاغتصاب وضياع الشرف)، و(صديقتي وسجائري).*

.

وفي الواقع لم تدفعني هذه الضجة الإعلاميه للقراءة ومحاولة معرفة ماذا يحوي لقناعه سابقه زرعتها رواية بنات الرياض عندي وهي أن ماكل مايلمع ذهباً وماكل ماينشر يستحق القراءة ..!"لكن الفضل يعود لاختي هي من اشترته وهي من رمته عند باب غرفتي كشيء مقرف يجب التخلص منه ,,

جاء في حجم معقول وفي سرد بسيط متوسط ولغة سلسه من الكلمات الدارجه ولاضير في ذلك كونه معد في مراحل الثانوية , وهو سابقه في مجال المذكرات والمخصصه لهذا السن , راق لي جداً الغلاف والفكرة في تسطيره على هيئة دفتر يحوي الموضوع والتاريخ والكتابه بالرقعه شطر آخر محبب ..



جاء ليفضح ماآل له التعليم وللمعلوميه يبدو أنه ذهب لمدرسه راقيه فماخفي من هذه الأمور أعظم , سلَّط على المعلم العبء على التعليم والتعليم الذي يفتقد أركان التعليم السليم , والمدارس تلك البيئه المناسبه لتعليم الكلمات النابيه وتدنيس العقل وتخريبه , تلك المدارس التي شر لابد منه , فتربي الاسرة بنتها أو ولدها خير تربيه وتحامي عنه وتحافظ على دينه وحياؤه لتهتك عرض كل ذلك أيام المدرسه وأركانها , إلا من رحم ربي ويكون بالدعاء..
أسياب المدارس التي تعلم الإعجاب وكيف تصبحين بويه على سن ورمح وكيف يمكنك المراوغه وإتقان الكذب وكيف تبيعين حياؤك في حين لاتعلم فصولها سوى كيف يمكن الاستمتاع بالنوم دون دراية المعلمه والأكل في الحصه دون أن تنتبه وكيف تنمي عندك النباهه , فصولها التي تعلمك الغباء بلاحدود والتحجير العقلي لأبعد مستوى والإبتعاد عن القراءة وعواقبها وتهشيم الشخصية وقم للمعلم غصباً واخفض له صوتك ولو كان فيه الحق وبه الكثير من دفع باطل ..
المعلم / المعلمه ..الباحثين فقط عن الراتب وكم يكون وكيف ينمي مستقبله ويرمي بالأمانه وبالأهداف الساميه عرض الحائط ونستثني تلك الفئة التي تحاول التغيير والعطاء بلاحدود تلك الفئة القليله التي لاتخلو من ضغط وسكر وقلب ..
والمديره النائمه والمدير الغائب عن الوعي والمسؤليه المفلوته على الغارب والقضايا الشائكه المعلقه والاهتمام بتوافه الامور وترك ماهو اعظم والاخذ "اضرب الكلب يستأدب الاسد ..
الكافتريا والمقاصف الخاليه الامن السرقه والتلاعب والنصب والدود في الطعمية والبطاطس البائته والعصيرات الساخنه صيفا والمجمدة شتاءاً..
كل شيء بها باعث على الملل على القرف "
"قبل يومين اعترفت امام من عرفت ومن لم اعرف وبصوت مسموع أنني حاقده على التعليم , التعليم الذي افنى مواهبي والتعليم الذي قضى على طموحاتي والتعليم اللذي ساوى بيني وبين من لاتجرؤ على ملاحقتي ولاتفكر ,,التعليم الذي أهداني عندما كنتُ الأولى على المدرسه زينه كنا نضعها على باب الحمام في البيت والمعلمات اللاتي لايدركن معنى الطفولة واحلام الطفولة وطموحات الطفولة ليغتالونها دفعه واحده لاني أنا من حاول اتقان العمل الفني ولم اذهب به للخطاط كوني انا من رسم لوحتي ولم اذهب بها لولد الجيران .."



كانت العناوين جريئه بعض الشيء وحسّاسه وي كأنها أسلاكاً شائكه خاصه انها حملت في طياتها تلك الكلمات التي عشنا سنوات نغمض اعيننا عنها ونصم اذاننا , لكن هذا هو حدود تفكير المراهق ونطاق رؤيته وربما جائت لشد القارئ النهم الناقد وايضاً لشد غير القارئ للقراءه ..
وكل موضوع كان مختلف جداً عن مايذكر تحته وفي جوانبه ..حتى لايأتي أحدهم على الصراخ أقول له إقرأ قبل أن تتحدث ,
نظرته بالفعل كانت ثاقبه وكلمات صادقه وواقعيه لذلك وجدت مكانتها وأظنه ناقم على التعليم بشده مثلي ولو كنت في مكانه لجئت بماهو أشد وأفضع ولاسميته حبل غسيل طالبه ثانويه ,,

ذكر في طيات كتابه عن المكتبه وآلمني ماذكره لانني ربما مررت بنفس القضيه " كتب في المدرسه الابتدائيه لاتعني بهم البته ولاتهم حتى معلماتهم فهي تحوي على النزر القليل من القصص الملونه الغبيه وللكتب الكبيره الثقيله وطبعاً لاتحمل موضوع ماهية التعليم وكيف تربي جيلاً وماذا تصنع من المعجزات في الطفوله او التعليم في الصغر كالنقش على الحجر او حتى احلام صغار كيف نجعلها كباراً..
وكانت كغثاء ..

من رؤيتي الشخصية أرى انه كتاب ممتع لذيذ شيَّق يسحبك من اوله لاخره دون ان تشعر ولغته بسيطه وحتماً هولايضيف لك شيئاً في رصيد ثقافتك ولافي مفرداتك , لكنك معه ستستمتع ببعض الذكريات المعروضه وستشاركه الذكريات وانصح به كل طالب في المرحله الثانويه ولو قام البعض على رفضه وانه قد يسمم عقل الطالب وقد ينفث فيه مشاكله لأرد العقل الثانوي هو بالفعل غدى مسموماً ومانظن انه لازال بخير وبامان الوضع الراهن والمجتمع الخارجي لن يتركه في سبيل حاله والكتاب ثقافه وتجربه قد تفيد كل من هم في سنه وكانه نصائح بسيطه من صديق لصديقه في كيف يتعامل مع الثانوية..

sms للكاتب .
كنت ممن هو مجبور للإفطار في غرفة المعلمات الغرفة الضيقه والخانقه والاحاديث التحت الحمراء والهمز والغمز والتعرض لكل طالبه وجلدها وتعريضها للسخريه وهي ياغافلين لكم الله ..
وكانت عيني ترقب ذلك الباب والساحه الخارجية والصراخ اللذي يهز الروح واللعب والجري في كل مكان والفطائر الهشه والعصيرات البارده ولحلويات غير ذلك التميس الحاف الجاف والشاي الماسخ والجلوس في هدوء والترزز وبلع كل كلمه وقتل كل رد على الشفاه ..
ومن فضاء الساحه لحدود الغرفه فارق قاتل..

.

ماقبل الـ* هو مقتبس في محاوله لحفظ الوقت ليس إلا ..