الأحد، 24 يناير 2010

مقبرة إحساس ..!



.

هذا يعني وفاة "بعثرة وفوضى روح}

حيث دفنت في "الجحيم الصامت ..

.

أود حفل تأبين يليق بطفلة مشوَّهة ..
ويناسب عجوز شمطاء..

.

روحْ..!

.


! THe SeCReT







يا صديقي سأخبرك بسرْ ..!
هو بأني على يقين أني حمقاء , كما أنني على يقين أكبر أن الجميع له نصيب من الحماقة قل أو كثر , وقد تكون صفة دائمة كما هي بي أو فقط موسمية كما هي بي أيضاً .
لكن ما يهمني فعلاً أني أخبرتك سرْ..!
سرْ..! من جملة أسرار يخشاها الجميع , واعتراف صادق في وقت تنكر كل شيء لأصله , وكما هي عادتي ستجدني أخفي في القشور من أسراري هذه طن من عمق ما ..!
واعترافي السابق بأني حمقاء , إنه معنى واضح أني فقط ارتكبت خطأ ما..
قد يكون أنت .
.
أعود حيث كان ثمَّة سر ..!
سأخبرك أن بعضهم يتصنع الغياب فقط ليشعر ذاته بمدى أهميته ولا يعي أنه لا أحد في الواقع يفتقده , إنه يحرج مشاعره ويخيَّب ظنه فيه , هو استكان لوحدته حتى أحاطت به كغلاف جوي وبعدئذ لن يفتقد وجوده سواها , والهاء هنا يعود لـ.. وثمَّة سرْ آخر مفضوح على مرأى الكل والكل يتناقله أيضاً كـ سرْ ..! وبصوت خافت وبعبارة نصفها غمز ..


وأعترف أني من بين البعض أتصنع الوجود والحضور وأتكلف في كل مرة السؤال عن الحال ليتم سؤالي أنا عن الحال , ولا أتوانى بين الحين والآخر في بيع شيئاً من أسراري يبقيني مدة تحت الضوء , وأفوت أمراً مهماً فقط لأكون نوعاً ما مرئية ولو من ناحية أكثر سلبية , وأن أصنع ضجة حولي ولو كانت صماء , "أنا هنا" عبارة أقاوم ترديدها كل لحظة , فلا تعجب من لفظي لاسمي في أوقات الانتظار بين ثانية وأختها , "هل تأكدت أني حمقاء" , لقد ظننت أني بذلك أطبع وجودي في الأعماق وأتأكد من بقائي في الذاكرة أطول وقت ممكن وأمر آخر كان في الماضي سرْ..! وهو لايزال يؤرقني "كيف لعائلة أن تنسى مولودة في المشفى لشهر ..!"
.
"باب يحاول هتك ستر..طراخ"
تصنعت الغياب بما لم يكفي بعد , لأجد أنه لم يثيرهم غيابي بقدر ما يثيرهم السر من وراءه , ولم تؤرقهم وحدتي قط بقدر ما يؤرقهم إغلاق باب الغرفة عليها , ليتناوبون على فتحه كل وقت علَّهم يحظون بهتك ستر سرْ , هل قابلتك يوم نظراتهم الغبية المتذاكية عندما يبررون هجومهم بحاجتهم لـ" أشياء تتواجد في كل غرفة وغالباً ما تكون أول ما يقع عليه نظرهم " .
وهذا هو السر في بقائي على الأريكة أدخن قطع الشوكولا الواحدة تلو الأخرى , أحصد عدد مرات الخيبة على وجوههم وأحسب كمية الفضول .
.
" وهل لهذه الأريكة سر ..أخبريني ..؟"
عندما تتمدد عليها , هنا بالتحديد بين نافذتين , تستلقي مشغول الذهن ولاشيء فيه , بين يديك كتاب تتصفحه من الآخر , فيَعبرك ضوء شمس ويتبعه ظل حتى ينزاح الآخر عن أصابع قدمك , ستدرك أنه للتو قد عبرك يوم بأكمله , وستجد أنه على هذه الأريكة بالذات عَبرني عمر بأسره وعن آخره , عمر يتذوقني وينهيني كما أتذوق أنا هذه القطع من الشوكولا وتنتهي , " هل أخبرتك أن قطع الشوكولا هذه مُرَّة قبل هذه المرة " .
.
" أحتاج لمنديل ..! "
هذه المناديل مخصصة للدفاتر , أنت لا تسمع نحيبها كل ليلة ولا تقض مضجعك أوتارها الصوتية , خذ تلك التي فوق المسجلة , فهي لاتحتاجها سوى لمسح التعب عن جبينها بعد إدارة شريط بأكمله ..


.


أشعر بزحمة أسرار , أدرك أن الأسرار هي من يقوم بتقريب الناس من بعضهم وربما تنفيرهم , سر يعمل بقوة جذب والآخر بقوة دفع , وتلك الأسرار متناهية الدقة والصغر ستجد أنها تكشف أكثر مما يبدو , كذلك أني أجد للأسرار لذة .


.


صديقي ..
سر أخير ..!
إياك أن تحبني ..
فأنا كومة شؤم , غابة من تعب وضباب لخديعة , مقبرة لكل الأشياء الجميلة ورماد كل هذه الألوان , أنا لا أملك من الأسرار مايكفي ليبقينا معاً .
فقط , أستأذنك العبور لكون وحدتي , أتدثر بغطاء الكسل .


.


للعابرين "
هل تبحثون في الحديث عن سرْ..!
سأخبركم ..!
يآه كم أتقن الكذب .


.

الجمعة، 1 يناير 2010

HAPPy NEW YEAR..!




الكل يشَّرع أفئدته للاحتفال بالسنة الجديدة , وأنا طيلة عمري لم أرَ أي سنة جديدة , فحياتي عبارة عن سنة واحدة ممتدة إلى " لاأعلم ..! حسناً سأخبر الجميع أن "سنتكم الجديدة حلوة " . .!

.

.

*انتهيــــــــنا"





الوجع هذا المساء بلا لون ولا رائحة , هكذا يخنقني دون سبب وصراخ , أشعر بتمزق في داخلي أو ربما هو انسلاخ , تعب دون تعب "لا أدري كيف لكنه كذلك بالضبط " , أصح تعريف هو أني عالة على الأحياء منهم والأموات , طوال اليوم لم أفعل سوى أن أهش الوجع من على قلبي بأغنيات وأناشيد قديمة تحمل في داخلها شيء من الطهر الذي ولى هارباً ولم يعقب , الأكواب العشرة من الشاي التي أعددتها لم أشربها, أنا فقط أشغل نفسي بعمل شيء والقيام ببعض مجهود ولو كان في معناه فارغ , يكفي أنني أكرر الحركة والفعل في كل مرة وأصنع في كل مرة نفس الشاي " غباء هذا يكفي " وأنفض الكوب الذي كاد أن يكون الحادي عشر , الفراغ من داخلي ومن حولي كقبر فرغم كونه فراغ لكنه مملوء بالضيق والتعب وأنه يحويني وحدي , أشحن نفسي للقيام بشيء يستحق العناء وبذل مجهودي في أمر يعود بالمنفعة ولو المؤقتة , لأتوقف عند باب غرفتي , أطفئ الأنوار وأغط في نوم يفرضه اليوم الكئيب علي والبرد القارس والألم وحتى الحنين ولكن حتى النوم ولى هارباً ..


*


الأيام تكررت أكثر من اللازم ولا يوم يجيء مغاير وفيه معنى , أعلم أن كل يوم يسلب فرحة بالعيش وفأل بتحسن الأوضاع ويذكي نار التشاؤم والكره , كم يوم وسأستحيل إلى روح سوداء حالكة ونبض بارد وجسد لا يعبأ بكثرة الرماح وغدر الأسنة , حتى الدموع ما عادت ترطب الجراحات , والآهات ما نفعت في فسح المجال لشهيق يليق بي , الدنيا تقف في وجهي مكتوفة اليدين وباكية , يخبرني الجميع أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا هم من أنفسهم , لكنني أقسم أنني عاجزة وأن السلاسل تكبل كل شبر في همتي ويقيني والأغلال تضيق على كل أمل وراحة ..


*


الأشياء لا تأتي من العدم والطاقة لا تتلاشى وإنما تتحول من شكل لآخر , أنا من نفى هذه النظريات , أنا أشعر بالعدم ينخر كلي ويعيد الكرَّة في اليوم مئة مرة حتى عدى على كل الطاقات التي خبأتها أو أذكيتها , حتى الأشياء التي أجلتها للعدم أجلتها أخرى لما وراء "لا أعلم ..؟", لكن الانتحار لا يشكل فارق لدي الآن فأنا قد أكون أعيش ما بعد الانتحار بعمر حتى أنني متأكدة أنني ولدت في يوم موتي بلا تأخير ساعة .


*


أمي لما يجب علينا شرب الماء , الماء بلا طعم ولا لون ولا نكهة وحتى أنه لا يفرق لدي , ربما أنا في الحياة مجرد ماء لكنه لا يحصل من وراءه أي ارتواء حسناً قد أكون ماء مالح , ولا أعلم لما توصلت لهذه النتيجة أن الماء يختلط بالدماء فينا وهو الفارق بين أخي خفيف الدم والمدمن على الماء وبين أخته أنا والذي أمتنع كلياً عن التمتع ولو برشفة , أقلب الكوب العاشر من الشاي " ربما فقط لأنه أساسي في تركيب أشياء أخرى وهنا تأكدت أنني عبارة عن ماء فأنا لاشيء بالنسبة لي وأكثر من معنى لغيري" ..


*


لا أدري فعلاً ما دخل الماء في حديثي الميت هذا , قد يكون محاولة لإنعاش الحرف المخدر هنا والمغشي عليه من الضيقة , هل فاق ..!
لا يهم فبه وبدونه سأكمل الحديث عن الحاجات التي تأتي ناقصة بين الفرحة والحزن والتي نفقد معناها , تلك الحاجات التي لا يمكنك معرفة إحداثياتها حتى في الفراغ العاطفي , هي موجودة ومملة بشكل باعث على انتحار الملل نفسه , تجيء فقط لتربطك من أملك , أكرهها جداً , وحياتي معبأة على الآخر منها وتفيض , هي الكائنات الوحيدة في حياتي والتي تتكاثر بشكل هستيري "وحيدة الخلية" , ألا تتكور مع البرد وتلتف حول نفسها تختنق فتموت؟ أو تدخل في سبات شتوي أو أن الشتاء هو ما يغريها بالتكاثر في روحي ..


*


روحي*
أشعر أنها تتآكل من أطرافها , أشبه بورقة بيضاء ناصعة من دفتر العمر وأشعلت النيران في أطرافها تغتالها , تحرقها وببطء تتمدد , يلسعني الشرر في أطراف أصابعي "هذه التي تكتب " , ويلطمني على خدي ويقفز صارخاً في وجهي نافخاً كيراً في عيني ( أنتِ أضعف كائن قابلته في حياتي , كائن بلا كائن حي داخله , مجرد هيكل فارغ من كل شيء عدى الكثير من الزينة حوله , يقترب من أضلاعي ويقرعها " أنصتي " ما هنا فارغ تماماً حتى من رئة وقلب * أتنحنح , "حسناً ما هنا قد يكون نصف قلب فقط " , حتى أني فقدت الحماس في إحراقك ونزع روحك والتلذذ بالمعاناة في غرغرتك ) , أؤكد لكم أنه جرحني بحديثه في نصف قلبي الباقي ..
هو صادق للغاية , فأنا أشبه بمن جعل محطات القطار مرتعه فلا هو يغادر ولا هو يرجع , أشبه بمن استكان بصحبة كرسي الانتظار ونسي أمر الانتظار وماذا ممكن أن ينتظره .


"لا جديد" * وتصرخ فيني صديقتي متى كففت عن إلقاء هذه الكلمة في كل لقاء ومقابلة سيولد جديد بإذن الله فقط عودي لرشدك / "إذن لا جديد" .


*


أحدهم سكب الحقد في داخلي حتى أشك أنها سنة واحدة فقط و ستنمو به لي أنياب وتترعرع الأظافر , أحدهم يوشك أن يوقظ الوحش الساكن في ويغذي شيطاني , بعد أن امتدت يد كل أحد منهم بمعاول وعصي واجمعوا على تهشيمي وإغراقي في منتهى التيه وحزن , أقول لهم : اذهبوا فأنتم الطلقاء *
لأعيد من جديد تكويني وصياغتي ..






*
ليش ما قلتي با الأول ترا ها الرحلة قصيرة
مهما طال الحب فينا اعتبرنا ما ابتدينا..
آآآآآآهـ لو قلتي با الأول قبل لا تغرق تعلم
لو قلتيلي با الأول قبل لا تغرق تعلم ..
فكانت إحدى الأغنيات التي أهش بها على وجعي ..!

طاعنة في الضجــر ..!





الاتصال في وقت غير مناسب جداً لي ولا أظنه كذلك بالنسبة لها , هذا يعني أنه شيء ضروري وخارج عن القدرة على الاحتمال , ولم أفاتحها بالسلام ولم تصرخ في وجهي أن غيري "مرحبا" هذه وعليك بالـ"السلام عليكم" , دون أي كلمة تشبه أهلاً أو هلا وغلا ولا "نعم" ولا حتى أدنى إشارة أني في مزاج يسمح لي بالإنصات وفي وضع قابل للضغط دون انفجار ..


لم تستأذن كعادتها أو تسأل كما عودتني "ممكن من وقتك دقائق يا سعادة الوزيرة" , " عندك وقت فائض لي " , "أحتاجك في موضوع " , " أبغى أكلمك في شيء وأخذ رأيك" , " أصلاً مو على مزاجك غصب عليك راح تسمعين لي " , أشياء تهيئني نفسياً لاستقبال نوع من الحديث المطول والذي يصل إلى ساعة أو ساعتين دون أن نشعر , كلام يوضح لي الحاجة الملحة في الحديث وأهميته وأي نوع وأي طريق سيسلك "شكوى / صراخ / مجرد ثرثرة / أحلام وتخيلات / عتاب وشد شعر " .


المرة هذه مختلفة جداً , صوتها بدا مخنوقاً لدرجة رهيبة , الرجفة على شفاهها أرعبتني , وبي من الوجع ما يكفي ويفيض ولا أملك القدرة على صم أذني أو حجم قلبي عنها وهي بالذات ..
ويطول صمتي في حديثها ..


أتعلمين أن البرد هذه السنة قدم باكراً , هو جاء أكيد ليشعرني بحجم الوحدة التي تخيم فيني ومن حولي , فقط ليجمد كل محاولاتي في البحث عن الدفء وإشعال كل أنواع الرتابة والروتين , ليهش الصقيع على القليل مما بقي لدي من أحاسيس جميلة ومشاعر صادقة فتنكمش حول نفسها و يتضائل حجمها بل تتلاشى , الكون هذا كله يتشابه الآن في نظري بدائرة تطوق عنقي وتضيق , وخريطة الحياة عبارة عن نقطة بحجم جبل تجثم على صدري وليتني أمتلك الموت..


أعلم أنه لا يستحقني , وأدرك أني لم أعد أحاول أفهمه وكلانا يعلم أن حياتنا بدأت من النهاية معاً وأن وجودنا فقط إكمال لمسرحية بدأها الكثيرون قبلنا , ورسمها الأجداد وأجدادهم قبلاً منا , حاولت مراراً ولم يحاول مرة واحدة فقط ليمنحني القوة على مواصلة المحاولة أو حتى تمنحني القليل من الدعم , هو لا يحبني أفهم ذلك , لكنني قطعاً أحتاجه ..


كان الجميع يخبرني بمدى غبائي وأن الحب الذي أحلم به هو ضرب من الجنون وقد يكون من الردة في شيء , أخبروني كثيراً أن الحياة معقدة وساخطة وفي كل يوم الدنيا تسود أكثر وأن الماضي هو أجمل شيء فينا وأصدق مرحلة عبرنا بها , أن الطفولة هي فقط الشيء الوحيد الذي كان بألوان وفرح , أن الأشياء الثمينة لا تتكرر , يصرون على أن استبشاري وكل فألي مصيره التهشم "الأحلام الكبيرة لا تقع إلا على رؤوسنا " , يكررون طيلة سنوات عمري حديثهم في محاولات جادة لتغيير قناعاتي و إحالتي من أنثى تلتهب إلى أنثى من جليد , يصرون على تقليم رؤوس نبضي لأنه تجاوز المسموح به وأصبح ضاراً بالبيئة الإنسانية ..


أي بيئة إنسانية يقصدون , أنا لا أرى سوى خرابه أو كارثة إنسانية إن صح التعبير , لا أفهم في الفلسفة كثيراً لكن أشعر أنهم يخادعون كما هم دوماً ..


كنت تعلمين شعوري جيداً ليلة زفافي , حتى لو كنت مريضة بالخجل لكن بصدق حينها كدت أطير , في ابتسامتي تلك حشرت الكثير من ضحكاتي المجنونة ورقصات الفرح وقفزة في السماء , خطوات شعرت أني امتلك العالم بين كفي وأن السماوات السبع تقطن صدري , أن كل جمال الصوت يدندن حول أذني "عصافير / زخة مطر / خرير ماء / حتى أني سمعت قوس قزح , فرح الكون في تلك اللحظة كان يطوف حولي , كان الشعور بالجنة , ليغلق علينا القفص تاركاً كل الأشياء الجميلة التي سارت معي تنتظر بالخارج فقط ولا نلمسها..


بت أكره أن أخبره أن علينا التحدث وأني أريده في موضوع وأن هناك شعور بائس في داخلي بدا يتمدد , يرميني بالهوس و الاختلال العقلي و لا يمل يكرر البيئة هي من صنعت فينا هذا الجمود "ونسي أني من نفس البيئة أو أسوأ " لكنني فقط أجلت حلمي معه و عاشه هو مع أخريات غيري ربما..


كلمة تمزق والله ما عادت تجمع الشعور في ذاتي , خاصة عندما يصرخ " أنت اش ناقصك / لبس ومن أحسن مايكون وبيت وخادمة وكل طلباتك مجابه " وأتلعثم أن أخبره "ينقصني أنت" .


أعرف أن حديثي بائس ويشبه العتمة ويسدل ألف ستار واختناق , لكنني لا أقاوم أن أبثك شكواي ليقيني أنك آخر من يشعر أو يشيل هم أو حتى يحس , أنتِ كائن ضد الشعور أو بلا شعور , على درجة تجمد عالية , هنيئاً لك " وتضحك علي* ..


عجباً " أظن كمية الحزن انقلبت إلى شرشحة لي وصمتي فُسر بالضعف , لكن الشرهه مو عليك على اللي يضيع ساعة من وقته على مكالمة زي وجهك " وفيني يقين أن أسهل طريقة للخروج من الجو الكئيب هي توليد طاقة من السب والشتم والدفاع لنغلق الهاتف على خير ..


وأعود في صمتي مع كمية من الظلمة من حديثها وبقياسات وكم يبلغ حجم وحدتي وهل فعلاً البرد جاء سابق لوقته , إذن هذا يفسر تمسكي بشال الصوف طوال السنة , لتصفع الأفكار في الحائط بطريقة فتحها لباب الغرفة ناسية أن هناك شيء يسمونه خصوصية وأدب وذوق وأن من المنهي عنه ترويع الآمن وأن القلب مضغة بحجم القبضة..


" خالة : بما أنك فاضيه وعاطلة عن كل شيء وفي وقت لاحق ممكن تتعطل كل حواسك عن العمل قلنا نستغل عدم وجودك في المحيط وانحشارك في هذه الغرفة وداخل عزلتك وتسوين لي بحث *نظام الأسرة في الإسلام وأهؤه تكسبين فيني أجر " ويأتي صوتها من بعيد في عشر أو خمسة عشر صفحة وإذا زيادة ما نقول لا " .


ولا تنتظر مني أي جواب كمن هو متيقن من الموافقة مسبقاً تغلق خلفها الباب بنفس الطريقة التي فتحتها لأدرك أن القبضة المضغة استحالت عصفوراً منتوف الريش مبلل وعيناه تلتصق بالأرض , لأعود بنظري إلى المكتب وأرى أكوام أوراق وأبحاث في شتى العلوم / هندسة الحاسب الآلي / الخلايا العصبية / طب التشريح / السنة والشيعة / المرونة وهذا بحث آخر ينظم لسلك الأبحاث المركونة .


.


ينقضي أسبوع على آخر مكالمة هاتفية تلقيتها منها , لا تجيب على كل اتصالاتي ولا ترد على رسائلي , الأمر مريب والقلق بدأ يسيطر علي , الهم يقضمني , هل ممكن أن يصل الأمر إلى الطلاق "لم يكملا السنة بعد " , وأكثر من صلاة ودعاء أن ينقضي الأمر على خير ..
لتأتي رسالتها متأخرة وجداً على قلبي وبسرعة خاطفة النفس * حبيبتي أنا في الشاليه وما في إرسال , محمد الله لا يحرمني منه عاملها مفاجأة وبس ارجع أحكيك *


.


وانتهى كل شيء إلا فيني ..!
وفي داخلي كلمة واحدة فقط " يكــــفي *
.