الخميس، 18 نوفمبر 2010

العطر و149 رشة لباتريك زوسكيند .


موات الزهور السريع وامتصاص الدهن لعبقها *
في هذه الجملة اختصر باتريك زوسكيند جرائم القتل التي حدثت في روايته "العطر" خلال وصفه لطريقة صنع الدهن المعطر على يد القاتل غرنوي ذو الأنف الحديدية ..
مجنون وكتب عن مجنون بصورة خرافية , دقة التصوير والوصف تسحبك من يدك داخل أحداث الرواية التي تمت في ظلام هكذا أشعر ..
ستنتهي وفي جعبتك الكثير من الروائح العطرة ومثلها روح المكان وضعفها الرائحة المنتنه ..
الوصف دقيق جداً بل مذهل والبعض سيورث في قلبه الملل , لكنها تناسب روحي كثيراً , تلك الروح البائسة والتي تعشق التفاصيل أكثر من أي شيء في الحياة ..
ستشعر بمقاومة غرنوي لأنفه وحبسه له أكثر من مرة , ومثل ما تصاعدت الدماء إلى رأسه لتحفز أنفه ليلتقط أدق الروائح ستجد أنفك يتحفز أيضاً لذلك ..ربما تنتهي الرواية وقد أصبحت قاتل مثله أو تسري في دماءك روح الجريمة ..
سيقرصك البرد أكثر من مرة هنا , وستسمع صوت الأحاديث يركض خلفك , سترى باريس ولو لم تعبرها وتطرقها قط ..

شمَّر عن كسلك وافتح الصفحة الأولى لتوصلك إلى المائة والتاسعة والأربعون في رشفة كوب قهوة ..

.

هناك تعليق واحد:

just freedom freedom يقول...

من أجمل وأجمل الروايات اللتي قرأتها
بعشرات اكواب القهوه وليس بكوب قهوه واحده
لان باتريك زوسكند اقف عند كلماته مطولا ولااستفيق من غفوتي الا وقد بردت قهوتي

باتريك زوسكند والعطر
اكاد ارى باريس القديمه تطل من سماء ضبابيه تفتح ستاره خفيه ارى من خلالها
غرونوي يقف خلف جدار الحديقه ويشهق بغصه بالغه مستجمعا رائحة الطفله اللتي كانت تلعب كزهره لم تتفتق بتلاتها بعد

رائع هذا الانسان

اقرأي له ايضا رواية الحمامه
بالطبع ليست بكفائة العطر
ولكنها ايضا ستنقلك الى عالم اخر
اكثر طرافه وحداثه*_^

تحياتي