.
هل يملك أحد أن يخبرنا "أن يارعانا الله , مخطئون ..
و ساذجون , وكل تلك الأفكار الطفولية ليست سوى فقاعات صابون , وأنها مرحلة بسيطة أقل بكثير من أن تمحور حياتنا وتسيَّر توجهاتنا وترسم لنا ولو بالطبشور أو قطع الفحم المكسور بخطوط عرجاء الطريق ونكون مجبورين على سلكه ..
والطريق يمتد واليد الصغيرة الممسكة بقطعة الفحم تلك ترتعش وتهتز وتنم عن الكثير من التعرجات والتشوهات في مسيرنا والمزيد المزيد من العثرات المجنونة الساكنة في اختياراتنا وزوايا تحركاتنا ..
مسيرون لا مخيرون " مسيرون لا مخيرون "مسيرون لا مخيرون , مطأطئون رؤوسنا وبصمت واحد تكبر في داخلنا هذه الخيارات "مسيرون لا مخيرون ..
هل يملك أحد ما أن يخبرنا "أن يارعانا الله , كيف نسكن كذبة ويحيك الوهم حولنا المزيد من دجله , والحزن المعلقة صوره في كل جهة نوليها ماهو إلا ضحية وصديق مطعون في فيه لايملك أن يشجب أو يستنكر كل الأشياء التي نزعم أنها عائدة إليه ..
وأن السواد لربما يكون أنقى من زيف وغش وخيانة البياض لقلوبنا , وأن الغربان المشؤومة أفضل على كل حال من بعض العصافير تعشعش البراءة في صدورنا والطهر لتغري به ثعبان يتسلل ليجد في صدور مطمئنه مايسد به جوعه في خفاء ويعود أخرى ويرحل وكأن شيئاً لم يكن .
افتح صدري لغربان سوداء ,كثيفة ,مغبرَّة لتسكن فيه وتبني أعشاشها وتغزل عزلتها وارتعاشاتها حتى تأسرني بالكامل صامته دون حراك تحت تصرفها ..
غربان صديقة , لاتكلفك الكثير , فقط كل مخزونك من أمل وطموح للتغيير ..
هل يخربنا أحد ما "أن يارعانا الله , متعبون ويلزمنا القليل من الراحة ..
القليل الذي نتمكن به الوقوف مجدداً والتبسم مجدداً والعودة للسعادة مجدداً..
القليل "القليل بقدر التعب الذي اجتاح عمرنا بأكمله منذ نشوئنا لايملّْ ولايكل يقضمه ..
ولم يُبقي لنا سوى ماتساقط من فيَّه على أعمار الآخرين وكسرة صغيرة أبقاها لنا ..
أي قليل هو يجدي , نحتاج لراحة بقدر عمر مضى من عمرنا , بأيام مسروقة مننا , بحجم أشياء كثيرة غائرة في صدرونا لاتتزحزح عنها ..
بقدر اتساع البياض واستغلاله لنا ..
هوناً /هوناً..
هنا ..
أشياء تباع وأشياء تشترى ..
وكل مايباع ويشترى هي أجزاء منا ..
حكَّمناها في لحظة سكْر ودقائق عمى بصيرة لحمقى يعيثون فيها فساداً ويرمون بها للتهلكة ..
بثمن بخس ..
لقد كانت أغلى مانملك وأثمن ماعلى وجه الأرض ..
إنما هي أشياء بالية " كلها كم صدق على كم حسن نيَّة كلفتنا الكثير من الخسائر على بعض دموع إعارة لأحدهم وابتسامة صدقة ..
المهم كم العائد ..
فقط دراهم معدودات ..
لاتكفي لخبز أو علبة عصير ..
نتسلمها ونقبلها إمتناناً لاهتمامهم المبالغ فيه بشأننا ..
هل يخبرنا أحد "أن يارعانا الله , كل القضية اختلال بسيط في معادلة الوقت وتأخر ثانية على حساب ثانية أخرى ..
وأن العيب مو فينا في العالم حوالينا , وليس علينا سوى التغابي والمزيد والمزيد من التغابي ..
هل يحق لي سؤال ..
إلى متى سيكون ذلك ..؟
متى نخبر الجميع أننا نملك الفهم المطلوب والوعي الواجب ..
أننا نعي تماماً أن الابتسامة التي ألقاها أحدهم علينا مغشوشة والأخرى صفراء , والدموع المسكوبة والأحضان مجرد برستيج وشيء من الكماليات حتى لايظهر أحدهم بقلة الأصل أو عديم وفاء ..
ونمارس على قدر الذكاء السطحي لديهم تغابينا ونتصنع الفرحة بكم ابتسامة لاتساوي صفر وبالشعور الجيد حيال كم وقفة خدعة وحضن بارد ..
حقاً متى يحين الوقت اللازم لنخبر الكل أنه يمارس في حياته الغباء وأن البعض يمارسه الغباء ..
وأن كل الأشياء في حياتنا مسألة نسبية ..
وأنهم في حياتنا كذلك "مسألة وقت ..
هل يخبرنا أحد " أن يارعانا الله .
نعيش أم نُعاش ..!
على الأرض أم الأرض علينا ..؟
مُستهلِكون أم مُستهلَكون ..!
نقطة أم ليس بعد ..!
.
سيخبرنا الكثير أننا مرضى بلارحمة , جسور متهالكة , مسحورون , شيطانيون , أننا عبْ على البشرية والبشرية من بشريتنا براء "حقيقية هم مملون نوعاً ما..لكنهم أرحم ممن يعي مانشعر ويدرك مانمر به لكنه لم يدرك الطريق بعد , أو أنه عدد إضافي لخانة التعساء والمحرومين أو يكون يعي ومحصن من الوقوع في زمرة المتعبين لكنه لايكلف نفسه عناء الإيضاح والإرشاد لأنه لايهتم سوى لذاته ..
.
"الحياة كل العبط وليست النصف فقط ..