الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009

يلَّلا نعيَّد !






العيد يأتي محملاً بالتعب المبالغ فيه , وفي ليلته يتسلق الألم قدمي حتى الساق ويبقى معلقاً هناك , ظهري وعموده الفقري صفارة إنذار لعشرين سنة قادمة , لا أبالي لدي الكثير لأنجزه " تباً للتسويف , أجري بين الغرف كمجنونة , أمي تطالبني بالاستراحة والهدوء وهي تكرر " الناس / المجلس / المطبخ / البخور ..! , وأستمر مثل الطاحونة أدق الساعات والثواني لحفنة عيد ناصع التعب .



التلفون يستمر في الصراخ كطفل مدلل في وقت انشغال أمه , وهاتفي يشعر بالغثيان لامتلاء جوفه بالرسائل "هذا ليس وقتك , حتى التهنئة بالعيد أديتها كحمل ثقيل أود الخلاص منه , أنظر في الساعة المعلقة في رأسي "بقي لدي القليل , والنوم "مافي نوم " , ويأخذ فلكي دورة كاملة حول نفسه في أقل من يوم , انتهيت بكل ماتحمله الكلمة من معنى ..



الساعة الرابعة فجراً " أجهز نفسي وأغدق عليها بالألوان والعطور , أنظر إليها تماماً كطفلة مزهوة بثوب العيد "ابتسم, جوفي متهالك عن آخره لايهم "اليوم عيد , أخرج بفرحي ليقابلني حزنهم وشحوبهم , شكواهم المتكررة والحديث عن بيت وطفل أرقها , عن زوج لم يحضر هدية تليق , عن الكثير من الخدمة وقهوة وعلب الشوكولا , عن "طراطيع العيد , عن قصة شعر في غير وقتها وهي غير مناسبة ووو , عن ملابس / أحذية / حقائب / إكسسوار , وكل ذلك لم يشعرني بالملل كما في السابق , ولم يحبسني في قوقعة مع دموعي على ألم قدمي وتشنج ساقي وعلى الوجع النابض في ظهري من شدة التعب , وتكبر في داخلي صرخة "أنا أحبكم لكل أخواتي وأخواني وأولادهم ‘أمي وأبي , أنا فعلاً أستشعر معنى العيد , فتحت فيه للفرح صدري , وطبعت له الكثير من الضحكات على شفاهي , اليوم عيد .



العيدية مثلنا تماماً في كل سنة تكبر وفي كل عيد تبلغ أشدها , والأطفال ماعادت الريالات والشوكولا تقنعهم بشيء طالما هناك من يشعر بانعدام العيد في داخله ويحاول شراؤه بالنقود على شفاههم , كلهم يوزعون النقود وفي آخر اليوم أجمعها من على الأرض ومن على عتبات المنزل , أطفال هم وهي لاتعني لهم سوى ورقة لاتشتري الفرح البتة ولاتصنعه وهم وحدهم من يعرف العيد على حقيقته بلاتصنع وتظاهر "حصالة التبرعات مزدحمة , واليوم عيد ..



يُقبلون في ثياب أنيقة / شماغ / عقال / حذاء وساعة يد ومسبحة وعطر فاخر , كلهم قد اتفقوا على نفس الطول والعرض , أخبرهم أن السنين بتعدي " وأنني مظلومة بكلمة خالة على ألسنتهم , يُقَبلون يدي ورأسي زيادة في الظلم , وبعين عجوز في الثمانين أهز رأسي وأردف بقول " الله يرضي عليكم ياعيالي " وماهي إلا دقائق حتى يتعالى حديثهم وكيف أنا مو ذوق , شوفي القماش بس " لونه سلفر , أريقاتو "كيف على الموضة ومن بلاد اليابان بعد, وأشعر بإزعاج مسلي من صراخهم وتعليقاتهم وفرحهم , إنهم لايزالون في مرحلة بين الفرح بالعيد وبين التصدي له , واليوم عيد ..



جوال أدب له نصيب الأسد من رسائلي ربما هي أكثر من اثنا عشر رسالة أو يزيد , حتى أدب هو نفسه لايشعر بالعيد وبهجته , أو ربما لايرتقي للذائقة من أدب غير ماكان يسلب الفرحة منا , كلام جميل لكنه حزين للغاية ولايحمل من الفرح والعيد أي طعم , أقرأها على عجالة من أمري وأنا أردد لاحول ولاقوة إلا بالله , إلى وقت لاحق ’إلى وقت لاحق, ألايدرك جوال أدب أن اليوم عيد ..



عيد بأي حال عدت ياعيد ..!!
كل المواضيع / المواقع / الصحف والمجلات حتى الرسائل الشخصية في المسنجر تحمل هذا العنوان المعقد نفسياً , وتتصنع الحزن والهم والغم والبكاء على رحيل رمضان أو على الشعور بالتعاسة , على التعب , على العزلة والغربة , على السوداوية واللون الباحث عن لونه , أشياء مملة وتصنع الغثيان , بينما لو تحول العيد من عيد فطر مبارك لعيد الحب أو عيد ميلاد أو حتى عيد هالوين , ستجد من يغزل القصائد ويفتل المواضيع ويسكب الفرح بلاتردد وبكميات وافرة , حتى أنك تشعر بالفرح المزيف معه , واليوم عيد , عيد الفطر المبارك ..



الساعة الرملية لقوتي البدنية شارفت على الانتهاء , النوم يغطي كل غرف المنزل ويحشر نفسه حتى في صحن الشوكولا وصينية الكنافة , نوم /نوم / نوم , لكن لا أريد للفرح الذي يتسع بي أن ينتهي ولا للعيد أن ينقضي , الجميع غادر العيد بجفون كسلانة وأجساد مرهقة وبلسان يردد " عيد إيه اللي جاي تقلي عليه , وأنا وحدي استقبله بحفاوة وكرم وأقدم له أكواب السعادة الواحد تلو الآخر , وأحدثه عن الناس , عن الوهم , عن الأشياء العالقة فيهم لاتسقط وأنه لم يفرح به عداي , أتذوق من وجودة حلاوة الدنيا والرضى بماقُسم لي , وبما كتبه الله في صحيفتي .



وليوم واحد أصفح عن العالم أجمع وأرضى عن الكون وافتخر كوني سعودية وأرضى عن نفسي وأقبلها قبل النوم
.



صباح اليوم الثاني من العيد ..
بفرحة ..



.

هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

كم أنا سعيدة بك هذا العيد ,,
اخيراً اراك تشعُرينها لذة السعادة المطلوبة ,,
ادرك كيف قبضتي عليها انه الرضا ,,

((لكن لا أريد للفرح الذي يتسع بي أن ينتهي ولا للعيد أن ينقضي ))

لن ينتهي مادمتي راضيه واقعك بكل احواله ,,

ادام الله اعيادك ,,
و اسعدك سعادة لا تشقين بعدها ابد ,,

دمتي لنا ^^

روان العبد الله يقول...

.
.
روح
العيد يا غالية جميل بكل ما فيه؛
بتعبه الممتع!
وإرهاقه المسلي !
وصداعنا الذي نستمتع به فيه !

كل ما يلزمنا..
هو أن نستشعر جماله و (( نبتسم ))

,,
كل عامٍ وأنتِ بخيرٍ أُخية
أعاده الله على الجميع أعوامًا عديدة

غير معرف يقول...

كل عام وأنت بخير

rainbow يقول...

عزيزتى
كل عام و أنت بخير
همووووم ...و شجووون و فرحة أطفال
كوكتيل ..يخلو من السعادة
طاب صباحك و مساؤك

شيموو يقول...

يالله وصف جميييل ليوم العيد

يُقبلون في ثياب أنيقة / شماغ / عقال / حذاء وساعة يد ومسبحة وعطر فاخر , كلهم قد اتفقوا على نفس الطول والعرض , أخبرهم أن السنين بتعدي " وأنني مظلومة بكلمة خالة على ألسنتهم , يُقَبلون يدي ورأسي زيادة في الظلم , وبعين عجوز في الثمانين أهز رأسي وأردف بقول " الله يرضي عليكم ياعيالي "

>>سبحان الله من جد كيف الأيام تمشي بسرعه

يلا ربي يخليك لنا ياجده :)

نون ! يقول...

أسيرة اللوحة:..
آمين ولو كانت متأخرة ,,
بس شو نعمل " مافي خدامة (:

|

روان إراهيم /..
الله وحده يعلم مدى فرحتي بقدومك هنا
كالمطر تماماً..
نكهة خاصة ..

اللهم آمين " متأخرة أليس كذلك ,,
أعذريني..

|

الثريا ,,
وكل يوم وأنت بخير ياعسل ’’’

|

قوس ,

أهلاً بك وتسعدني عودتك ,,
العيد فرحة ,,

وكل عام وأنت خير ..

|

شيمو ,,
"وده خجلانة مرة ,,
جده وعمه واللي تبغيه ,,
بس تنبسطي ..

عمتك,,

.