الخميس، 23 ديسمبر 2010

ظــل "Espresso" .



الاسبريسو تُّعدْ الذهن الصافي والسيجارة تحمله على خيط الدخان عالياً حيث يرقد المزاج اللعين , يرهقني فعلاً وأحاول الحصول له على أي مهدئات أو مخدرات تقضي عليه .. أي سمَّ هارٍ أسكبه له في كأس واختار له نخباً
(game over ) أو (time out)
.
أريد أن أسقيه له بيدي هاتين حد الثمالة , حتى ينتهي ذلك السباق اللعين بيني وبين الزمن وأتنفس الصعداء وأحبس كل الهواء النقي داخل علبة صدر معبأة بالأدخنة .
ثلاثون سنة وأنا أركض في مضمار ولم يحدث أن شاهدت أحد المتفرجين ولا أوقفني حكم , أزيد كل مرة من سرعتي لأسبق ولو جزءاً من الثانية الثانية التي أصمتني بـ"تك" وكل ثانية أتأكد أنها سبقتني ..
أركض في مضمار هو نفسه يجري .
فأر زينة يحاول التغلب على عجلة صنعت لتسليته ويرهق نفسه للتغلب عليها " هذا أبلغ وصف ينطبق علي " .
ستجدني النسخة المتحركة من الحظ العاثر , وأول من تنبأ بمزاجي العكر ونفسي السيئة أمي , فكانت توبخني كل مرة أسرق فيها كوبها الأخضر المعتق وأشربه بارداً وأتلذذ بالسرقة أولاً والمعتق ثانياً , سمعتها مرة تخبر أبي أني سأقضي عليها باكراً بعدما خطفت من يدي فنجان أم سعيد جارتنا والتي قرأتْ فيه موت ابنها , المتعة في الباقي من كدرة القهوة التركية في أعقاب أكواب أولئك النسوة المعدَّة للقراءة ويبدو أني لعقت كل الحظ العاثر الذي يعترض طريقهم , ليتأكد لي إنما أنا حظ عاثر متحرك والنسوة في حياتي محض كدرة
يالـ أمي المسكينة .. ماتت قبل أن تُعلَّم حفيداتها التطريز والخياطة ,قبل أن تُعلًّمهم أصول إعداد السفرة وأصول الضيافة وطريقة تقديم القهوة السادة الواجبة في العزاء , قبل أن تعلمهم أسرار قراءة الكف ونشر الودع والصدف وكيف تفسد كتابة القهوة التركية بالتفسير ..
بناتي الأقل حظاً من بين البنات فسيكبرن بسرعة وبفراغ , دون أن تختلط رائحتهم برائحة طيبة جدة , من غير عبق ريحانها السكينة ولا غصن سدرة تزرعه تحت وسائدهم لتمنع الأحلام الفاسدة من التطاول , من غير خرزة زرقاء تخبئها في طيات ثيابهن تمنع عيناً وحسداً .سيكبرون دون أن تُطبع على شفاههم كلمات أمي ولا على حياتهم تجاربها .
وأنا المسكين الذي ترك زوجته تغادر دون أن يحظى بابنة تحمل كروموزوماتها , تأخذ ضحكتها المكتومة وغمازة خدها اليمين و ذقنها المتحفز لقبلة , من غير بحة الكلام وصمت الخجل وصخب العفوية البالغ من غير أي ذكرى حيَّة يبتسم لها ..
غادَرَتْنِي و غادْرتُني ..
لا تظن أني أقلب أيامي السوداء أمامك أشكو الوحدة , فالوحدة عزاء قلبي , أما عقلي يا صاح فيشكو العتمة و الشريط المشغل فيه رديء ‘ الصورة مهزوزة والصوت في كامل ضجته وبقية الحواس معطلًة .


الدماغ فوضى عارمة , يحتاج لتصويب فوهة مسدس نحوه ليهدأ الجميع فيه ويستكن سموت الخوف أكيد من الرجفة , لكني أعرف جيداً أن أول من سيستسلم للمسدس ويرفع يديه هو النوم ..
النوم
النوم
النوم .
مذ رحيلها لم أذق طعم النوم , أرق طويل بلا انقطاع , وفزع متواصل , كل يوم أعد حلم عودتها بكامل زينتها وابتسامة رضى على ثغرها ولا تأتي .. رغم أني أستقبل النوم بكامل أناقتي .. فلا هو يحضر ولا الحلم يحضر ولا هي تزورني في يقظتي ..
ولا أعلم لما قد تكون غاضبة مني لهذا الحد , كانت ملاكاً ورأيت من الواجب أن لا تدنسه لمساتي ولا تعكر مزاجه همساتي , خبأتها في زجاجة كعصارة خمر معتقة يجب أن تبقى مرفوعة لذلك اليوم الذي ربما نموت وهو لم يأتِ بعد , للًّحظة التي أتطهر فيها من سواد ودنس وكذب وخداع وتتخلص هي فيها من أجنحتها ثم تلقي طوق الملائكة من على رأسها , نعود لعهد آدم وحواء من غير أن يزاحمني إبليس في دمي ولا تمنعني هالتها الفضية من أن أعيشها ..
وترميني بتهمة الخيانة بعد ذلك ؟ , هي كثير علي وأنا حافظت على المسافة المقدرة بيننا وفتشت في جموع النسوة عن امرأة لعوب ماكرة تشبهني تعرف معنى السيجار البني والليالي الحمراء وكيف تسرق الساعة من اليد دون أن يشعر أحد , فيلعن كلانا الآخر من غير أن يشعر بسوء أو يساوره ندم , نكون شخصين ناضجين لا يبحث أحدهما في الآخر غير بشر .
تعرف أن داخل كل شخص بيت صغير يغلقه عن الآخرين لا يدخله أحد وأنا خفت عليها عند الدخول لذلك البيت أن تصاب بالربو أو تنكسر , البيت الخرب فتحته لكل النسوة عداها والآن فقط أدركت أنه يحتاج ليديَّ مَلَك ليعيد بناءه والملك نفض ريشه وغادر .
بارد وثقيل هذا هو مزاج أيامي الأخيرة ..لا تعجب من خلطي أعقاب السيجار بالباقي من الاسبريسو ستعرف ذلك الطعم عندما تعود للبيت وبيدك عاهرة ..
ششششششششش ..
نعم ..
عاهرة , ألبسها طوق الملائكة وأطلب منها أن تتحدث بعفوية وتضحك بدون صوت بغمازة على خدها اليمين و شعر في دبوس وكأنه انتهى للتو من ترتيب المنزل , لكنهم يفشلون دائماً بالتصنع لا أحد يمكن أن يكونها بعدها أتحول لوغد ثم أسحبهم من الناصية الكاذبة وأطعمهم للطريق كلاباً ضالة .


وأنت الملام في ذلك ولا تعتب , حضورك الصامت ورحيلك الصامت يخلق في نفسي الفراغ المدمر , ذلك المدى الطاحن , أخرج لك بداية نهاري استقبلك على عتبات المقهى و اختار لك مزاجك المفضل وجريدتك المفضلة و كتابك منزوع الأفكار وأناولك الشاي وأشعل السجاير وكل مرة أحاول تبديد صمتك بكمية لا بأس بها من الضجيج والصخب المعجون في صدري , اختار لك حزناً , ضحكة , فرحاً , حباً , خوفاً وتحتفظ ملامحك في جميع الحالات بوجه معفر معتم ذي خلايا ميتة كالح أسود , أخرج لك وكلي إنسان يحاول يصنع من الطريق إليك حكاية ويحبك أغنية ذات سلم موسيقي معوج يناسب تفكيرك ويعود منك خالي اليدين لا حكايا ولا أغانٍ , صديق ينتهي به الطريق لهاوية يسقط منها إلى بقع سوداء متناثرة في حياته وكميات من الفشل المراق والعفن ..


العفن ..

لا أعلم وأنا أردد كلمة العفن لم أشرت إلى صدري ..
طين أنا رطب وعندما تطرق هنا سيفتح لك الدود وقلبي شجرة الزقوم التي تتفرع أشواكها في أنحاء جسدي , تنهش النوايا الحسنة قبل أن تولد , جففني من عصارة الندم وأزح عن وجهي طبقات الملح ..
أشعر بجوع وعطش ..
وأن أحمل صحناً فارغاً ..
أن أسير بثياب متسخة رثَّة ..
أن ينطبع الرماد على شفاهي ..
لا يعني ذلك أني فقير ..
الفقر يجيد التلَّون كالحرباء ..
أتريد أن ترى الفقر بوجهه الحقيقي .
أنظر لوجهي .
ستعرف كل معاني الفقر ..
فقر المشاعر مدقع ..
وفقر الحب كارثة ..
وفقر الحيلة بالغ السميَّة ..
وفقر الحياة موت ..
لذلك ستجدني مت ثلاثين في عمري وأكثر..
أنا مجرد جثَّة تتجول في الطرقات , أنياب كلاب ضالة , مخالب ذئب , قطة تفتش في القاذورات , وأقدام بشر وبصاق بشر ومخاط بشر , ومناخ بارد جاف يخترق الصدر , تسير الجثة تبحث على وجه المنفى عن قبر .
.
يا ظل يا نزق , يا إمعة يا تافه , متى تنفك عني أو أتخلص منك , طوال هذه المدة وأنا أشحن همتك , أحاول فتح لغة للحوار معك , إيجاد طريقة للتفاهم ولكنك لا تفهم , والصمت يأكلني ويدفعني حثيثاً في الكلام والكلام دون فائدة ..
إما أن لاتعود بعد رحيلك هذه المرة , وإما أن نتبادل الأدوار والأمكنة .
 
(ركز في كوب القهوة , احبس رائحتها اللذيذة وستخبرك عنها المزيد ) .

الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

"فسوق" ذلك الأشر .

عبده خال ..عبده خال ..عبده خال ..
هذا ماكان يدور في ذهني حال دخولي المكتبة ..
أي مطبوعة أي منشور أي مقال لعبده خال وإن وجدت بأي كمية سأخرج بها كلها ..
لكن كعادة وطني الحبيب وبلدتي الصغيرة الغبية لم يوجد على رفوف ثلاث مكتبات سوى "فسوق"
وأدخل بعدها في هلوسات باوللو كويللو عن لغة الاشارة والإشارات الكونية والرسائل المختصرة و المخبأة في الأحداث اليومية ..
سيمر علي اسبوع فسوق لامحال (:

تعوذت من الشيطان الرجيم وفتحتها ببرود ويدي ترتجف وكأن اسمها أو أجزاء منها ستعلق بيدي , يجب أن أفصل في الأمر , بقيت بين يدي اسبوع كامل وأنا أحاول إنهائها ..
هي غريبة في الفكرة والبداية مختلفة عما نقرأه دائماً ..
بالطبع كان جو الرواية معتم ورطب جداً ورائحة المكان كريهة جداً ستمسحها عن أنفك لمدة اسبوع  .

جثة هاربة من قبرها ..؟"عنصر التشويق "والذي سيسحبك إلى اخر الرواية .
وتحول الشخصية من عاشق إلى مجرم إلى أب ثم إلى يكون وقت رد الدين أمر صعب أكيد لكنه كان في الرواية بغاية البساطة حتى أنك لن تشعر بذلك أبداً ..
الكثير من النميمة والشك والخبث والسوء , الكثير من العفن والطين المبلول والغبار , الكثير من هتك أسرار الحياة والبيوت والمرأة بأخص والمقبرة ..

ستزيح عنك فكرة قدسية ومهابة المقبرة , الأحداث في أسوار المقبرة والشك يحوم حول السور وأن القبار بشر ..
ستخرج ولاتعلم هل صاحب الذنب مخطئ ويجب عقابه أم هو مظلوم أيضاً , الكثير من قلب الحقائق ستعرف حينها معنى " إن من البيان لسحرا" ..

للمرة الأولى أتعرف على عبده خال من خلال رواية , وكانت لغته جميلة واسقاطاته مجنونة والربط والحل بين الأحداث جاء غير معقد ومسترسل , غير أن القناعات يشوبها اختلاف ..

والأمر كله محشور في رواية من الحجم المتوسط في 255 صفحة عن دار الساقي والطبعة الخامسة وكانت الطبعة الأولى سنة 2005حيث انتهت الرواية وتمت ..

جاء في الإهداء "إلى هاشم الجحدلي : نقف معاً في مكان رث لنستنشق هواءً فاسداً .."
وفي ظني أنه جاء كاعتراف ..


مقتطفات من الرواية :
تحمل الأوراق روائح من تتحدث عنهم , حتى وإن كانت روائح اصطناعية , فالورق يحمل نية الكاتب الأول , كما الحلم يحمل الحقيقة ..ولايحملها .

مقولات عاقر كإبرة لاتحمل خيطا , تدخل وتخرج في البزة من غير ان ترتقها ..

جلست كمصور يغمر فلمه تحت الماء , وأخذ ينتظر انقشاع غبش الصورة . كانت ملامحها تتراقص من تحت ماء الأقاويل  شيئاً فشيئاً .

يجلس على طرف المقعد المواجه لمكتبي , بوجه عابس , كالوجوه الملكية المسكوكة على العملات القديمة , تجلس بمهابة التاريخ المزور الذي لايعنيها اكتشافنا له , بقدر رسوخه في ذاكرتنا .

كلنا يشيد بيتا في داخله ويرتبه كيف يشاء , في ذلك البيت الداخلي , نخبئ مالا نحب أن يكتشفه الآخرون ...

كان يسير كصنم تم ترميمه .. لا أحد يعرف مواقع تصدعاته إلا هو ..ويحرص تماما على ألا تظهر لأحد ممن جاورهم في سنواته الأخيرة ..

فاقد الدهشة كائن ميت .

في زمن الأحلام المرة لانتذكر إلا الماضي ..

عندما لاتجد منفذا للوصول إلى وجه إمرأة , ابحث في صوتها عن شخصيتها .

عندما تخلق سجنا كبيرا على الناس أن يتدبروا كيفية الهرب .

فقد الحرية يفقدنا المساواة والمساواة تفقدنا العدالة وضياع العدالة يجعل الظلم شخصا مجسدا .

عندما تخاف من قول رأيك فأنت لاتستحق أن تعيش ..حينما خلقنا الله خلقنا أحرارا ..حرية مطلقة , وعلى الجميع أن يحافظ على هذه الهبة من غير نقصان .

.

والنهاية كانت مقززة فعلاً , لكنها اكتملت رواية .

الخميس، 18 نوفمبر 2010

العطر و149 رشة لباتريك زوسكيند .


موات الزهور السريع وامتصاص الدهن لعبقها *
في هذه الجملة اختصر باتريك زوسكيند جرائم القتل التي حدثت في روايته "العطر" خلال وصفه لطريقة صنع الدهن المعطر على يد القاتل غرنوي ذو الأنف الحديدية ..
مجنون وكتب عن مجنون بصورة خرافية , دقة التصوير والوصف تسحبك من يدك داخل أحداث الرواية التي تمت في ظلام هكذا أشعر ..
ستنتهي وفي جعبتك الكثير من الروائح العطرة ومثلها روح المكان وضعفها الرائحة المنتنه ..
الوصف دقيق جداً بل مذهل والبعض سيورث في قلبه الملل , لكنها تناسب روحي كثيراً , تلك الروح البائسة والتي تعشق التفاصيل أكثر من أي شيء في الحياة ..
ستشعر بمقاومة غرنوي لأنفه وحبسه له أكثر من مرة , ومثل ما تصاعدت الدماء إلى رأسه لتحفز أنفه ليلتقط أدق الروائح ستجد أنفك يتحفز أيضاً لذلك ..ربما تنتهي الرواية وقد أصبحت قاتل مثله أو تسري في دماءك روح الجريمة ..
سيقرصك البرد أكثر من مرة هنا , وستسمع صوت الأحاديث يركض خلفك , سترى باريس ولو لم تعبرها وتطرقها قط ..

شمَّر عن كسلك وافتح الصفحة الأولى لتوصلك إلى المائة والتاسعة والأربعون في رشفة كوب قهوة ..

.

الأحد، 31 أكتوبر 2010

حاء / صاد ..



عندما يقال "المرأة والشيطان وجهان لعملة واحدة " , يكون الرجل والشيطان الوجه ذاته من تلك العملة
/
.
تشبهني فزًاعة , يحاصرها مدى شاسع لكنها ترى في أطرافه عمى , يحيطها عالم أخضر ونسيم وسنابل لكنه يورث في صدرها يبس , تشبهني تماماً عندما تفتح ذراعيها للرياح وتنسى أن صدرها من قش , كيف لها أن تحب العصافير والعصافير تخافها , تطلق سيقانها للريح لكنها لا تغادر مكانها
أشياء كثيرة بها تشبهني ويؤلمني هذا الشبه في صدري القش , وقوفها لمدة طويلة منعها عن الحلم بالركض والغناء ومحاولة الطيران , الآن هي فقط تحلم أن تستلقي وتنام , أن تقف وتلامس قدماها أرض حقيقية يتسرب منها دفء لينساب من بين أصابعها عذاب ..
وأقطف ورود أحلامي باقة زاهية , أمنحها الرياح , تلك الرياح التي فتحت لها ذراعي ونسيت أن صدري من قش ولم يخطر في بالي أنها ستكون عاتية ..
/
.
وفي العيد , وبعد أن انتهيت من ترتيب المنزل , سأتفرغ لترتيب اهتماماتي والتي ستكون فارغة منك .
/
.
الوداع أرحم من الغياب !
الوداع نقطة .
والغياب نقاط ...
/
.
كل صباح تشذب الأنا أجنحتها لتنطلق , والأجنحة على أية حال لاتعني أنها حمامة سلام ربما كانت غراب بين .
/
.
الخديعة ..ألم ..!
العالم .. خديعة ..!
أنت .. العالم ..!
الألم .. أنت ..!
/
.
لم يعد أحد في الحقيقة جدير بالثقة , كل اللذين خلقوا للثقة ماتوا كذلك من أجلها ..!
أمسك عليك قلبك , أمسك عليك نبضك, أمسك عليك لسانك ..
/
.
أعلم أني رثيت الحياة عندما بكيتك..!
/
.
والغيم الذي كان يسقينا حزن غادر , والشمس بالغت في تجفيف قلبي حتى تكسر , وأضلاعي ليست سوى أفرع شجرة يبس لا تحمي داخلي بقدر ما تغرس فيه رؤوسها ..
أتلفت نحو الجميع , والخديعة ألم , والألم يتشبث بي وكأني كنت أمه , ترتعد أطرافي فأشدد على أطراف الجكيت حتى يكاد يتمزق ويتمزق كلي ووحده الجكيت يجمع شتاتي , أريد أن أعبر للضفة الأخرى , حيث الماء ...
/
.
لا يا محمود درويش ليس على الأرض ما يستحق الحياة , وإلا ما تركتها ..
وأنا يا أحلام عندما أحب شيئاً ..أفضل أن أًطلقه ..!
/
.
كنت في إزعاج حاد , قلق يتضخم حتى يصيبني بالعمى , عجل على عجل , والخوف يركض , حتى رفعت كفي في ساعتك المتأخرة "يارب فوًضت أمري إليك " , عندها فتح باب السماء ونزل الفرج , وسكنت روح طرقت جميع أبواب الخلق ولم تُفتح في حين الخالق كان ينتظرها على باب ..
يالله اشكثر أنت ...
/
.
إن لم تكن ذئباً أكلتك الناس ..
/
.
لا تطرق قلباً لا تحتمل فيضاناً خلفه , إن لم تكن على استعداد للغوص في أعماقه , لا ترهق قدميك بالوقوف حتى خلفه .
/
.
الرجل الذي يسكن رأسي سيء ولا يحترم الآدمي الذي أسكنه رأسه , هو لا يعترف بالخصوصية ولا يأبه بنظام أو حتى حان وقت النوم , إنه متى ما أراد أشعل دماغي وقرًب منه الورق وأخذ يدخن سجارته ويشخبط , رجوته إلا اليوم غداً ينتظرني عمل شاق لكنه لا يسمع سوى صوت أفكاره المزعج .
أبدو بلهاء فعلاً وأنا كائن كبير كفاية يتحكم به كائن صغير وربما غير مرئي , أنفض السرير وأقرب الورق أنا الأخرى وأكتب ما يصلني من صدى صوت أفكاره ومايطيش هنا وهناك , وأميل برأسي للأمام عنوة عندما يجعد هو ورقته التي كتبها ويرميها في وجهي من الداخل , ولايحصل مرة أن تخرج ورقة وتسقط أمام عيني لأكتب أفكاره بوضوح , هو حذر كفاية للدرجة التي تجعله لايكتب إلا عندما أطفئ الأنوار ويغلق هو النوافذ ..
/
.
(وعجلت إليك ربي لترضى ) منتهى الحب ..
(والجروح قصاص ) مثل سلسلة تبدأ من شخص لآخر حتى تصل إليه في النهاية ..
/
.
عندما فشلت أن أكون ابنه , عندما فشلت أن أكون أخت , عندما فشلت أن أكون زوجة , عندما فشلت أن أكون شهادة موقعة بيد التعليم العالي , ادخرت كل نجاحاتي لأكون ما أريده "كاتبة " ..
/
.
لست سوى مجموعة ظلال , تولد مع الشمس وتموت بغروبها , وان قفزت الظلال وهربت وعادت أو ركنت لواقعها تنتظر الموت , ففي النهاية هي المسافة مابين شروق وغروب
تتكدس بي الظلال كل مرة حتى أني أتلاشى كل غروب ..
/

.

الثلاثاء، 26 أكتوبر 2010

إلى عين " .

السلام عليكم دار قوم المؤمنين , أنتم السابقون ونحن اللاحقون , أسأل الله لنا ولكم العافية ..


وبعد ..
إلى الركن الأيمن العلوي ..حيث بلي جسد , وإلى السماء السابعة حيث طارت روح ..
هذا ما أريد له أن يصل دون العالم أجمع ولك فقط , حيث ترقدين بسلام آمنين ..
كيف أنت ..؟
كيف الجنة ..؟
هل أنتِ ساخطة كونك تركت حياتنا بسرعة , أن قطفك الموت زهرة وعطر بها تراب المقبرة .. أم أن الراحة هناك أنستك كل ذلك والسعادة الكاملة هناك أزاحت عنك سعادة الخوف التي نعيشها هنا..؟
حاولت أكثر من مرة أن ألحق بك , لكن يقيني بأن الاستعجال في شيء قد يؤخره , ويخيفني أن أتلظى في النار وأطلب أن أفيضوا علينا من الماء ولا تقدرين .. وأعرف حينها أن قلبك سيتمزق لهذا فقط أنا أتعوذ كل مرة من الشيطان الرجيم ..
أنا بين الرضا بحياة عادية وبين السخط , وأكثر ما أخاف أن يقبضني الموت على مشارف الدنيا وأنا أفتح باب النعيم أو بعد سنوات تعب وقبل أن أقبض النجاح بيدي بدقائق ..
نسيت أن هناك الكثير أريد أخبارك به عن المستقبل بالذات وأسئلة تنخر رأسي أجهلها ولا أعلم غيرك يمكنه إجابتي .. حتى ماتت الأسئلة في رأسي وأصبحتُ أبطش في حياتي على جهل , فلم يكن عن يميني وعن شمالي أحد من بعدك , وها أنذا لازلت أتخبط ..
لكن ما يربط على قلبي علمي اليقين أنني الآن فقط وبعد أن أصبحت أقارب عمرك *فالموتى لا يشيخون* بإمكاننا إذن تبادل أسرار الكبار والأحاديث دون أن تخشين علي منها أو مني عليها لقد كبرت كثيراً , لقد زاد في عمري عشر سنوات , قد أكون سحبتها من عمرك , عشر سنوات ليست جيَّدة بما يكفي ولا هي سيئة بما يكفي , لا شيء مهم سوى أني سعيدة جداً بالكتابة لك ..
(قلبي ينتفض) ..
أمي في صحة ولازالت كما عادتها تستيقظ باكراً تشرف على المنزل من أعلاه لأسفله , توبخني أكثر من العادة , بائسة أكثر من العادة , تهرب لغرفتها بين المغرب والعشاء وكل يوم من فكرة انتفاء احتمالية اتصالك , وتنسى الهاتف في يدها , يؤرقها كثرة الأصوات المتداخلة حولها واختفاء حبور صوتك , هي تبكيك ولازالت الوحيدة التي تبكيك ..
(إنها تسعل الآن رئتها لم تعد تحتمل غبار ذكراك أكثر )
أعرف أنك تشتاقين لأطفالك , هم لم يعودوا أطفال كما تظنين , لقد كبروا بسرعة أكثر من أقرانهم , قلوبهم جميعاً وحياتهم تسير باسترخاء , لا يتذكرون من تفاصيلك كثيراً ورغم هذا يملؤهم فراغ فقدك , حتى عندما يعبر اسمك أجدهم يتحفزون وقلوبهم معلقه وكأن اسمك سيدخلك عليهم من الباب , لكن ليسوا بؤساء , هم يفرحون ويضحكون ويسعدون بإنجازاتهم الصغيرة جداً ويزرعون الابتسامة على كل من حولهم ..
ابنتك فقط أشعر أنها غاضبة منك وكأن الموت قرار اتخذتيه للهرب عنهم , أشعر أنها غاضبه ففي كل مرة يهطل حزن فقدك علينا ونتهيب منه تلقي به عرض الحائط , تصعد لتكمل زينتها أو لتشغل المسجلة , تتلهى عنه بطريقة موجعه , لكنها في كل ليلة ترفع أكفها وتدعو وتبكي ..
لقد خطبت الآن من ابن أختي , وهي سعيدة جداً بهذه الخطبة ولا تنفك في أي وقت تعرج على ذكره وعلى حديثه وعلى نكاته , وأنا سعيدة لها وله ..
وابنك هذه سنته الأولى في الطب , ناجح هو وقوي ليس كما توقعتِ حساس وسيتعب , مثابر ويسعى في الحياة لتكون أفضل ويكون أفضل , همه أن يري العالم أجمع هو ابن من وأن يسمع من الجميع " الله يرحم من خلفك " , ولا ينفك هو الآخر في كل مناسبة وكل إجازة يخبرني بأن اخطب له (.....) وهي لا تزال في المرحلة المتوسطة تخيلي , يخاف يقطفها غيره هي فعلاً زهرة تليق به وهو يليق بها , لكن التأجيل خيرة ألست معي ..
الآخرين يجتهدون في الحياة وتشغلهم دراستهم عن كثير أشياء ..
صار عندهم أخت صغيرة في السنتين من عمرها , أضفت على حياتهم نكهة وصبغت دنياهم بألوان طيف , يحبونها جداً وأنا أحبها أيضاً .. وأمها أصيلة وحنونة جداً حتى عليهم , هي أم درجة ثانية (:


الجميع يعيش حياته كما هو مقدر لها , والجميع راضي بقضاء الله وقدره , لم يعد أحد يبكيك ولم يعد أحد يؤجل أفراحه احترام حزنك , لكنهم عميقاً في صدورهم يفعلون ذلك كل ليلة , وهم بذلك أغبياء فلا أنعم من العيش عند ربٍ كريم غير غضبان ..
.
متى سألحق بك ..؟
ألا تعرفين متى يكون ذلك ..؟
لأحتط من أمري , ففي حياتي الكثير المؤجل ..
حياتي كلها مؤجلة (:

.
.

الأحد، 17 أكتوبر 2010

إصبع تقضمه إمرأة كل يوم / ساق يقطعها رجل كل ليلة ..






هل تظن أن الأحلام بلون الورد وبرائحة الورد وبجمال الورد , أنت مخطئ لقد بدلت مثل البشر أقنعتها واصطبغت بلون معتوه لاتستبينه , وما عاد يُجنى منها الجمال فقط هو الرعب , نغفو نلتحف العتمة ونصحو يغطينا الفزع الأكبر , وفزعي يقتات على أيامي مثل شجرة بائسة لا ظل ولا ظليل ولكنها حطب يُحتطب منها كل ليلة لتلهب قلبي .
Breathing..
وعندما يوقظني ركض أحدهم خلفي شاهراً فأس مصقولة استيقظ ويدي تتحسس عنقي ولا يزال وقع الخطوات يطرق أذني , أتنفس ولا تدخل أمي وبيدها كوب ماء وتعلو ملامحها الدهشة وكأنها كانت بالباب تدعو علي بالفزع لتكون في السيناريو أم حانية من الدرجة الأولى , أم هي فقط جدراننا السميكة كفاية بحيث لا يتسرب منها الشعور بالخوف ولا رهبة الموت فتبقى حبيسة الغرفة تتكاثر تحجب الشمس ..
Take the same ..
حاولت مراراً أن لا أنام إلا وقلبي في صندوق , وصوتي في زجاجة , فالنبض شحيح على الحب فكيف للخوف والرعب ينتفض ....أرتب اللحاف , أتذكر حلم البارحة كاملاً , أبدل الوسادة , أغفو بعد أن تمنيت لي أحلاماً سعيدة , ثم تقبل في صورة امرأة وتتحول بقربي إلى خفاش تبدأ مطاردته لمضخة الدم في صدري , أهرب و المضخة في صدري تحاول الهرب , يغرس في عنقي ناب ..أصحو وقد ابتلعت صوتي , افتح عن قلبي فأجده ينتفض ..
Inhalation exhalationيا شيخ ..
"كانت يدي تقبض على الهواء , وبعد محاولات عدة فتحتها .. فتحتها والدم يغطي الأصابع والوجع في جوفي وأنَّة ..
"استغفري لذنبك .. استغفري لذنبك .. استغفري لذنبك ..
الكتابة ليست ذنب ..طوط طوط طوط .. !
الكتابة فقط عفن .
لم أقبض بعد حلمي هذا على كوب قهوة ساخن , فلا تزال يدي تبكي , لا أثر لجرح ولا دموع لكن نشيجها يقطع نياط القلب , القلب الذي منذ تلك الليلة لم يغادر الصندوق أقفلت عليه مرتين بعدما وجدته على باب الغرفة يحاول الهرب ..
Good morning..
كعادة الأحلام السيئة فهي تبث في جسدك الخدر وتشعل عينيك حتى اليوم التالي لا تنطفئ دقيقة , فأذهب كل يوم للعمل بنفس بائسة وبطارية ضعيفة ..1
+1= واحد "انفصل عنه ظله"..
لا خطأ يا بنات عدلوا .1
+1= نصف " هارب " ..
شاطرة انتبهت والبقية بس تكتب ..1
+1= اثنين .."كل واحد منهم راح في طريق"..
نكمل بعدين ..
يا أبله متى بعدين ..
متى ما رأيت أحلاماً وردية ...
ثعبان ينفث سمه
عقرب تلسع
أسد يكشر عن أنيابه
عناكب أخرى
جدار يسقط
سن يُقتلع

وفي الجهة المقابلة من السريروسائد بعضها فوق بعض ..
وقلب لا يزال ينتفض في صندوق .
وسؤال "أين غادرت تلك الأحلام الوردية ..؟"
وجواب " الحلم هو الواقع " .
وإن لم تكن ذئباً أكلتك الناس ..


أرخي الظلام على وجهي , أسحب أظفاري , أنحت أنيابي , ابحث عن باب حلم مفتوح أدخل منه إليه وأحرقه ..إنما أنا حلم فقد في يوم من الأيام طهارته فتمزقت تباعاً أجنحته وسقط طوق الملائكة من على رأسه , برزت أنياب واشتعل في صدره الغضب حتى تفحم ..بداية حلم ونهاية كابوس ...

الكتابة عفن , أحاول مراراً أن أزيله بسكين حادة وأكشطه عن حياتي حتى تتنفس , لكنه يتمدد بي حتى العمق ..

حياة ميتة .

استغفرالله استغفرالله استغفرالله ....
اصبع ندم وساق غواية !

ونص لاذع بطعم الكهرباء على لساني ..

الجمعة، 1 أكتوبر 2010

لَغَم " وُلد .. مات " .


أريد أن أتحدث كما لم أتحدث من قبل , أريد الصراخ في وجه الجميع كما لم أصرخ من قبل , أريد الكلام دون انقطاع وكأني لم أتكلم من قبل ولا بعد , أريد البكاء بحرقة وشعور حارق باليتمْ داخل كل خلية ..

وعلى الجميع أن ينصت في خشوع , وكأن ما أقوله بكاء فقدْ أو عريضة نعي , ومن ثم عليكم البكاء والترحم ثم الاصطفاف في طوابير لتلقون على حزني الوردْ .

ولن يفوتني في هذا الجمع الغفير أن أكذب ولن أكذب , ثم سأصطنع خيبة الرجاء وكسرة الأمل وفي عيني ستكون دمعة ستبقى إلى انتهاء المشهد معلقة لا تسقط ولاهي تسمح بالرؤية .

الآن سأحدثكم عن مدى خيبتي , عن عمري الذي يعبرني إلى الآخرة وفي كل يوم يمر يمزقني كورقة تقويم أهميتها في موتها , وهكذا أغدو ركام أوراق تقويم لا تحمل في ظهرها أي حكمة ولا أي معلومة تشفع لها بالبقاء محشورة بين دفتي كتاب أو مختبئة في حاملة أقلام , عدى بعض الملاحظات النادرة مطبوعة على بعض منها وبعض الأعمال المؤجلة على أخرى وينتهي الأمر ..إلى الأبد .







"هي يو تعال أبكي عنك " ..

وأرمي بكل حزنك على كتفي , فهما لم يتعهدان في حياتهما سوى حمل الحزن والتعب , ولا تجعل صوت أزيز المفاصل يردعك ولا تعجل , فإنما هو دليل حي ولن يموت على زمن عابر وخبرة كافية , كأرجوحة تقف في العراء تحمل النور والظلام بالتناوب , ترتدي حر الشمس ولا يطبطب نسيم البدر حروقها ولكنه يزيد حروق قلبها حرقة , أترك أشياؤك الحزينة فقط والموغلة في الألم و غادرني إلى حيث يضحكون , ويفرحون ولا يبكون , إلى حيث يعيشون حياتاً هنيئة بلا أدنى غصة ولا أقل وجع , إلى حيث يذهبون دائماَ بدوني , إلى اجتماعات الأصدقاء , إلى اجتماعات الأهل , إلى اجتماعات الناجحين الكادحين , بل حتى اجتماعات الفشل والسخرية منه دوني .

واتركني هنا , في ركن الزاوية أستقبل الأحزان والأتراح حتى ما بعد الثانية , أحصدهم جميعاً لا أنسى منهم أحداً , كما ولا أنسى أن أتبسم , فكلهم بعد حزني عليك وبكائي عنك لا يعدون من الحزن شيئاً , أتبسم , كما ولو أني أجمع ذكرياتي العابرة في صندوق مخملي يضم الصوت والهمس والحركة وعبق حتى آخره بالرائحة , يحوي ماضٍ في داخله دون أن يفرط منه بشيء ومن دون أن يختنق به , كعلبة ألوان معدنية تحمل في داخلها أربعة وعشرون لحظة دون أن تختلط ألوانها أو تختفي الرائحة وأبقى في سري كفرشاة حزن وحيدة , تغتسل كل مرة من ألوانهم لتبقي على سوادها طاهرة .

ولا تشفق علي , فأكثر ما يغيظني الشفقة , تلك التي لا نعي أصلها , وكأنها من بين المشاعر كلها "نَوَر" , تأتي بكل أنواع الرقصات المطلوبة منها ولا تتقن لها رقصة ولا تفكر أن تبتدع , اتركها فأنا أمقتها , وأي إحساس من هذا النوع لأي أحد هو لا يمنحه سوى تعاسة تتضخم لتدفعه لطريق معتم وربما "س س سأنتحر ..!"

وأنام وأصحو لأدرك إنما أنا مسمار علًق على الحائط

"ع / ب / ث" .

شعور قارس بالقلق ..









"وفي مثل هذا القلق ..!"

في "حوشنا" , كانت شجرة زيتون معمًرة بعمر البيت , كلما عبرت من أمامها أرتجف حتى أوشك أن أقع , حتى عندما أعبر إلى الأمام التفت نحوها للخلف , أشعر أن عيناها تلاحقني وتلتصق بظهري , وي كأني أسمع في الليل صراخها , مكتظة هي بعالم آخر أسمعه / أحسه / أشمه ولا أراه , وتحوم فوق رأسي استفاهامات بكل أحجامها , تدفعني قصراً لقطع أغصانها , وأخاف من ذلك , أعلم أني لو فعلت لربما آذيتها وأنا على يقين بأن في داخلها شرايين وأوردة , ويسري فيها دم يحتقن في أغصانها فيبدو أخضر , حبيسة تلك الشجرة أنا ولا أحاول فكاكاً ..

إلى فلسطين مع الحب ..

وددت لو حملت في صدري غصن زيتون وحمامة سلام تأكل منه وقبة صخرة خلفها , وتجلجل في أركانه آذان القدس , فأعيش لقضية كل ما سواها لا يعدو كونه عبث ,

فأكتب فيها عنها لها وبها عما بها , فيكون على جسدي جراح حقيقية أبكيها , وعلى أصابعي آثار دم ودموع ترثيها , ولا أكون بهذا السخف , يبحثون عن حرية الوطن ونبحث عن حرية البطن , يتكلمون عن السجون والأسرى والاغتيالات ونتكلم عن المجون و السكارى والاعتداءات , ينقشون الحرف بالمسامير ونكتبه من بين الحرً والحرير .

كأنما نكتب عن نكتة سمجة للغاية ونضحك لها ونصفق في جنازة أحدهم بينما كل من حوله يعيش حالة حزن وصمت ..

وأخجل منهم ومن فلسطين ومن القضية .

فشتًان مابين من يكتب بغصن أخضر وبرائحة الليمون عن من يكتب بأسود تنبعث منه رائحة النفط الكريهة ..

"لا يستوون " .









ولا أستوي بأحد , وعندما أفكر في ..

"الفارغون هم الأكثر ضجيجاً ..أضحك ثم أبكي .

أقرع رأسي فأسمع دويًه يعبر الشارع , وأضرب صدري فيكبر الصدى في جوفي , كأنما أحمل بين جوانبي هواء , لذلك يلازمني الأرق طيلة يومي , فصوت النبضات في داخلي يسبب الصداع مزعج هو وكأنما هي ساعة استبدلت "تك / تك " بـ"دوف / دوف " وقد كنت من قبل أظن السهر لقضية كبرى لم تكشف عن ملامحها بعد ولم يخرج ظني عن الظن الإثم , وما سيكون سهري بعد ذلك سوى أني اعتدت الأمر ..

ما يزال أمامي الحرية في أكثر من قضية أحشر نفسي بها وألوكها كما سبقني قبلي ألف , مثل طلب المساواة بيني وبين رجل ليس له حقوق في الأصل وآخر لا يحفظ من الحديث كله عدا " ناقصات عقل ودين" , وسأكتب عن حلمي في السير حافية القدمين بمحاذاة بحر نظيف وعبق دون أن يصرخ أحدهم بـ"صفر خمسة صفر .." , أمشي بمحاذاته ولا يكبر في داخلي خوف العار والفضيحة وأني قد أقع وقد يكشف عن ساق والذي لن يكتفي من حضر الموقف بمشاهدته بل إنه سيملأ اليوتيوب والفيس بوك والتويتر وكأنه صيد ثمين , فأنفض الحلم بعد أن تحول كله في وطني لكابوس , سأتحدث عن احترام الآخر واشتراط الحدود وأن المجاملة مرة لا تعني الضعف وأن الذوق يستوجب التعامل بذوق مثله وأطبعها شعارات أعلقها على جميع ميادين الحياة , ليتوقف ربما طلب الرقم من خلال الرسائل عند الاعتذار مني دون أن يردف صاحبه طلبه بـ"من زينك و شايفة نفسك على إيه " , وعندما أخبر أحدهم أن أهلاً بك واعتبر المدونة مدونتك فهذا لا يعني بالضرورة أنها أضحت فعلاً مدونته وربما حتى بيته , فيعزم الصحاب والرفاق في صندوق المحادثة هناك ويكثر التبجح حتى أنسى أنها لي فأستأذنهم الدخول ثلاث مرات عند المغيب وعند الشروق وفي آخر الليل ..

أو ربما أجد في مجال التعليم علتي ونهاية قصتي , فأكتب عن شطارتي وكيف كنت "فري اكسلنت" حتى نهاية أعوامي الدراسية فصباح كل يوم "وعلم ينتفع به " ترن في رأسي ثم أعود كلي بهجة لأني في حفظ الله حتى منذ الفجر وحتى الظهر , واكتشف متأخراً إنما أنا بالون وعبئت بهواء وهذا الهواء فاسد لم يحملني عالياً ولم يتركني أستقر بالأرض ..وما كل شهاداتي سوى شهادات زور , وأشعر أني خريجة التعب فقط وأني بحاجة للبدء من جديد ..

أ ب ت ..

1 2 3 ..

تشير الأرقام مؤخراً أن الوطن جداً مريض وارتفاع حرارته في ازدياد , موبوء هو بالوراثة ومعبأ بالـ"آخ تف " , مغلف بالقرف , ولو عملنا إحصائية على أكثر الكلمات مداولة في السر والعلن بين الأصدقاء والأعداء لوجدناها اللعن كما وأنها في قوقل الفضائح , فانتعل حذائك حتى في نومك ولا تخلع الكمامة سوى عند الأكل ولاتهتم كثيراً فكل الكلمات السيئة إنما هي تلتصق بالخارج ستساعدك على إزالتها قطنه

ووطن لا يرجى برؤه , أقل بكثير من أن أوجع رأس غيري بالحديث عنه , والفساد أكبر بكثير من أنصًب نفسي المصلح.

إذن صه .

كدت أنسى " كل سنة وأنت طيب يا و ط ن " .









"الصادق يندم دائماً " .

متى يعرف العالم أن عجلات الحياة ليست سوى التزلف والكذب , وأن الكون لا يسير إلا بعكازي المجاملة والخداع , وأن الجميع لا يمكن أن يبلغ مكانته غير أن يكون له شريك في الأمر أو فيتامين ينهض به ..

ولقد عرفت ذلك منذ النشء , وحاولت مع أول اتهام لي أن أتعلم الكذب , لكنه كان واضح جداً من رجفة صوتي أني أحاول الاحتماء باللغة .

من لعب بالكبريت ..؟ أنتِ ..؟

لا مو أنا ..

من عبث بأوراقي ..؟

والله مو أنا ..

من ترك الباب مفتوح ..؟

والله مو أنا , يمكن مها ..

من خرب التلفون ..؟

مو أنا والله , أنا شفت مها جالسه عنده ..

كنت صغيرة وكانت الكذبات لا تتعدى جدران المنزل , عدى أنها كذبات لم تنضج بعد , مجرد محاولة فاشلة مكشوفة مسبقاً , لكنها تكبر معي , وتنضج أكثر مني , وأصبحت الآن تسابق الريح وتنتشر مثل النار في الهشيم , أظن أني أصبحت أتقن الكذب أكثر من قبل , أصبحت أمارسه مثل التنفس , غدا شيء بارز كملامحي وكأنه شامًة ..

لكن للأسف لا يزال الجميع يتقنه أكثر ولا يزال الجميع فيه أفضل حالاً مني , ولم أعهد على نفسي الرضا والقناعة بالتوسط في الأمور كلها فإما الأمام وإما الخلف , ولأن الجميع اختار الكذب منجاة , اخترت الصدق عبط , فصدقتهم القول كله وبتً لا أتحدث إلا وكأني في فضاء كنيسة وكل كلمة أقولها إنما هي اعتراف , وفي زمن شحً الصدق حتى بح , "لم يعد يصدقني أحد " ..







..تسقط مغشياً عليها , وتصحو حبلى بالموت لا تلده ولا ينفك يثقلها ..

"أم ..هل أنا قضية "

وجئتُ , فعوقبت كما وأن لي يد في الموت القريب والبعيد , كما وأني كارثة أو فساد عظيم يستوجب الدعاء بالفرج , حملت هذا الشعور القنبلة في داخلي , وبدأ منذ سنتي الأولى العد التنازلي , تك تك تك , أعانق الحياة بوحشة الموت الكئيب القابضة على روحي , اضحك في كل مرة وكأنها ستكون ضحكاتي الآخرة , أستقبل الجميع وكأنهم مغادرون حالاً , أفيض بالمشاعر هنا وهناك وكأنها زكاة نفسي تقربني من السلام زلفى , والقنبلة "تك/ تك/تك" , وأنا ملفوفة بالعجل في كل أمري , عيني تراقب الأشياء كلها ثم تغمض بشدة كأنما هي تحفر المنظر في أعماقي , أنت لا تغضب , أنتِ يا لله ابتسمي , أنت حاول أن تفرح وهات أبكي عنك , أنتِ كوني جميلة حتى ترضي خذي عيني و شفتي هاك سترتي التي أدهشتك فقط كوني راضية , هات أحمالك وأوزارك وذنوبك واحتفظ بالباقي من حسناتي , ثم كل ليلة قبل النوم أودع الجميع وأبكي ويدي تشد على القنبلة والقنبلة "تك/تك/تك" .

إنما أنا فوهة بركان أنذروا منذ الأزل غليانه وقرب انفجاره وعاجزة عن الهرب والفكاك عنه ولا أملك من الأمر سوى أن أقيس كل يوم مسافتي الفاصلة عن الموت , فقط لأني لا أريد الحياة كنت , لأني أجدها شيء تافه ولا يهمني تصدقت بها على كل من يهمني أكثر منها , حتى نفدت .

و مت ..

و شبعت موت ..

انتظرت في قبري كل يوم أن يأتي أحد منهم , ولم يأتي أحد.

كل يوم وأنا أتذكر هات حزنك , خذي فرحي , أعطيني همك , أدخل بعد ذلك في نوبة ضحك هستيرية , ثم أضرب الطين من فوقي بغضب وأعود للموت ..

وأموت وأنا أبكيهم و لا أسمع منهم أحد حتى يشاركني البكاء.

في الليل لا أسمع صوت غير احتكاك الطين بالطين, وقنبلة لا تزال في جوفي "تك/تك/تك" , ابتسم لحال الدنيا كيف كان هذا الصوت يؤذيني واليوم حديث مؤنس ..

.

.

.

بووووم ..

ويكون في اليوم التالي الخبر الرئيسي في الجريدة , والعناوين المثيرة في الأخبار , وتتوالد الشائعات , عن لغم ولد ومات , يبدأ السياسيون بعدها في هرج ومرج يخبرون الجميع بأنها مكيدة وإنما هي مؤامرة وقد تكون تجربة تحت الأرض والتي نمشي في مناكبها كأنما نحن حمر مستنفرة , ثم يستلم الوطنيون زمام الأمر ويحيكون القصائد الكذب وينشرون أوراق الخديعة عن وجوب الوحدة وعن كيف يكون افتداء الوطن , ثم يعتزم الشيخ أمره ويجعلها من علامات الفسق والفجور وما هي سوى العقاب والغضب وأنها من علامات انتهاء الكون ثم يخرج آخر ويخبر أنما هي كذب وليست في الدين ولا تمس الدين وأنها قد تكون تجربة اليهود وبني سام و ما هي سوى لعنة العلم الحديث , ويتوالى الحديث وتتفرع الأشياء حوله , ويكثر الكلام حول "لغم ولد ومات" ..

.

وأنا أقبض على العالم أجمع بيد وأجعده كورقة وألقي بها في سلة المهملات ..

تبتسم لي المرآة وهي تنقر أنفي "متى تنتهين من وضع أحمر الشفاه بعد أن أمسكت به قرابة ساعة " ..

هاه , أبحث عن ورقة العالم المجعدة ولا أجدها وأتحسس صدري فلا أسمع دوي وأطرافي سليمة مما يعني استبعاد حدوث انفجار ..

"كنت أحاول جمع العالم في كيس نفايات و و و.."

تضحك ساخرة " لوهلة صدقتك .. يبدو أنك أصبحت تجيدين الكذب " .

أرميها بأحمر الشفاه , وأجمع شظاياها في كيس نفايات وألقي بها في سلة المهملات ..ي بدو أني تخلصت من عالمي .

ويبدو أنه ثمًة انفجار قريب من روحي ,هيأ لي أني سمعت صوت تحطم مرايا داخلي , أمشي خطوة ولا أسمع سوى صوت ارتجاج المرايا واحتكاك رؤوس الزجاج المحطم ببعض , يبدو أني مسكونة حتى الموت بكمية من الأصوات الحادة المزعجة والتي تتوالد ولا تموت , أخطو الثانية وتعود القنبلة لحديثها المعتاد "تك/تك/تك" , وهكذا أصبحت مزيج من صوت عداد حياة وآخر تهشًم .

.

.

.

هل انتهيت حقاً ..

لا ..بقي أنه :

"لا وجود لمدينة فاضلة .."

الآن انتهيت .

.


السبت، 11 سبتمبر 2010

طراطيع " توجد عينة مجانية ..!

هند تمشط شعرها ..


حسناً لنهاية قاتمة نحتاج لبداية ناصعة البياض , سيكون الصف "أولى/جـ" بداية مناسبة جداً لنهاية تنتظرني , أبله نور بن سلم / شجرة الأوائل المثمرة على الباب / صندوق المفاجآت / حجاب حصة التلاوة / والطالبة التي كنتها , إنها ذكريات الجذور المتعمقة , تلك التي كل ما بحثت عن نفسك تنطلق منها , نقطة البداية دوماً والتي تقودنا لنهايات مختلفة ..






والشهر الفضيل المملوء سكينة وروحانية , الصادق الهادئ الأنيق , والذي كان يمسك بيدك إلى الدار الآخرة , إنه ذاته يترك يدك في منتصف الطريق فجأة ويغادر فجأة ويتركنا لشهر كاذب مخادع كله شياطين جائعة تفتح فمها على مصراعيه , والكل فرح بعودتها ليعود لطبيعته ويركن المصحف ويخفض صوت القارئ وكلمات الدعاء وآآآآآمين , ويهرع بجوع أكبر للدنيا , شهر الزيف والصخب ..






اليوم أربعة وعشرون ساعة , أقل بكثير من أن تقوم بالترتيبات اللازمة والمصاحبة لكل عيد وفي الوقت نفسه تحظى ذاتك بوقت للاسترخاء , أو روحك بالحديث , في الدقائق الأخيرة ستجد أن عقلك بدأ يتعطل جزيئاً وبدأت روحك بالثرثرة وجسدك بمحاولة الانتهاء وأطرافك بالاسترخاء والمنزل بالاشتعال والضجيج والصراخ , الكثير من المهام فوق رأسك كتوديع رمضان كما يليق به واستقبال شوال بأكثر زينة ونظافة والاهتمام بكل التفاصيل الدقيقة التي لا تهتم بها بقدر ما يهتم بشأنها الآخرون , وتنتهي وينتهي كل شيء فجأة ويرفع داخلك راية السلام وكل عام وأنتِ بخير..






نسيت أن أخبركم أني من فضل الله ختمت القرآن , فلم أتركه على الصفحة الأخيرة وأمني نفسي بصلاة وخشوع ودعاء ولا أتذكرها إلا ثالث أيام العيد , ولم أشغل نفسي بحفظ سورة البقرة عن الختم ولا أنا حفظتها ولا أن ختمت , قرأته كاملاً من الفاتحة إلى الإخلاص , قرأت أسماء السور , عدد الصفحات وكل سورة في أي جزء , بقلب منيب قلبت الصفحات , لكني لم أخرج منه سوى بآية زرعت في صدري " يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم " , يا كيف يكون حصادها ..






1/10 ..


اليوم كان توزيع الجوائز , واستلمت الخسران المبين بيميني ويساري , أعرف ذلك تماماً بحجم يد الكآبة التي قبضت على قلبي بقسوة مراراً وتكراراً , المضغة تختنق ولا تموت , أنظر بداخلي بتعب وللخارج بمحاولة فاشلة قطعياً لاصطناع الفرح ولأني لا أعرف الكذب بالغت في إظهار ما يجب أكثر من اللازم , ولم أكف الضحك , وفي العتمة لم أكف البكاء , ولا يعرف هذه الازدواجية في الشعور إلا شخص موغل في البؤس وكم تؤرقه الشفقة , أحاول أن أكون بلاشعور منذ زمن حتى مات أدنى شعور لدي ..






تشبهني فزًاعة , يحاصرها مدى شاسع لكنها ترى في أطرافه عمى , يحيطها عالم أخضر ونسيم وسنابل لكنه يورث في صدرها يبس , تشبهني تماماً عندما تفتح ذراعيها للرياح وتنسى أن صدرها من قش , كيف لها أن تحب العصافير والعصافير تخافها , تطلق سيقانها للريح لكنها لا تغادر مكانها , أشياء كثيرة بها تشبهني ويؤلمني هذا الشبه في صدري القش , وقوفها لمدة طويلة منعها عن الحلم بالركض والغناء ومحاولة الطيران , الآن هي فقط تحلم أن تستلقي وتنام , أن تقف وتلامس قدماها أرض حقيقية يتسرب منها دفء لينساب من بين أصابعها عذاب ..






يسألها Dr.phil لماذا هذه العلاقة في سن مبكرة , لماذا تقحمين نفسك في ارتباط كبير وأنتِ صغيرة جداً عليه , وكأنك شجرة متسلقة تبحث عن حائط , اكتفت بالبكاء و اكتفيت أنا بجوابي لنفسي " هي تحتاج لإسناد " , وقلبي يقع عن آخره في حفرة لا قرار لها بعد , فهو مستمر في التهاوي , يتسارع سقوطه و يتباطأ , وأنا أمد يدي كل حين علًي ألتقطه حتى لا ينفجر , لا أنا التقطته ولا هو انفجر ..


ارتطامه سيكون وجع .






الوحدة ليست نجس , ستعرف ذلك في النهاية , بعد أن تدخل في حياة أحد ويدخل أحد في حياتك , بعد أن تختلط الأشياء فلا تحظى بوحدة خالصة ولا بغيرها خالص منها , وستجد أن أكثر الناس وحده هم من عندما أشرع الناس صدورهم لفرحة العيد وعلقوا على أحلامهم الزينة أغلقوا هم صدورهم على حزن وهمْ ..






لا أعلم سوى أني أشعر بسوء ولأني سيئة كفاية أريد للجميع أن يشعر مثلي .


ولا أعلم أطهر من لقطة عصفورة تحط بخفة على أستار الكعبة فأحسدها ..


وأما بالنسبة للعينة المجانية , فأنا فقط أتعلم الكذب .


.


عيدكم مبارك بعد كل هذا .






.

السبت، 28 أغسطس 2010

منتهية الصلاحية "كلام مسموم .



لا ترهق نفسك في البحث عن السعادة عندما يكون قلبك مغموس في الحزن , ولا تدخل من باب المغامرة للبحث في المجهول عما يستحق الحياة وتضع في حسبانك أنك ستخرج من باب الظفر , فربما قادك المجهول إلى باب آخر مغلق يسمونه الندم ..أنا لا أسحب منك محاولاتك في العيش , لكني أحاول أن أجعلها جديرة ..



الحذر اسم أنيق لبشع آخر هو الخوف . لذلك أنا أكره عبطاً كل الأبواب المشرًعة , فهي لا تأتي بخير غالباً كما وأنها تحوي الكثير من العتمة وأنا أخاف كثيرا أقصد أحذر بشكل مبالغ فيه , خاصة وأن الغرفة المفتوحة تزرع فيك الرعب فكيف هو حال منزل بأكمله ..



أبدأ في دندنة أغنية لا أعرفها , هي محاولة مني في الهرب من أفكار لا طاقة لي بها , لطالما كانت سيئة ونتنة لكنها مسالمة دائما فهي لا تتحول عن كونها مجرد أفكار ولا تتطور لتكون فعل أو ردة فعل أبداً , هكذا أدندن وبين أغنية وأختها أتوقف لألتقط أنفاسي وكأني بذلك فتحت الباب لتدخل عبره خلسة فكرة سوداء تحشر نفسها ثم تتحول إلى نقطة و بها يتحول نقاء حياتي لعكر , أمضي بعدها هكذا جنب الحيط وأترقب وأنا أنقًل ناظري بين مد الأرض وبين صفحة السماء و كأنما السوء الذي أفكر به لغماً يوشك أن ينفجر أو صاروخاً يوشك أن يقع وبقية العمر مجرد أسلاك شائكة , والظلام القادم لن يكون لغياب الشمس يد فيه ولا لستار الليل موضع قدم..



وكأن العمر غرفة وأطفأتها , والمستقبل باب يفضي للخوف أغلقته , أحبس نفسي في الظلمة حتى لا يتسنى لي رؤية أحلامي مبتورة , ولا أعلم أني بذلك أحرم نفسي حقها من النظر لواقع متقن في حين كلا عدساتي مشوًهة ..

هل لانحراف النظر يد في الأمر ..؟!



اسحب كرسي واسحب طاولة واسحب بعد ذلك كوب الماء , اسند ظهر على الكرسي وأميل برأسي وتميل معه كل الأفكار دفعة واحدة إلى أن ترتطم بمؤخرة رأسي , حتماً التفكير بهذه الوضعية هو سبب الضغط , "حبة كل 12 ساعة" بخط بشع لا أفهمه ولكني حفظته ولا أعلم لما العجلة في الكتابة هل هو لحماية الوقت مثلاً أو ليبدو صاحبها أنه مشغول ومهم أو قد يكون ممن يخاف كشف أستار النفس البشرية عبر قراءة الخط وفي النهاية أنا لم أحبه وأجده يبالغ في أهمية وقته أو في احترام وقت الشخص الواقف أمامه , أبتلع واحدة وأنا أفكر في صنع مضاد حيوي ضد الأفكار التي لا يكون في نيتها غير التسبب لك في صداع نصفي ..



يزول الصداع تدريجياً وكأنما الأفكار كلها خلدت في وقت واحد للنوم , وددت حينها لو بقيت واحدة منهم مستيقظة تطوي عني لا شيء , لا يهم , ومن الطبيعي أن يدخل بعدها الشخص في نوع من البلاهة المحمودة ويمارس حقه في الاسترخاء ويفكر هل تستسلم الأفكار فعلاً مثله للنوم..!







في النهاية أنا لا أكتب لأحد , سوى للأحمق الذي يسكنني , ذلك الذي أبطل كل طرق التواصل معي عدا القراءة لي , لأطمئنه بين الوقت والآخر أني لازلت حمقاء مثله , وأني على عهده بي ساذجة وغبية , وأني لازلت أنظر للبشرية وكأني لستُ منهم , غير أني لم أعد أخطئ كما في السابق ربما لأنه لم تعد هناك أخطاء لم أقع بها أو قد يكون السبب ذلك الذي أخبرني أن من يخطئ سيدفع يوماً ما ثمن أخطائه وأنا لم يعد لدي ما يمكن أن أدفعه بعد أن بعت صدقي بثمن بخس دراهم معدودات ..

.

السبت، 21 أغسطس 2010

حصاد التوت ..



أنت لا تعلم أني كل ليلة وقبل نومي , اقبض على فكرة فاعتصرها , لأجدها مع شروق الشمس قد ماتت وتحللت , حتى أني شككت أن دماغي لا يعمل إلا على العتمة , رأسي البالي الذي تعشش فيه العناكب , وما حرفي هذا أو ذاك إلا ما علق بالشبكة , أتذكر تلك المرة بعدما أسندت ظهري على كرسي أحد المقاهي , وإذا يفر من خلفي " عنكبوت صغير "يقود نفسه بسرعة جنونية , بعدها سددت أُذنَي بأصبعين , علي أمنع خروج البقيًة , لا أحتمل ذلك , كيف سأكون من غيرها إذن , مجرد انسان هكذا وُلد / عاش/ مات !

_ يا صديقي المخلص,أنت فقط تمارس الهراء بصورة أخرى مرتبة.
وحروفي إذن !
_هي مجرد عالقة في الشبكة العنكبوتيه..
/


وتنتهي , دون أن يعلم أحد , أن وراء قطع الزجاج المنثور حكاية بائسة , أن في جوف المرايا المهشمَّة ذكريات سامَّة , أن انعكاس الصورة يحاول الهرب , وكيف أن الظل يتسلل خفية من شق في مرآة ليبتلع الضوء مع الألوان ..
والكون , يسير في طريق مختصرة نحو الظلام "


/


لولا القضية الفلسطينية و مستجداتها , لتلاشى ثلاثة أرباع الأدب العربي ..فنحن أمة اكتب وليس اقرأ ..


/


بدو نحن ..!


أرواحنا تشهق لخرير ماء..


الربيع اشتهاء..


المطر سقيا قلب *


و التماع النجوم لذة غرام , والقمر في تمامه ليس سوى حضن فضي !


...


/


بعد أن تعرضت "نظارتي" لحادثة دهس , وحتى الآن , وأنا أشاهد العالم بمنظور مائل , الجميع في حالة انسكاب , حتى أن كروية الأرض أضحت معيَّن .
المعين = هو مربع يقف على قدم واحدة .


/


لاشك أن العالم حولها يسكن زجاجة , يغط في سكون مميت , تمد له يدها, تلتقطه ثم ترجه بقوة , وتعيده أخرى , وما هي سوى لحظات حتى تساقطت على رأسها ندف باردة بيضاء , ترفع رأسها , لتجد أنها هي من يسكن زجاجة..!


/


يا صباحي ..اختصر ..


/


البعض نحبهم ..لأنهم جديرون بالحب , البعض نحبهم ..لأنهم مختلفون في الحب , البعض نحبهم ..لأنهم يزرعون الحب فينا, ويبقى الحب لأولئك اللذين نحبهم ونحن لا نريد ذلك في عقولنا ..!


/


وأنا أحمد ربي أني أمتلك سائق يكفيني تعب المشاوير ,فأنا لا أتخيل نفسي أقود أطفالي وأرد على مكالماتي وأرتب أشيائي في الحقيبة , الأمر مربك فعلاً,قبل تطالبون بقيادة المرأة,طالبوا بتحسين الشوارع وترتيب المداخل والمخارج,تنظيم الحواري,معاقبة المرور الفعالة ليس فقط قسيمة وانتهى الأمر,منهج تعليمي للقيادة,أشياء تخلينا نقول يالله ...


/


أنا لا أكتب لأحد , سوى للأحمق الذي يسكنني , ذلك الذي أبطل كل طرق التواصل معي عدا القراءة لي , شعور قاتل أن تشرع صباح كل يوم في كتابة رسالة مطولة تختار كلماتها بعناية فائقة فقط لتصل في المقابل لك ..


/


شعوري هذا الصباح مختلف,أريد أن أبقى في الفراش أكثر,مثل أن لا أستيقظ,أو مثل أن أستيقظ وكأن كل شيء من حياتي ويدور برأسي هو مجرد حلم سيختفي,كأني اليوم أتدثر بالذكريات فوق العادة,أوأن أحدهم يذكي النار في صدري أكثر من اللازم..


*سيدتي حرارتك مرتفعة!


(يووه إذن هي مجرد حمًى )


/


أريد للصمت في داخلي أن يخرج , أن يجد طريقة ما ليتركني وشأني , كم أتمنى لو يتحول ولو لمرة لغضب عارم , غضب يكسر المرآة أو غضب يقذف بالهاتف نحو الجدار ليتحطم , أو حتى يكون في صورة شجار عنيف دامي , فقط لو يتركني ويرحل..!


/


وتتكرر مأسآتي ولا يزال انتظاري لك يبدأ بغريق يتعلق بقشة , وينتهي بقشة قصمت ظهر البعير ..!


/


أيها الحائط , في بالي حديث طويل طويل , لطوله يتوقف فجأة ..يشبه الموت ..


/


الطموح رعب قائم بحد ذاته , إنه ليس سوى فكي مقصلة , يغرس وطني أنيابه في عنق مواطن فقط كونه طموح , فكيف هو حال مواطنة ..!


/


عندما يقف أحدهم على عتبات الذاكرة يفتش في رماد ذكرياته عن جمرة لم تنطفئ بعد , فاعلم أنه يقف تماماً عند نقطة تحول مهمة في مستقبله , الخوف من المجهول وحده من يدفعنا للبحث عن الأمان في ماضي عرفنا نواياه وانتهينا منها إلى نتيجة ربما ليست مرضية , لكنها مطمئنة على الأقل ..


/


حسناً , أنا لم أتوقف عن الكتابة هنا مع سبق الإصرار والترصد , وكل ماهنالك أني هجرت نظارتي مدة كافية لأكتشف أنها هي من كان يكتب وليس أنا , لأني فجأة بمجرد نزعها أتحول من عقل يفكر ومزدحم بالأحاديث الجانبية إلى مجرد عقل فاغراً فاه يحاول جاهداً أن يرى ما حوله ويتحسس طريقه ..


هي نظارتي ولاعزاء , وكل من كان يتابعني هنا "إن وُجد " , فيؤسفني إخباره أني أيضاً أتابع نظارتي هنا , فإن جاءت الحروف يوماً ما ناقصة ومشوًشة , فربما يكون بسبب عدم مسح عدستها بشكل لائق ..ماذا لو ردت علي ..حينها فقط سأشعر بالفراغ ..


/


أعرف تماماً أن الحياة تحت خط الفقر أمر مرعب , لكن الأكثر رعباً هو العيش تحت خط الحياة نفسها ..


/


وأمضي نصف عمري وأنا أقترب منك , والنصف الآخر في التأكد من المسافة الفاصلة بيننا , كفراشة وشرر , أمنحك الوقت الكافي لقبولي من الرفض , أترقب , ويدي في كل لقاء تربت على قلبي , من السيئ فعلاً أن تقعين في غرام رجل يغلفه الحياء وتعيقه اللحظة , يتقرب منك ويحافظ على المسافات مثلك , ومن الأسوأ أن ينتظر أحدنا من الآخر ما هو منتظر منه , فنحن فعلاً عالقين..


/






تعرف أن أكثر ما يتعبني حقاً , هو الاستماع لأصوات العصافير , وهي تتحدث دون توقف , وكأنها تريد تحذيري من أمر ما يوشك أن يقع , أشعر أنها عندما تقفز لـ الأمام والخلف أنها بذلك تغير لغتها الغير مفهومة إلى لغة الإشارة , لذلك تجدني كلما مضينا خطوة لـ الأمام عدت خطوتين للخلف ..


/


اييييه والأيام بتعدي بسرعة ..


ورمضان آخر , كنت أظن أنه سيأتي علي وأنا وجه آخر للصلاح , لكنه يبدو لي أتى بسرعة , بسرعة خاطفة حتى قبل أن أتغير , لأرمي أسلحة الشيطان وأشعر في داخلي بالأسى , الأسى الحقيقي , نعم , هو ذلك الشعور والذي في كل مرة تحاول بناء سلم إلى الله , يكتمل لينحدر بك بقوة إلى القاع ..


النفس اللوامة / النفس اللوامة / النفس اللوامة ..


قالتها ثلاثاً ثم بكت .


/


أكثر شيء مسيء للعطالة , أني ربما أنتمي لها , وأكثر ما يضرني منها , أن أستقبل أبي كل يوم قبل صلاة الفجر بـ"صباح الخير" فيرد مفزوعاً " بسم الله " مشيراً ربما إلى السهر , كل صباح وطوال السنتين , حتى أشعر أني تحولت كلياً إلى "جني" ..


/


أعتقد أن الكتًاب في هذا الفصل سيهربون من "كوب قهوة " إلى " المثلجات بنكهة القهوة " ..


/


عندما تحبس نفسك في أحدهم , لن يرضيك سوى أن يكون لك لتعود أنفاسك , أو أن يموت حتى تنال الإفراج براءة روحك ..


/


عندما تضافر الأحداث والوقائع جهودها كلها وتشمر عن طاقاتها الكامنة والظاهرة وتفجرها فيك , منذ النشء لأكون أخرى غير عادية , امرأة مستثناة ومنتقاة بعناية فائقة لقدر آخر مستثنى وليس بالضرورة أن يكون القدر سعيداً , لكني قاومت , وكم مرة دفنت فيها طموحاتي ورغباتي , لكني لم أدرك بعد أن الأرض التي دفنت بها كانت تربة صالحة , فهي تنبت شجرة طيبة تؤتي أكلها كل حين , وتتعاظم طموحاتي حتى تنوء بها أكتافي , أريد فقط أن أكون فتاة عادية تدرس تتخرج تتزوج تنجب تربي وتصبح جدة قديرة بسبحتها ومصحفها , لا أريد هذا التسلسل لأنه حلمي قط , لكنه التسلسل الوحيد الذي تملكه أنثى أخرى في أرض صحراوية , لذلك أنا أريد القدر الميسر لذلك , حتى أني مؤخراً أكثر من الجلوس في المطبخ وغالباً ما أدلف إلى عالم حواء صبح مساء , حولت آخر دفتر لم تملؤه الخواطر والقصص وأحاديث النفس بعد إلى دفتر معد خصيصاً للأطباق الناجحة والأطباق المفضلة , أريد أن أكون كذلك , لكن الوقائع ترفض ذلك فهي لا تزال تصب علي جام غضبها وترميني بحجر , ولا أملك سوى أن أستجيب , سأكون كذلك امرأة مستثناة ..
ولن أوكل أمر حياتي لأحد ليقررها بدلاً عني ويعيشني فيها بدلاً منه , سأكون كما بدأت أول مرة وإلى الآخر "وحدي" ..
أشعر بذلك أني نلت إفراج بعد سنين سجن في صورة هزيلة وبلا إطار يزينها .


/