؛بداية لم يكن هذا قطعاً ما أريد كتابتة وكنتُ أعد مقالاً مطولاً وأريده ناضجاً جداً جداً دون أخطاء ’’
لكن البعثرة في دمي ’’حتى رميت بذاك جانباً ولنحياها هكذا دون تخطيط ستكون أجمل’.
لكن كيف لي أن أُعد موضوعاً ناضجاً وأنا لم أنضج بعد..
وكل ماسبق ليس سوى مقدمة غبية لأدخل إلى موضوع ليس بحاجة لمقدمة ,,
وصدقاً أقول ..
هنا سأكون أكثر دهشة من الجميع ,,
أعلى مستوى الإنبهار..
وكأن الخرافة والأسطورة تعود للحياة مجدداً..
إنها قطعاً الأرواح ..
كيف لأحدهم أن يرسمك بأدق تفاصيلك دون أن يراك,,
أليس مدهش حقاً,,
كيف يكتب حياتك بكل تعرجاتها دون أن يكون هو أي منحى فيها ..
حقاً مفزع وغريب لكنه مبهج’’
سارعت بتغطية وجهي بكلتا يداي ..هل لهذا الحد أبدو شفافة وكنتُ أظنني بارعة في التنكر ..يالي من غبية ,,
إلى المرآة هل يظهر ذلك حقاً ,,
لطالما أحببت لعبة الإختفاء ,,
لكن هنا قصدتني كل الأضواء أشعر بذلك ..
وأشعر أنه لن يعبر بخير سيكون هناك بعض مقاضاة ,,كأنثى ..
قادني القدر إلى ركن لاأعهده وسار بي في طريق لا أذكره ,,
لأجدني أمام موضوع بعنوان ×المبعثرة× ويأتيكم نصه
/
روحها بعيدة ..
أمنياتها مسلوبة .
أحلامها بلا رصيد ..
عاطفتها جامحة ..
لأنثى من رحيق الأمل ..
تعزف الروح ..
بأوتار من قيثارة قلبها ..
وتنزف الطموح ..
بهمة عالية لا يشعر بها سواها ..
أفراحها تتسلل بصعوبة ..
وأحزانها تزورها بكل سهولة ..
تنام على وسادة الأمل ..
فتعيش السكون ..
وترحل عبر مرافئ الجنون ..
جنون خاص بها ..
حلم من جمال ..
وحزن من ألم ..
وسعادة من أمل ..
تعيش الفصول الأربعة ..
لأنها لا زالت أنثى مبعثرة ..
مبعثرة الوجود ..
ولكنها ..
رائعة الكيان ..
لها قلب من ذهب ..
ومشاعر من حقيقة العاطفة ..
إحساسها ألماس ..
ولكن ..
أحزانها لا يشعر بها الناس ..
حكايتها مع ذاتها ..
دموع وحزن ..
وألم و خوف ..
وأمل بعيد ..
تنظر إلى العالم بنظرة الجمال ..
وتعيش مع العالم وكأنها لا تعيش معهم ..
هي إجتماعية مع البشر ..
ولكنها إنطوائية مع ذاتها ..
تعرف كل شيء حولها ..
ولا يعرف أحد عالمها ..
تعيش مبحرة ..
في عالم المشاعر ..
وتسافر مرتحلة إلى عواصم القلوب ..
تسقي الأمل لكل البشر ..
ولكنها لم تصنع الأمل في وجودها ..
لأنها لازالت مبعثرة ..
حينما تنظر إلى ذكرياتها ..
وتتصفح ألبوم صور أماكنها ..
تغازلها في تلك اللحظات دموعها ..
تلك الدموع الممزوجة بحنان الوفاء ..
وجمال الأيام ..
وحينما تكون بين عائلتها
تنظر إليهم كيف الزمن سيبعدهم عن بعضهم يوما ما ..
اليوم هنا غرفة أختها الكبرى ..
وبعد زمن سيكون لأختها منزل خاص بها ..
بعيدا عن عائلتها ..
وحينما تكون في غرفتها ..
تسافر في عالمها ..
أمنيات ..
أحلام ..
لخظات من الجمال ..
في تلك الأثناء ..
تأتيها رسالة عبر الموبايل ..
تقول لها وإليها ..
~ كل عام وأنتي بخير ~
وتقول في ذاتها ..
اليوم هي تهنئني بهذا العيد ..
وفي العيد القادم ربما تنشغل عني ..
وتنساني ..
هي هكذا ..
مبعثرة الوجود ..
لا أحد يعرف ما بداخلها ..
تنصت وتستمتع لكل الكلمات ..
تحاور بكل صدق ..
وتصافح الأرواح بكل حب ..
ومع ذلك تتسائل دائما ..
أين أنا ..
ومن أنا ..
وإلى متى وأنا هكذا ..
لم أتغير ..
ولم أبحث عن التغيير ..
لماذا لم أتغير مثل العالم ..
ولماذا لم أطور ذاتي مثل باقي البشر ..
هل سأبقى هكذا ..
درست وتعلمت وتخرجت ..
أبدعت في رسم ذاتي ..
في لوحة ملذاتي ..
ولم أنجح في عزف وجودي ..
أمام طموح أمنياتي ..
نعم مبعثرة أنا ..
صادقة في عالم الأقنعة ..
مبحرة في زمن الركود ..
ومع ذلك ..
لازلت مبعثرة ..
فهل أنا لازلت أنثى لم تكتمل ..
أم أنا أنثى من زمن الصدق ..
أم أنا أنثى من روح العبير ..
ومن صدق الوفاء ..
كيف أمنح الوفاء في زمن باع وفائي ..
لا أستطيع أن أفعل مثل باقي البشر ..
كل يوم لهم تجارب ..
فإذا رحلت عبر تجربة وفشلت ..
فالفشل في حد ذاته له قسوة غامضة على حياتي ..
لي عاطفة لا يستحقها إلا من يعرف قيمتها ..
ولي قلب لا يعرفه سوى من يعرف جماله ..
كم أتمنى أن اكون أنثى مبهرة ..
بل مذهلة ..
أنثى لا تتكرر ..
ولكن ..
قسوة الزمن ..
وكبرياء الدموع ..
يجعلني مبعثرة ..
ولازلت مبعثرة ..
مشتتة الروح ..
ومع ذلك ..
فأنا أسكن في عاصمة وجداني ..
أسكن قلبي ..
وأبحر بمجاديف وفائي
فلا يستحق وفائي سواي ..
لأنه لا يعرف قيمة وفائي سوى قلبي ..
مبعثرة أنا ..
ولازلت مبعثرة ..
جنون في داخلي ..
وإعياء يسامرني ..
وتعب يعزفني ..
وحزن ينزفني ..
وأمل بعيد أنتظره ..
ولا أستطيع صناعته لوحدي ..
هكذا هي ..
تلك الأنثى المبعثرة ..
والتي بعثرة أوراق وجودها ..
هناك ورقة من الجمال ..
وهناك ورقة من أشواق ..
وهناك أوراق وأوراق ..
عاطفة ..
شموخ ..
صدق ..
طموح ..
وفاء ..
حنين ..
مشاعر ..
إحساس ..
تلك أوراق وجودها في عالمها ..
ولكن ..
لازالت تنتظر ..
من يستطيع أن يلملم تلك الأوراق ..
كي يعرف قيمة وجودها ..
لتكون في نظره المبهرة ..
ومع ذلك ..
فهي لا زالت تنتظر و تنتظر ..
لأنها لازالت المبعثرة ..