السبت، 21 أغسطس 2010

حصاد التوت ..



أنت لا تعلم أني كل ليلة وقبل نومي , اقبض على فكرة فاعتصرها , لأجدها مع شروق الشمس قد ماتت وتحللت , حتى أني شككت أن دماغي لا يعمل إلا على العتمة , رأسي البالي الذي تعشش فيه العناكب , وما حرفي هذا أو ذاك إلا ما علق بالشبكة , أتذكر تلك المرة بعدما أسندت ظهري على كرسي أحد المقاهي , وإذا يفر من خلفي " عنكبوت صغير "يقود نفسه بسرعة جنونية , بعدها سددت أُذنَي بأصبعين , علي أمنع خروج البقيًة , لا أحتمل ذلك , كيف سأكون من غيرها إذن , مجرد انسان هكذا وُلد / عاش/ مات !

_ يا صديقي المخلص,أنت فقط تمارس الهراء بصورة أخرى مرتبة.
وحروفي إذن !
_هي مجرد عالقة في الشبكة العنكبوتيه..
/


وتنتهي , دون أن يعلم أحد , أن وراء قطع الزجاج المنثور حكاية بائسة , أن في جوف المرايا المهشمَّة ذكريات سامَّة , أن انعكاس الصورة يحاول الهرب , وكيف أن الظل يتسلل خفية من شق في مرآة ليبتلع الضوء مع الألوان ..
والكون , يسير في طريق مختصرة نحو الظلام "


/


لولا القضية الفلسطينية و مستجداتها , لتلاشى ثلاثة أرباع الأدب العربي ..فنحن أمة اكتب وليس اقرأ ..


/


بدو نحن ..!


أرواحنا تشهق لخرير ماء..


الربيع اشتهاء..


المطر سقيا قلب *


و التماع النجوم لذة غرام , والقمر في تمامه ليس سوى حضن فضي !


...


/


بعد أن تعرضت "نظارتي" لحادثة دهس , وحتى الآن , وأنا أشاهد العالم بمنظور مائل , الجميع في حالة انسكاب , حتى أن كروية الأرض أضحت معيَّن .
المعين = هو مربع يقف على قدم واحدة .


/


لاشك أن العالم حولها يسكن زجاجة , يغط في سكون مميت , تمد له يدها, تلتقطه ثم ترجه بقوة , وتعيده أخرى , وما هي سوى لحظات حتى تساقطت على رأسها ندف باردة بيضاء , ترفع رأسها , لتجد أنها هي من يسكن زجاجة..!


/


يا صباحي ..اختصر ..


/


البعض نحبهم ..لأنهم جديرون بالحب , البعض نحبهم ..لأنهم مختلفون في الحب , البعض نحبهم ..لأنهم يزرعون الحب فينا, ويبقى الحب لأولئك اللذين نحبهم ونحن لا نريد ذلك في عقولنا ..!


/


وأنا أحمد ربي أني أمتلك سائق يكفيني تعب المشاوير ,فأنا لا أتخيل نفسي أقود أطفالي وأرد على مكالماتي وأرتب أشيائي في الحقيبة , الأمر مربك فعلاً,قبل تطالبون بقيادة المرأة,طالبوا بتحسين الشوارع وترتيب المداخل والمخارج,تنظيم الحواري,معاقبة المرور الفعالة ليس فقط قسيمة وانتهى الأمر,منهج تعليمي للقيادة,أشياء تخلينا نقول يالله ...


/


أنا لا أكتب لأحد , سوى للأحمق الذي يسكنني , ذلك الذي أبطل كل طرق التواصل معي عدا القراءة لي , شعور قاتل أن تشرع صباح كل يوم في كتابة رسالة مطولة تختار كلماتها بعناية فائقة فقط لتصل في المقابل لك ..


/


شعوري هذا الصباح مختلف,أريد أن أبقى في الفراش أكثر,مثل أن لا أستيقظ,أو مثل أن أستيقظ وكأن كل شيء من حياتي ويدور برأسي هو مجرد حلم سيختفي,كأني اليوم أتدثر بالذكريات فوق العادة,أوأن أحدهم يذكي النار في صدري أكثر من اللازم..


*سيدتي حرارتك مرتفعة!


(يووه إذن هي مجرد حمًى )


/


أريد للصمت في داخلي أن يخرج , أن يجد طريقة ما ليتركني وشأني , كم أتمنى لو يتحول ولو لمرة لغضب عارم , غضب يكسر المرآة أو غضب يقذف بالهاتف نحو الجدار ليتحطم , أو حتى يكون في صورة شجار عنيف دامي , فقط لو يتركني ويرحل..!


/


وتتكرر مأسآتي ولا يزال انتظاري لك يبدأ بغريق يتعلق بقشة , وينتهي بقشة قصمت ظهر البعير ..!


/


أيها الحائط , في بالي حديث طويل طويل , لطوله يتوقف فجأة ..يشبه الموت ..


/


الطموح رعب قائم بحد ذاته , إنه ليس سوى فكي مقصلة , يغرس وطني أنيابه في عنق مواطن فقط كونه طموح , فكيف هو حال مواطنة ..!


/


عندما يقف أحدهم على عتبات الذاكرة يفتش في رماد ذكرياته عن جمرة لم تنطفئ بعد , فاعلم أنه يقف تماماً عند نقطة تحول مهمة في مستقبله , الخوف من المجهول وحده من يدفعنا للبحث عن الأمان في ماضي عرفنا نواياه وانتهينا منها إلى نتيجة ربما ليست مرضية , لكنها مطمئنة على الأقل ..


/


حسناً , أنا لم أتوقف عن الكتابة هنا مع سبق الإصرار والترصد , وكل ماهنالك أني هجرت نظارتي مدة كافية لأكتشف أنها هي من كان يكتب وليس أنا , لأني فجأة بمجرد نزعها أتحول من عقل يفكر ومزدحم بالأحاديث الجانبية إلى مجرد عقل فاغراً فاه يحاول جاهداً أن يرى ما حوله ويتحسس طريقه ..


هي نظارتي ولاعزاء , وكل من كان يتابعني هنا "إن وُجد " , فيؤسفني إخباره أني أيضاً أتابع نظارتي هنا , فإن جاءت الحروف يوماً ما ناقصة ومشوًشة , فربما يكون بسبب عدم مسح عدستها بشكل لائق ..ماذا لو ردت علي ..حينها فقط سأشعر بالفراغ ..


/


أعرف تماماً أن الحياة تحت خط الفقر أمر مرعب , لكن الأكثر رعباً هو العيش تحت خط الحياة نفسها ..


/


وأمضي نصف عمري وأنا أقترب منك , والنصف الآخر في التأكد من المسافة الفاصلة بيننا , كفراشة وشرر , أمنحك الوقت الكافي لقبولي من الرفض , أترقب , ويدي في كل لقاء تربت على قلبي , من السيئ فعلاً أن تقعين في غرام رجل يغلفه الحياء وتعيقه اللحظة , يتقرب منك ويحافظ على المسافات مثلك , ومن الأسوأ أن ينتظر أحدنا من الآخر ما هو منتظر منه , فنحن فعلاً عالقين..


/






تعرف أن أكثر ما يتعبني حقاً , هو الاستماع لأصوات العصافير , وهي تتحدث دون توقف , وكأنها تريد تحذيري من أمر ما يوشك أن يقع , أشعر أنها عندما تقفز لـ الأمام والخلف أنها بذلك تغير لغتها الغير مفهومة إلى لغة الإشارة , لذلك تجدني كلما مضينا خطوة لـ الأمام عدت خطوتين للخلف ..


/


اييييه والأيام بتعدي بسرعة ..


ورمضان آخر , كنت أظن أنه سيأتي علي وأنا وجه آخر للصلاح , لكنه يبدو لي أتى بسرعة , بسرعة خاطفة حتى قبل أن أتغير , لأرمي أسلحة الشيطان وأشعر في داخلي بالأسى , الأسى الحقيقي , نعم , هو ذلك الشعور والذي في كل مرة تحاول بناء سلم إلى الله , يكتمل لينحدر بك بقوة إلى القاع ..


النفس اللوامة / النفس اللوامة / النفس اللوامة ..


قالتها ثلاثاً ثم بكت .


/


أكثر شيء مسيء للعطالة , أني ربما أنتمي لها , وأكثر ما يضرني منها , أن أستقبل أبي كل يوم قبل صلاة الفجر بـ"صباح الخير" فيرد مفزوعاً " بسم الله " مشيراً ربما إلى السهر , كل صباح وطوال السنتين , حتى أشعر أني تحولت كلياً إلى "جني" ..


/


أعتقد أن الكتًاب في هذا الفصل سيهربون من "كوب قهوة " إلى " المثلجات بنكهة القهوة " ..


/


عندما تحبس نفسك في أحدهم , لن يرضيك سوى أن يكون لك لتعود أنفاسك , أو أن يموت حتى تنال الإفراج براءة روحك ..


/


عندما تضافر الأحداث والوقائع جهودها كلها وتشمر عن طاقاتها الكامنة والظاهرة وتفجرها فيك , منذ النشء لأكون أخرى غير عادية , امرأة مستثناة ومنتقاة بعناية فائقة لقدر آخر مستثنى وليس بالضرورة أن يكون القدر سعيداً , لكني قاومت , وكم مرة دفنت فيها طموحاتي ورغباتي , لكني لم أدرك بعد أن الأرض التي دفنت بها كانت تربة صالحة , فهي تنبت شجرة طيبة تؤتي أكلها كل حين , وتتعاظم طموحاتي حتى تنوء بها أكتافي , أريد فقط أن أكون فتاة عادية تدرس تتخرج تتزوج تنجب تربي وتصبح جدة قديرة بسبحتها ومصحفها , لا أريد هذا التسلسل لأنه حلمي قط , لكنه التسلسل الوحيد الذي تملكه أنثى أخرى في أرض صحراوية , لذلك أنا أريد القدر الميسر لذلك , حتى أني مؤخراً أكثر من الجلوس في المطبخ وغالباً ما أدلف إلى عالم حواء صبح مساء , حولت آخر دفتر لم تملؤه الخواطر والقصص وأحاديث النفس بعد إلى دفتر معد خصيصاً للأطباق الناجحة والأطباق المفضلة , أريد أن أكون كذلك , لكن الوقائع ترفض ذلك فهي لا تزال تصب علي جام غضبها وترميني بحجر , ولا أملك سوى أن أستجيب , سأكون كذلك امرأة مستثناة ..
ولن أوكل أمر حياتي لأحد ليقررها بدلاً عني ويعيشني فيها بدلاً منه , سأكون كما بدأت أول مرة وإلى الآخر "وحدي" ..
أشعر بذلك أني نلت إفراج بعد سنين سجن في صورة هزيلة وبلا إطار يزينها .


/





هناك 4 تعليقات:

rainbow يقول...

وأمضي نصف عمري وأنا أقترب منك , والنصف الآخر في التأكد من المسافة الفاصلة بيننا , كفراشة وشرر , أمنحك الوقت الكافي لقبولي من الرفض , أترقب , ويدي في كل لقاء تربت على قلبي , من السيئ فعلاً أن تقعين في غرام رجل يغلفه الحياء وتعيقه اللحظة , يتقرب منك ويحافظ على المسافات مثلك , ومن الأسوأ أن ينتظر أحدنا من الآخر ما هو منتظر منه , فنحن فعلاً عالقين..

مممممممممممممم

مدهش هذا البوح
هذيان جميل و نبض مرتفع جداً
قرأت البوست كذا مره ..
.. حصاد قوى و رائحة توتك تملأ المكان
.. أفكار و هواجس متلاطمه بعنف
. لا تكفى قراءة واحدة لأكتشافك
ولا يكفى تعليق واحد لكى أثبت لك إننى فهمتك ..
لكن وبصدق .. استمتعت هنا
.
لك التحيااايا ,, وباقات ورد

غير معرف يقول...

أن يخون الانسان الاخر مفهومه
ولكن أن يخون نفسه كارثة



مجرد هذيان تسرب إلى هنا
هذيان لا يعنيني

غير معرف يقول...

ولايعنيكي
مساك الله بالخير

نون ! يقول...

أتمنى أن يكون كل حصاد توت بهذا الحضور , ولايصاب في يوم بالكساد ..

تشرفت بكم (: