الاثنين، 12 أكتوبر 2009

مابعد الفصام / حالة نضج..!




.




أنصب أمامي المرآة ..
أحدثها ‘ أوَ تعلمين ..؟
نحن البشر , كل البشر , لديهم نقطة هروب .
والبعض منهم يمتلك أكثر من واحدة..!
منهم من تجاوزها لأخرى ومنهم من يحثُّ خطاهُ نحوها ومنهم من لم يفكر بعد..!
حتى تكاثرت النقط , و أمسى الكل يشحن نفسه للهرب , يحدث في الكون اهتزاز وقتئذ ‘ يحدث في الكون خلل ..
فهذا يهرب من نفسه وذاك يهرب ممن حوله وأولئك يهربون من بعضهم البعض ,
يتصادمون , يتعثرون , يسقطون ..
وأنا بخطى واثقة أهرب من الكون ..
إليّ ..!




.




التوقيت :
حينما اهتزت الأرض من أصواتهم , عند تزاحم حديثهم , تساقُط القضايا من حولي ومن فوقي ..


يبدأ حينها الضجيج وبموجة فوق سمعية يطلقها في رأسي , بلحن نشاز وبصوت حاد وغليظ , يردد كثيراً اسمي , بطبقات مختلفة ولحاجات مختلفة ..
ربما تكون لسخرية ..
ربما لنقد..
ربما لتوبيخ وتقريع ..
ربما لشكوى ..
وأحيان لسقوط ..
شرعت حينها في الهرب ..
لأغور في صدري ,,
بهدوء..
.
|
تصبح تلك الأصوات فيني ظلاً..
ثم تتلاشى شيئاً / فشيئاً ‘ كضباب ..!
يهطل السكون ..
أدلف باب قلبي ببطء ..
الظلام دامس .!
أتحسس جدرانه حتى أصل إلى زر الإنارة ..
أشعلت النور ..
لأتأكد أن الظلام لربما كان أجمل ..
لأنه قادر على أن يغطي بشاعة الأشياء ,,
يآآآآآآآآآآه كم يبدو موحشاً / كئيب / حزين / مرهق / وحيد ,مهجور ..!


على أركانها تتكدس طبقات من الإهمال ‘ تأكدت من ذلك بنفسي عندما مسحته بأصابعي ..!
أكوام لا مبالاة ..
القسوة تزحف على جدرانه وتخلف ورائها لوناً قاتم بلون ألم ..
لُحف المودَّة ‘مهترئه "أرفعها لتتفتت بين يدي ..
أزهار الحنان يلوكها الجفاف ..
يالله كم تبدو الأرضية في حالة مزرية " يتفنن فيها الموت برسم دروبه ..
حالة محبطة ..
.
لايهم ..
المهم هو حقاً أنني وصلت , تغمرني راحة ..
وأخيراً أنا في داخلي أنا ..
ابتسم " أمامي الكثير لأنجزه , أشمَّر عن ساعدي ..
وبحماس " على يدي سيكون أفضل ..
.
.
.
ها قد انتهيت ..
جدران بلون الزهر بخطوط بيج طولية , ركن قصي وطاولة ومفرش بلون الغجر ..
الكثير من الياسمين , المزيد من العبق ..
أرضية نقيَّة ..
نوافذ مصقولة ..
أصنع من حبي قصاصات على هيئة قلوب حمراء ساحر لونها..
ومن عفويتي ابتسامات صادقة بأشكال وأحجام مختلفة ..
ومن عزلتي ووحدتي أيدي ممتدة متماسكة ..
كل ذلك أثبته يتدلى من السقف ..


.


القلب يتوهج , فرحة عامرة تسكنني , أعد لي كوب من الهدوء الخالص ممزوجاً بحديث نفْس , رقيق , يشبه قطع السكر ..


أسير به نحو النافذة , أطبعُ من أنفاسي عليها موجة , موجة لتحمل اسمك يتمايل بعيداً عني , أرفع يدي ملُّوحة بالوداع ‘ أسمع نداءك واستغاثاتك وأرى بوضوح تلويحك وحتى خيبتك وتساقط كبريائك ..




وددْتُ حينها لو كانت الموجة أشدُّ جنوناً وبالغة القسوة , لتبتلِعك في أحشائها للغرق , لكن "تباً للوفاء ..


نحو الموقد , يتراءى على مسامعي "طرقاتُ قلب ..
طرقات مضطربة , وقلب آخر يضج بالصراخ والأنين ‘ يُثقله الحَنين والتعب ..
وبيد مسلوبة الإرادة أشير له نحو اللَّوحة بالقرب من الباب " عذراً ممنوع الاقتراب / في حالة نضج "..
أشير بعدها للطرق الممتدة والجهات المختلفة وأومئ لهُ "أن أذهب ..!
" للتو قد فرغتُ من ترتيبِ قلبي , ولا نيَّة لي أخرى بالبعثرة .
أُنهي الحديث ببرود وأغلق الباب على نظرة خذلان ويأس ..
أعود للمسجلة أسمعها تدندن " افتح الأبواب / ثمة حب / ذلك الذي يأتي في حين فقدنا الرغبة فيه "
في الواقع أنا لم أفقد الرغبة في الحب بعد
ولم أزهد ..!
لكنني قد استنفذت قواي
وأنه قد اكتمل النضج بيَّ حتى هَرِم..!
|
أخلد للنوم , على وسادة من نبض وثير ..
التحف كل الدفْ..
بروح مطمئنة اسكنني للأبد ..
.
ما بعد الفصام ..
نقطة
.
"
أشكال من الهروب /
السهر هروب / النوم هروب / الحب هروب / الكره هروب ..
الحديث هروب وبعض الصمت هروب ..
وحتى الهاتف "هروب من أو إلى ..؟
.

هناك تعليقان (2):

التهور الحر يقول...

آآخ انا اول وآخر ضحايا الهروب

وقد اكون عاشه له ..

فالهروب برغم انه هروب

الا انه مريح بكل الاحوال

كلماتك هزتني لدرجه

ان التعبير قد خانني ..

فلي عوده اخرى لعالمك يالغلا ..

تقبلي مروري..

نون ! يقول...

أهلا بك ,
زيارتك تعني الكثير ’
شكراً لك..

.