السبت، 11 سبتمبر 2010

طراطيع " توجد عينة مجانية ..!

هند تمشط شعرها ..


حسناً لنهاية قاتمة نحتاج لبداية ناصعة البياض , سيكون الصف "أولى/جـ" بداية مناسبة جداً لنهاية تنتظرني , أبله نور بن سلم / شجرة الأوائل المثمرة على الباب / صندوق المفاجآت / حجاب حصة التلاوة / والطالبة التي كنتها , إنها ذكريات الجذور المتعمقة , تلك التي كل ما بحثت عن نفسك تنطلق منها , نقطة البداية دوماً والتي تقودنا لنهايات مختلفة ..






والشهر الفضيل المملوء سكينة وروحانية , الصادق الهادئ الأنيق , والذي كان يمسك بيدك إلى الدار الآخرة , إنه ذاته يترك يدك في منتصف الطريق فجأة ويغادر فجأة ويتركنا لشهر كاذب مخادع كله شياطين جائعة تفتح فمها على مصراعيه , والكل فرح بعودتها ليعود لطبيعته ويركن المصحف ويخفض صوت القارئ وكلمات الدعاء وآآآآآمين , ويهرع بجوع أكبر للدنيا , شهر الزيف والصخب ..






اليوم أربعة وعشرون ساعة , أقل بكثير من أن تقوم بالترتيبات اللازمة والمصاحبة لكل عيد وفي الوقت نفسه تحظى ذاتك بوقت للاسترخاء , أو روحك بالحديث , في الدقائق الأخيرة ستجد أن عقلك بدأ يتعطل جزيئاً وبدأت روحك بالثرثرة وجسدك بمحاولة الانتهاء وأطرافك بالاسترخاء والمنزل بالاشتعال والضجيج والصراخ , الكثير من المهام فوق رأسك كتوديع رمضان كما يليق به واستقبال شوال بأكثر زينة ونظافة والاهتمام بكل التفاصيل الدقيقة التي لا تهتم بها بقدر ما يهتم بشأنها الآخرون , وتنتهي وينتهي كل شيء فجأة ويرفع داخلك راية السلام وكل عام وأنتِ بخير..






نسيت أن أخبركم أني من فضل الله ختمت القرآن , فلم أتركه على الصفحة الأخيرة وأمني نفسي بصلاة وخشوع ودعاء ولا أتذكرها إلا ثالث أيام العيد , ولم أشغل نفسي بحفظ سورة البقرة عن الختم ولا أنا حفظتها ولا أن ختمت , قرأته كاملاً من الفاتحة إلى الإخلاص , قرأت أسماء السور , عدد الصفحات وكل سورة في أي جزء , بقلب منيب قلبت الصفحات , لكني لم أخرج منه سوى بآية زرعت في صدري " يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم " , يا كيف يكون حصادها ..






1/10 ..


اليوم كان توزيع الجوائز , واستلمت الخسران المبين بيميني ويساري , أعرف ذلك تماماً بحجم يد الكآبة التي قبضت على قلبي بقسوة مراراً وتكراراً , المضغة تختنق ولا تموت , أنظر بداخلي بتعب وللخارج بمحاولة فاشلة قطعياً لاصطناع الفرح ولأني لا أعرف الكذب بالغت في إظهار ما يجب أكثر من اللازم , ولم أكف الضحك , وفي العتمة لم أكف البكاء , ولا يعرف هذه الازدواجية في الشعور إلا شخص موغل في البؤس وكم تؤرقه الشفقة , أحاول أن أكون بلاشعور منذ زمن حتى مات أدنى شعور لدي ..






تشبهني فزًاعة , يحاصرها مدى شاسع لكنها ترى في أطرافه عمى , يحيطها عالم أخضر ونسيم وسنابل لكنه يورث في صدرها يبس , تشبهني تماماً عندما تفتح ذراعيها للرياح وتنسى أن صدرها من قش , كيف لها أن تحب العصافير والعصافير تخافها , تطلق سيقانها للريح لكنها لا تغادر مكانها , أشياء كثيرة بها تشبهني ويؤلمني هذا الشبه في صدري القش , وقوفها لمدة طويلة منعها عن الحلم بالركض والغناء ومحاولة الطيران , الآن هي فقط تحلم أن تستلقي وتنام , أن تقف وتلامس قدماها أرض حقيقية يتسرب منها دفء لينساب من بين أصابعها عذاب ..






يسألها Dr.phil لماذا هذه العلاقة في سن مبكرة , لماذا تقحمين نفسك في ارتباط كبير وأنتِ صغيرة جداً عليه , وكأنك شجرة متسلقة تبحث عن حائط , اكتفت بالبكاء و اكتفيت أنا بجوابي لنفسي " هي تحتاج لإسناد " , وقلبي يقع عن آخره في حفرة لا قرار لها بعد , فهو مستمر في التهاوي , يتسارع سقوطه و يتباطأ , وأنا أمد يدي كل حين علًي ألتقطه حتى لا ينفجر , لا أنا التقطته ولا هو انفجر ..


ارتطامه سيكون وجع .






الوحدة ليست نجس , ستعرف ذلك في النهاية , بعد أن تدخل في حياة أحد ويدخل أحد في حياتك , بعد أن تختلط الأشياء فلا تحظى بوحدة خالصة ولا بغيرها خالص منها , وستجد أن أكثر الناس وحده هم من عندما أشرع الناس صدورهم لفرحة العيد وعلقوا على أحلامهم الزينة أغلقوا هم صدورهم على حزن وهمْ ..






لا أعلم سوى أني أشعر بسوء ولأني سيئة كفاية أريد للجميع أن يشعر مثلي .


ولا أعلم أطهر من لقطة عصفورة تحط بخفة على أستار الكعبة فأحسدها ..


وأما بالنسبة للعينة المجانية , فأنا فقط أتعلم الكذب .


.


عيدكم مبارك بعد كل هذا .






.