السبت، 9 مايو 2009

نوم مُتعب..!






نوم متهالك وحلم تهدمت أركانه..
مرهقة تماماً ومُتعبة جداً, وفي مثل هذه الحالات عادة ما يفتعل الغباءحرباً ويدخلني طرفاً في صراع أخرق مع نوم ..
معركة محتدمة ضد نوم وحتى آخر رَمق أود لو ينتصر..
\
أقذف قدمي صوب السرير ,أجرُ الأخرى , أحتاج فعلاً لوسادتين ووسادة أخرى , يذوب رأسي كليَّا فوقهما ويشد عليه بالصغرى , أشعر بدوار بطيء يحيطني يسحب معه الإضاءة المعلقة / جهاز التكييف / الشبَّاك / الدولاب وكل أجزاء الغرفة في سلسلة وكأنها مترابطة بخيط رفيع مربوط في يد ذلك الدوار الأرعن "ليس هذا وقتاً لإحتفال ..لا يستمعون ..يبدؤون الدوران في حلقة واسعة شيئاً فشيئاً تضيق تصنع في طريقها حلقات من : إضاءة / جهاز تكييف / شبَّاك / دولاب ، السرعة غدت خاطفة , الخيط يتعلق بأصبع قدمي ,يشدني ..أهوي..!, أسبح مع كل الأشياء في دوامة , الأنوار تتلاشى وتحلُّ الظُلمة , أخرج من الدوامة وحدي وأهوي في إسطوانة , أشعر بالسقوط في كل خليَّة من أنحاء جسمي , أشعر به عميقاً حتى في نبضي..
أسقط..
.
أقف على قدمي في قلب الرصيف , رصيف مُبهم مزدحم , وجوه عابرة لا أعرفها , عوالم فيني تختلط..!عربات تقطع الطريق بعجلات شبه دائرية وأحصنة واهنة تجرها ,الشمس تطل على حياء , أشعر بصداع شديد وثقل يطيح برأسي .. أتحسسه , يُفزعني , إنها قبعة "أنا ألبس قبعة ..؟!" و..و..وفستان داكن طويل وأكمام ضافية ..تلتف حول خصري زمزمه ,,أهرع لواجهة بعض المحال أنظرني ..أتحسس شكلي أتسائل ," من أنا ..صوت من خلفي يناديني ويمد نحوي سلة ممتلئة بالخبز ويمازحني ضاحكاً "يوماً ما ستنسين نفسك ..أجبته "إنه اليوم حتماً ..!أسير في طريق أجهله يقيدني من قدمي حتى أصل آخره وثمَّ بيت صغير من خشب ..أدخله, أعلق القبعة والآن حسناً بالتأكيد يتوجب علي التوجه نحو المطبخ وإعداد الطعام , أبحث في عقلي عن وصفة..
.

غارقة في تفكيري ؛أبحث عن منحى أو مخرج ,تفتح حينها الباب بقوة ، أفزع ..! تخبرني ضاحكة أن أتوقف حالاً عن ممارسة الكتابة والعزف مطلقاً عن القراءة وأن محصلة كل ذلك جنون لا مفر منه وأن الأضرار بدت تظهر منذ الآن ..ثم تضحك أخرى تستفزني وتخرج من جيبها ورقة صغيرة بالية شبه ممزقة /إنها لكِ أتذكرين في الصف الثاني ثانوي (ما كان ..كان / وماكان ..مـا كان ..)..تغمرني أنا الأخرى ضحكة :لقد كانت في حصة الفيزياء, أفتح الدرج أدس هذه القصاصة ..
.
لكنها تطير من يدي في جو ربيعي مشمس , نسيم بحر ورائحة ملح وماء دافئ يحتضن قدميَّ , أكمل المسير نحو المرسى أتمتم "حتماً سأجده هنا , فهو غالباً مايقضي معظم وقته في تعليم الغوص , هذه إذن هي السفينة , تبدو في غاية الروعة وعلى درجة عالية من الإتقان ..دوار يعتصرني ..أشعرني محررة صحفية تبحث عن حل وبين يديها الكثير من الزجاجات / الرسائل واللغز..ثمَّة وحدة / فراغ / حب على عجالة من أمره / نزعة فراق / رحيل قلب ومن جديد وحدة ..
مُتعبة وتائهة ..
.
أشعر بتحسن كبير وخاصة أثناء سماعي لسورة يوسف المنطلقة عبر المذياع وأكثر مع رائحة المطر الممتزجة برائحة جدار الطين ..تُقبل نحوي عجوز في الخمسين ينطق وجهها طمأنينة , تحمل كوب ماء تمده نحوي ,أمسكه بيد وأتحسسه بأخرى "شكراً خالتي أم سعد, ترفع يدها وتدعو بصدق "يارب ترحمها برحمتك وتكون في عونها ".. يُقبل هو على أبهى صورة , الرجل الواثق / الهادئ / تسكنه أنَفَه وكبرياء وشموخ , وتلك الرائحة المختلطة بين عطر وتعب وصدق و مسؤلية ,إنه سعد..
.
ياقلبها..
يا من عَرفت الحبَّ يوماً عندها
يا من حملتَ الشوق نبضاً..
في حنايا صدرها..
إني سكنتك ذات يومٍ..
كنتَ بيتي ..كان قلبي بيتَها..

.
قد كنتُ أتردد في قول أحبك وأفكر فيها ألف مرة , كانت تبدو غير واضحة الملامح ولكنني لم أتردد ولو لحظة في "أكرهك ..فهي الكلمة الأشد وضوحاً على الإطلاق وإنها لجديرة بك ..
.
دوار , دوار ,دوار..!
وصداع يفتك بي ,,
عين حمراء وقلب مُتعب وخمول يتربص بالأطراف ..
أصحو مشحونة بأرق ..
ما هذه الحلقات المتتابعة والمنفصلة,,
لتقع عيني على الكتب القابعة فوق الطاولة بالقرب من السرير ..بالترتيب التالي..!
"البؤساء/ دفتر ذكرى / رسالة في زجاجة / أنثى العنكبوت / دَواوين لفاروق جويدة / ورقة لنص طور الإنشاء / حقيقة الخديعة / خطأ في حياتي / مذكرات حب..
ابتسم *يبدو أنني أفقت قبل الوقت ,,."خيراً فعلتْ..!
أزحتها جميعها لخارج الغرفة ومن صباح اليوم التالي وضعت بدلاً عنها ..
وردة بيضاء / لوحة بيد طفلة / قفص ذهبي من غير باب ..
.

هناك 12 تعليقًا:

rainbow يقول...

كتاباتك نقلتنى الى عالم آخر
تخيلت و عشت الأحداث
رائعة تلك اللوحة بكل ما فيها
"
دمتى بروعتك

بوح القلم يقول...

اختي الكريمه ..
كتاباتك جداً جميله وتشبيهاتك تنقلنا معك الى نفس الحدث

دمتي بخير .ولكِ كل الخير

فيصل القحطاني يقول...

روح ..

مساء الياسمين ..

لابد من صباح يطرق فيه شعاع الشمس باب عينك ...
سامحاً لنفسه بممارسة سلطة النفاذ إلي قلبك وضخ فرصة جديدة للحياة في أوردته وشرايينه..

ابتهجي وازرعي على شفتيك ابتسامة ..

وكوني ممتنة لله تعالى فهو من يمنحك كل صباح فرصة جديدة لاقتطاف شيئا من ثمر هذه الحياة الشهية ..

:)

صدقاً روح ..انهماراتك تروقني ..تجيدين انتقاء الحروف كما تجيد بعض النسوة اختيار الفساتين والأقمشة لتلصقها بقرب بعضها بذوق لا يضاهى ..

سردك المبهر هنا راقصني على حبل الحلم تارة وعلى حبال الخيال والواقع تارات ..تاركاً لفيض الأحاسيس فرصة الاستلقاء ..

هل أستطيع أن أخبرك بأني أشم في ممرات بوحك هنا رائحة بحث عن علاج ناجع لآلام متخمرة ؟!

إن كان الجواب بالإيجاب ..فما أصعبه من بحث ..!

روح ..

صدقيني لست وحدك من يعاني ..كلنا هكذا ..تمتصنا التجارب لتتركنا كأعواد سكاكر لم تعد صالحة للمضغ ..وقد زينت بماء الهجر و مارشيلو الافتراق ..



لكن.. قد يفلح الإيمان والصبر في جعلك تتجاوزين تلك الأزمة والخروج منها بأقل الخسائر ..


تحية ومودة

riyadh يقول...

بوست حلو
إحساسك رفيع وخيالك بديع
وإلى الأمام

riyadh يقول...

بوست حلو
إحساسك رفيع وخيالك بديع
وإلى الأمام

زيكو يقول...

الله الله

يا شيخة ليت نحلم باللي نقرأه

كان كل يوم قصة

وال لو يخترعوا جهاز الأحلام زي ما في سلسلة فنتازيا
------------------

صراحة رهيبة وكالعادة قرأتها اكثر من مرة

الفكرة مبدعة وتنقلك بين الكتب ممتع

سعدت واستمتعت بقراءئ ما كتبت :)

نون ! يقول...

قوس /..
والأروع صدقاً هطولك..
واللوحة يعتريها جنون,,
أهلاً بك دوماً..

.

بوح/..
هي ليست كذلك ,,
لكن أرواحك كذلك فجملتها ,,
مرورك عبق..

.

riyadh /..
خيالي بدأ يتآكل ..
ولكن حظورك يزينه..

.

نون ! يقول...

فيصل القحطاني/..
أهلاً بك..
كل صباح يفعل ذلك وكل صباح يخصه شروق شمس لكن ليس كل شروق يحمل فرح أو باعث لبهجة /بعض الإشراق إحتراق ..
والقلب تحت رحمة الرب , هو أعلم بحاله ..
/
أعجب من نفسي كثيراً , لازلت رغم كل شيء ابتسم , ربما فقط لأتحقق متى ستختفي ..؟
.
الحياة أكبر خدعة "بوذا*
/

يسعدني أن يكون كما تفضلت ولو أني أرى فيه منفضة غبار أو مساحة بالية ..لم يعد يروقني..

.

هو فقط جنون مركوم وفسحة وليس علاجاً ولاغيره..

.
"كلنا هكذا ..تمتصنا التجارب لتتركنا كأعواد سكاكر لم تعد صالحة للمضغ ..وقد زينت بماء الهجر و مارشيلو الافتراق "

صورة جميلة ولا أتفق كلياً معها ..فالتجارب تصنعنا أقوى وتصقلنا أكثر ..

.

حيَّاك الله..
وشكراً لتفضلك..
.

نون ! يقول...

زيكو/..
كان إنتفى من الحلم متعة المفاجأة والمباغتة ولكنا علمنا مسبقاً حتى التفاصيل في حلمنا ..
لوضعنا كل كتاب أو رواية على مقطع معين وحددناه بين قوسين حتى لايتجاوز الحلم إلى ماوراه ..
ولربما تكرر الحلم كثيراً حتى إعتدناه ..
شيء مؤلم ذلك..
فقط لنجعلها منطلقة محلقة او غارقة ..لنشعر بتحسن..

/


زيكو..
أفرح لمن تقري ويعجبك / كتلميذة تسعى للفت إنتباه معلمتها /لانها تحبها بالفطرة ..

والفكرة معجونة بالجنون اللذي اتمنى ان لايتعدى الكتابة إلى الحياة الأخرى ..

(:

.

نون ! يقول...

حمادة /..
أحتاج لإستشارة رأسي ويدي وقلمي وأوراقي وأطلب منهم ذلك ..
وإن شاء الله خير..

.

أهلا بك..

.

ذكرى الجروح يقول...

صباحك رضا من الرحمن و إبتسامة و ورودة بيضاء
كلماتك تجعلني أحلق في سماء الإبداع
قلمك يطاوعك على البوح
وبوحك يجبرنا أن نقرأ و نقيم هنا
كل الود
دمتِ بخير

نون ! يقول...

ذكرى الوفاء /,,
أهلاً بك دوماً وأبداً ..
وحظورك يشبه الجنه ,,

طاب صباحك ,,

.