الخميس، 12 أغسطس 2010

الألم ليس قدراً ..إنه ..!

الألم ليس قدراً ..إنه اختيار ..! * أحلام ..



أخشى أن لا أفعل وأن أعود لأمسك الصمت بتلابيبه , أخشى أني سأعود مجدداً قبل أن أفعل بسؤال ومالجدوى من ذلك وما فائدة تبديد ثرثرة في الهواء , وأخاف أكثر أن يموت الكلام في فمي ولا أجد له مقبرة أواريه فيها , كيف سيكون حالي عندما يتعفن أو يمسي رماد , إنه سبب كافي لإدمان البصاق والذي بررته لصديقة "إنه مجرد زيادة في إفراز اللعاب " ..


إني أفكر جدياً في زيارة طبيب نفسي هذه الأيام , ليس هناك مشكلة , وكل كيلوات المشاكل المشكًلة لا تشكل لي أزمة , فأنا حياتي بحد ذاتها مشكلة لم أصل لحلها بعد ولكن وصلت إلى حد ما للتكيًف معها , درجة بين الرضا والسخط أو ربما درجة كبيرة من اللامبالاة , لا يهم , فقط أريد زيارته بشدة لأجد ما يمكنني الحديث عنه , لأكتب عن الشعور في التحدث لإنسان مجبور أن ينصت , أو ربما لأسأله سؤال وحيد " لماذا تستمع لي ..؟" , وقد تكون محض شفقة لا تنبغي , فعندما يذهب نصف الشعب لمعالج نفسي أين يمكن أن يذهب المعالج ..؟!










الألم ليس قدراً ..إنه زواج ..!


أقلب الخاتم بين يدي , 15/11 " لماذا وضعت عليه تاريخ بداية , هذا يعني أن هناك تاريخ انتهاء , هذا يجعل للسعادة عمر محدود يبدأ عند ..وينتهي عند .., كم ستمنحها , حسب الحاجة أم على قدر استطاعتك , وهل جرعات السعادة ستكون مرتبطة بتواريخ أخرى وساعات ودقائق محسوبة بدقة , لتكفي عمر هزيل وتسد رمق قلوب واهنة , هل ستقيد حبك بتاريخ لقاء و"أول ليلة تجمعنا" و"هلا بش " مروراً بـ"حطني جوًه بعيونك" إلى "مرتاح ولاً يتصنع قلبك الراحة " , أنت تجني على حياتك , وتكتب النهاية بطريقة مقلوبة وسمجة للغاية ومكررة ألف ألف , هذا لا يجعل مني سيئة وأنسى أن أقول مبروك لك , ومبروك لها , واعذرني , فأنت تعرف مسبقاً عقدتي مع التواريخ والتقويم وخاصة الساعة , فهي لا تكف عن إخبارنا أن هناك شعور محسوب علينا وهناك ثمًة وقت ينفد ..










الألم ليس قدراً ..إنه وشم ..!


لا تكف المرآة عن إخبارك به , عن الإشارة إليه في كل مرة تكون أمامها , مثل أن تكون في منتصف الطريق إليها , وتكون هي في الطريق المقابل تنتظرك , قبل أن تصل إليها بلحظات , تخرج إليك هازئة كل آلامك , بداية من علامة فارقة وصمت رأسك , كسر أعلى أنفك , غرزه وكأنها خيطت للتو أعلى جبينك , لتعيد الألم دفعة واحدة يعتصرك , اقترب منها أكثر , لدرجة تمكنك من التأكد باللمس "عين اليقين" , جروح روح , أثر حرق أعلى قلبك , كدمات ملوًنة مبعثرة في أضلاعك , حز حبل يحيط تنفسك , إلى حد سكين واضح مطبوع على رسغك , هكذا هو اللاشعور , يتكاثر يتركز في بقعة واحدة , ثم يتحول لفقد الشهيًة في الاستيقاظ ثم في النوم ثم في اليوم / شهر / سنة / سنه ....حتى تفقد الشهيًة دفعة واحدة في حياتك , وكل يوم يلهج لسانك بأمنية على شاكلة "حادثة تزهق روحك ثم تتابع "لستُ أكره نفسي إلى هذا الحد" حسناً سيكون هكذا " نام / مات " ..وكل يوم تستيقظ بخيبة أمل عظمى أنك لا تزال , لذلك أنت تلقي اللعنات في وجه الصباح كل يوم ,سواء آثم كان أو حتى بريء , إلى .. لانهاية , إلى ما بعد الموت ربما..










الألم ليس قدراً .. إنه طفولة ..!


نقرأ في كل فكرة , أن الطفولة هي قاعدة الحياة , أنها أساس إما قوي وإما واهن تبني فوقه جسر عمرك , فشل أم نجاح , وقد تملك كل شيء إلا أن تغيره .


في مرحلة ما سيؤذيك اليأس , سيتكوم فوق أملك , عندما يهتز في مرحلة ما وبعد شوط كبير ذلك الجسر ويتساقط تدريجياً أمام ناظريك دون أن تحرك ساكناً سوى أن تشاهد , وتعود أخرى لمرحلة ما قبل الطفولة , تصاب بنوبة عذاب داخلي عظيمة لمجرد أنك سمعت أحدهم يفلسف فكرة ربما لم يدركها ولم تدركه بعد , وأن حتى مرحلة ما قبل التكوين وتقبل الوالدين النطفة من رفضها تؤثر في سلوكها وتحدد مسيرة حياتها من معاناة ومن فرح , إذن كونك عدواني / كونك شرس / كونك متوحد / كونك بائس ؛ ليس بسبب أنك سيء لتحاسب نفسك في كل خلوة عليها , أو أنك مسحور لتنفث وتقرأ وتسجد وتبكي , أو أنك مصاب بأي نوع من أنواع التعب النفسي لتقودك الهلوسة للجنون , كل ما في الأمر أنك ربما كنت نطفة منشقة وخارجة ليتم رفضك من قبل والديك ويستمر ويتدخل حتى في رفض العالم من حولك , حتى تستجيب بالتالي لهم وترفض نفسك حد الإزهاق ..










الألم ليس قدراً ..إنه حبْ..!


ونتقلب في أحلامنا يمنة ويسرة , وننشغل عن الماضي بوقتنا الراهن , ونكتب عن أشياء جميلة ولكنها غدت أجمل , لأن الكون أهدانا حباً حسب ما نريد , مثل أن أتبخر وأتزين فقط لأني أود الكتابة له , فيصلني قبل ذلك عطره يزين خطه , مثل أن تجمعنا الدنيا في بقعة واحدة بعد أن أرهقتنا في البحث عنا حول العالم , فأجدني وأجدك , وتجدك بعد أن تعثرت بي , فتراني ملك منزل في حين أني أزيح عنك ندف السحاب , ترى في داخلي قديسة وأرى في جنبيك كنيسة , واجتمعت خطواتنا بعد أن كانت عبث , فوضى وبعثرة , أضحت برفقتنا معاً قارب يعتلي نهر ونهر يصب في قدح القمر , كم غمرنا نيران الماضي بماء اللقاء حتى غدت رماد , وأطلقنا على دمعاتنا ضحكة خجول حتى استحت , كنا نسير على خط مرسوم , قدم بقدم , ويد بأخرى , وأغنية بهمس , حتى تعرض حبنا لحادث دهس , لم يقتله ولكنه أقعده , لم يحبسه ولم يطلقه , توقف بعدها عند نقطة مبهمة , لا أعرف إحداثياتها و أنت قد نسيت , صرخت حينها في العتمة بكل ما بي وقد أصابك الصمم , أرسلت إشاراتك بعدما أدركني العمى ..


مشيتُ ومشيتْ ..


أتعبنا المدى , صوت السراب , وجع الصدى , وغادرتنا حياتنا بين فكي الحقيقة , وكان الألم كانتزاع روح جسد , تصحرت أحلام وتجبرت أيام , وأكاد أُفنى وأنا لا أزال أكفن أمنية بعد أمنية , تركتهن يد القدر عرايا للكلاب ..!


ولا أحد يعلم الحزن أكثر من شخص أغلق على نفسه الزجاجة , وأسدل عليه من الظلمة ما يشاء ثم بكى ... , شخص في كل مرة يسحب أشلاؤه نحو السرير تلسعه البرودة وقلبه لا يزال يتلظى , شخص يعد أيامه ويقسم لها بالنهوض من جديد , ليصحو ينفض الوهم يغسل وجهه ويبتسم في وجه المرآة فتُبكيه المرآة , شخص لم يعد يحتمل أكثر ..


.






الألم ليس قدراً ..إنه ..!


ليجد في نهاية المطاف , أن الألم ليس قدراً ولا اختياراً , لا وشماً ولا زواجاً , لا طفولة تقضم أظفارها ولا حباً يأكل نفسه , ليس استغلالاً ولا كذبة بيضاء تسوًد الأيأم , لا غشاً وخيانة وتهميش , إنه مجرد ظلاً نزقاً يلتصق به صباح مساء ..


كما ولو أنه .. اللوح المحفوظ .






.

هناك 7 تعليقات:

غير معرف يقول...

اطلتي الغياب و ها أنت تعودين برائعه من روائعك ,,

( وكل يوم تستيقظ بخيبة أمل عظمى أنك لا تزال )

على العكس هي فرصه انك لا تزال ,,
صدقيني لا يُقدر الحياة الا ( ميت ) ,,
فلا تنتظري الى ان تقدريها لتحيي راضيه بها ,,

غاليتي لطالما كانت كلماتك تطعن في الأمل و تقتل الإبتسامة و تشيب الرضيع ,,
لكني لا زلت اعتقد انك تحملين نقيض ما قدمتي و في مكان ما من قلبك تثقين بالله و بانه ما اصابك لم يكن ليخطئك و ان ما تمرين به قد علم الله ان لك طاقه على الصبر عليه ,,

تبسمي ارجوك ,,
لا امام المرأة بل امام الحياة باسرها ,,
مهما حملت الحياة من ألم و شقاء مهما فعلت بنا سنظل نحيا و نحياااا حتى نموت و نحن متعلقين بهذه الحياة لا لمتاعها الفاني و انما لانها طريقنا للآخرة ,,

كل عام و انت بخير ,,
^^

rainbow يقول...

أتعبنا المدى , صوت السراب , وجع الصدى , وغادرتنا حياتنا بين فكي الحقيقة , وكان الألم كانتزاع روح جسد , تصحرت أحلام وتجبرت أيام , وأكاد أُفنى وأنا لا أزال أكفن أمنية بعد أمنية , تركتهن يد القدر عرايا للكلاب ..!
...
على صوت كلماتك هذه .. أستيقظ لكى أرى الوجة القبيح لفقدان الأمل ..
عزيزتى : لا احب أن أراك بهذه القسوة على ذاتك .. وعلى قدر كم الحزن الهائل و المتواجد بكل مكان هناك وجه آخر مشرق للحياة أتمنى أن لا تتجاهليه ..
حقيقة ذهبت بعيداً مع كلماتك
.. و لك الشكر و التحايا على مقدرتك الإبداعية

rainbow يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
نون ! يقول...

أسيرة ..
قوس قزح ..

"

أهلاً بكم وكل عام وأنتم بخير ..

وحتى الغير معروف والذي أظنه " همس " , أخبرك أن كل عام وانت بخير (: وإن لم تكوني أنتي , فكل عام وانت بخير أيضاً ,,

.

أشعر بكمية الصبر التي تغلف كل من يمر من هنا , ويجد في نفسه عطشاً لكمية النكد المسكوبة هنا , حافظوا على نظافة قلوبكم , فالسواد هنا عدوى (:

.

كاتب الأنثى يقول...

مرحبا و كل عام وانتي بخير ولاانسى البقية

راقني كثيراً طرحك هنا
و استمتعت به

قد يذهب الألم و يعود مرة أخرى ، مما يجعنا ننسى أننا لا زلنا نتنفس بداخل هذه الحياة .

صحيح انني لم أحب كلمة الم ليس قدراً .. أنة طفولة !!

فلقد ظلمتي الطفولة على السواء
سواء الأنثوية أو الطفولة الحقة

أسعدك الباري دوماً ولكن لا تنسي انكِ لازلتي تتنسفين
:
عبدالله

rainbow يقول...

لش حاطتنى أنا و اسيرة فى تعليق واحد ؟
كذا ممكن نتهاوش انا وهى ..
..
أنا من جانبى مافى مشكله
بس أنا خايف منها ..

:)

نون ! يقول...

حياكم ..
والتأخير أود أن لا يتكرر ..

.