الأحد، 16 يناير 2011

مطرقتي ومساميري ولايزال على وجهه أثر النشارة ..

مثل صباح لم يرى الشمس لمرة واحدة ..



مثل أيام متتابعة , وأوقات متكررة دون توقف ..


مثل حروف لم تعد مغرية بالقراءة ولا بالكتابة ولا بالصمت لكنها على أي حال يجب أن تخرج ..


مثل كل الأشياء المعتادة والروتينية تحت مسمى الملل ..


لم أكتب بعد ..


ولم أرى حقيقة بعد ..


والخيال وحده من يشمًّر كل لحظة عن ساعديه صباحاً "يافتًّاح ياعليم ..يارزاق ياكريم " ويفتح دكانه المعتم والمخنوق , ويضيء الشموع ويبدأ في الرسم تارة وتارة في الحديث وأخرى في الصمت , وكل ما يخرج من بين يديه يعتبره ابناً له , فأحدهم يخرج باراً وآخر مجرم وسفَّاح والبعض من جملة عاش مات .. لكن حتى لوحاته تلك الغبية والتي تختصر على صورة للشمس تغرق وألوان مجعَّدة على طرف البحر ونورس بخطين متقاطعين يعتبرها أنيقة ..


ربما لأنها تخبره كل مرة يراها عن مزاج هادئ ونسيم عليل كان يمر خلاله , عن وتر يغني ويدندن بأغنية من ألحان الطفولة في رأسه , عن كلمة حب جاءت طاهرة ورحلت أيضاً طاهرة , عن بتلات وردة بيضاء "يحبني ..لايحبني " لاتزال نقيَّة صافية , عن أرجوحة تحمل الضحكات شاهقة , عن ولادة للمشاعر في كل مرة ..


لتخبره ربما عن شخص كان داخله ..


عن ذكرى سعيدة لكن بخاتمة بائسة ..


لينتهي اليوم بإبتسامة مرًّ مذاقها على شفاهه وحالي في روحه .


قد تكون بعدئذ ذكرى حيَّة بعد وفاته تختزل في ثناياها الكلام , كل الكلام المسكوت عنه .


وبمجرد أن يمرر أحدهم أصابعه عليها حتى ينتفض داخله إحساس عميق جداً .. حيث الإنسانية .


ويترك كل شيء ويحترف المشاهدة .






ومثل صباح بهيج وحبال قوس قزح بين يدي سحابتين "شمرا أمرا" .


ومثل نجوم تلعب لعبة الإختباء وقمر يعد "واحد طش ..اثنين طش .." .


ومثل فرحة لاتخبو ..


كان حضوركم .

هناك تعليق واحد:

سحابهـ يقول...

أحبكِ يا روح ، ذاك اللون الأخضر ابعدني عنكِ ..

جميلة هي روحك ..
أكتبي حتى لا نموت .