الجمعة، 12 فبراير 2010

14 / وتر في الفتنة ..!


.

وتر..!.
ستتحول النجوم إلى قلوب حمراء بأحجام مختلفة , سيتدرج اللون الأحمر من قاني إلى متوهج ومن متوهج إلى بارد , ستتحول السحب تدريجياً من عتبات سلم إلى السماء إلى سلم موسيقي وكل سحابة تحمل في داخلها نغمة ستلدها نبضة دافقة إلى كل قلب , تراقص الأنهار بعضها البعض على موسيقى هامسة يصنعها البحر بمجرد ملامسته لأنامل الأرض ..

وتر..!
الزهور تفترش كل الأرض والأكاذيب تتشبث بكل ورقة فيها لتثبت عكس ما أُهديت من أجله , وستكبر الكذبات كلما كبرت الصناديق المغلفة وتخفي في داخلها شعور بارد اتجاه حب , العطور ستخنق الأجواء وتخنق كذلك رائحة الأحاسيس الحقيقة , والكثير من الزيف يتباهى بلون أحمر و خديعة ترقص على كلمة أحبك .
هم يقتلون الحب , ويعلقون على ضريحه تلك الأشياء الحمراء المخادعة , يبكونه بطريقة مختلفة جداً عن الدموع , بمنتهى الكذب ..

وتر..!
على طرف الحديث تقع دار لمسنة , تحيط بها حديقة من الهدوء , يدلف إليها أول ويخبرها بخوف كيف أنه وضع إبريق القهوة على النار , على نار هادئة أكيد ولكن الإبريق اندلق وسكب القهوة حتى أُطفأت النار وفاحت على أثر ذلك رائحة لذيذة للقهوة , كيف أنه شمَّها حتى قلبه ورآها تنتشر حتى عمَّت نواحي بصره , تقاطعه لكن لم تستطعهما شفتاك , يهز رأسه "لم تتذوق منها رشفة " , هي أنثاك ولن تكون لك , لن يكون لك منها سوى الهالة التي تقربكما لا غير , "ماذا..؟" , إنها ستختفي ..!
الثاني يتحدث عن قهوة سادة " سادة ليس كثيراً ولكنها ليست مرَّة , هي ربما وسط , لا أدري , لكن المهم أنها على هيئة نصف قلب تشكل ثم ظهرت عليه ندبة " , تهز رأسها في أسى " كانت تعاني قبلك وتركتها تموت بعدك " ..
في قلق وعلى أحر من الجمر , تتلفت تُخرج من بين يديها كوب قهوة وبهمس " إنه لزوجي " , لا تخافي هو لا يمكنه التنفس دون إذنك , تحاصرينه أكثر من جسده , أعتقد أنك ساعدتِه كثيراً على أن يكره كل النساء ..!
تغلق الليل من حولها وبصرها وتفتح بصيرتها إلى السماء لتتفتح وتزهر ..

وتر..!
ليس الحب لقطة تحتاج إلى خلفية من مساحات شاسعة خضراء , فراشات وطيور وقوس قزح والكثير من اللون الأحمر , موسيقى هادئة و قلوب مستهلكة , وهندام مرتب بدقة , لن يكون أيضاً أشياء في غاية التعقيد حتى يحتاج الأمر لقراءة كف و فنجان وإلقاء التعاويذ ..

وتر ..!
سأطفئ نور القمر بيدي هاتين وأُسدل من حوله الستار , سأُغرق الكون في العتمة وأرميه في آخر درجات الصمت , لتظهر لكم يا سادة تلك الخطوط الذهبية الدقيقة من أعماقكم صوب السماء , إنها تعقد في طرفيها قلبين محبين وتعلق مصيرهما بالسماء , تمتد إلى السماء وتخرج منها , تصنع بذلك قيتارة تعزف عليها الرياح فيشد كل منهما على قلبه , اللون الفضي المرسل من القمر يزيد تلك القلوب لمعة , حتى المزيد من الصمت يحال إلى موجات من نبض صادق يعني كل ما يعنيه " الحب فقط .

وتر ..!
ستجد أن حبلاً ممتداً جداً , مع كل عيد حب يمتد أكثر , يستجدي بمتانته المزيد , تؤرقه الزيادة المفرطة في تعداد القلوب المريضة , تلك القلوب التي لازالت تفرض نفسها على الحب فرض , وتثقل كاهله , تلك التي لا يعنيها الحب بقدر ما يعنيها ما بعده , ولا يغريها من كل الحب سوى طقوسه , فالحب منهم براء .
إنها مزدحمة جداً , تكاد تتفتق , يقرض أطرافها العفن , قلوب بحاجة أن تخرج للنور , بحاجة ماسة أن تتخللها أشعة الشمس وتتشعب بها خيوطها , وتجفيفها من كل أنواع الموسيقى قد يستهلك الكثير من الهواء , الهواء النقي سيرتقي بها , الحبل يمتد أكثر وفي كل سنة يزداد سماكة ليتماشى مع قلوب يثقل كاهلها الزيف و تعلق بها أطنان الخديعة ..


.
وتد..!
في الرابع عشر من فبراير ..
أحبك يا لله ..!
.