الاثنين، 7 يونيو 2010

أًفْ..!




أُفْ !


يوم / شهرين ..


سنه / سنتين ..!


خاملة أنا كم !؟


أُفٍ .. أُفْ !


من هنا إلى حدود البشر ..


خوف / رعب / عبء / هلع "


يغطيني ستار ...


يحجب عني ضوء..


يحجب عني ضياء ..


عني نوء "


عني أنا ..


أُفْ ..


كلهم غم "


.


/


عالم عتمة , خيوط نور منكسرة في زوايا الغرفة , قوام دخان يتمايل مع رشة عطر , والأوبرا تبدأ في الصدر , فور انتهاء مسرحية ..


خطوات واهنة متعرجة , وفي كل شبر يكاد يكون السقوط , لكنه يسقط داخله في كل خطوة , باهتزاز واضح يقترب من المرآة , وكل ما قبل المرآة يقوم بدور لوحة تحذيرية "ممنوع الاقتراب" , يد الكرسي التي امتدت له , طرف السجادة الذي كاد يوقعه , وزاوية طاولة حادة ارتكزت في ركبته , كل ذلك يعني " ممنوع الاقتراب" .

ولا يفقه ..

تمتد للستار يده , ينتشر الغبار , ترتعد كفه , يرتعد الستار , وتحين اللحظة الحاسمة , إما الآن وإما لا للأبد , تغمض عينيه بشدة أكثر وتقشع هذا الظلام وبخفقة قوية " الآن " ..
أنا بشع وأعلم ذلك , والحياة كلها لا ترغب بي أيضاً أعلم ذلك , أهل الحي بأكمله يخوَّفون أطفالهم برؤيتي , والأمهات يدعون على بناتهن بالزواج مني , لا أملك عينان سويَّة , ولا شفاه قرمزية , وأنفي وصمة عار , لكني اشتاق لأراني فابتسم لي , شعور مؤذي أن تكون طوال عمرك وحدك من يبتسم لك , وأكثر ألم أن تكون كل ابتساماتك محض استهزاء , أريد أن تتحدث عيني , سأدفع لهم وأطلب منهم دقائق للنظر فيها , هي تكاد تنفجر من زخم الكلمات , أما القبلة فالفكرة لم تولد قط حتى أنسى أمرها .

.

ترفق بنفسك , فالعالم كله يتجه نحو التشوَّه , الأشعة السينية / الأشعة تحت الحمراء و فوق البنفسجية / الكهرومغناطيسية / فوق وتحت الصوتية / الكونية , المهم أحد منهم يسعى لإحداث فجوة في الطبيعة ويخرق كل قوانينه , فماذا برأيك سيصيب الجمال .


هذه القنابل النووية / الهيدروجينية / الذرية / الارتجاجيه / والعنقودية / اليورانيوم / الفسفور / عنصر الهليوم والهيدروجين , تطور تمهيدي للدمار الشامل , طريق معبد للتشوهات الخلقية والخُلقية ..

ووو..

.

أحمق , أدرك حقاً كم أنا وسيم , وكيف أني فتى الأحلام بالسنتميتر , وتلك المرآة الأذكى منك , إنما هي غارت في صدري , عكست عينا قلبي وشفاه روحي وأنف غطرستي وتكبري ..

فلا يكفي أن أصحو وعلى لساني سب ولعن , وعليها يطيش رذاذ بصق , ولا كم أخذت من ضربات إلى يوم الدين , هي والخادمة المسكينة , بل أنا أسوأ .

فعلاً أحمق ..لا يتجاوز نظرك مؤخرة أنفك ..

"


تتقدم بخطى ثابتة , وتفكيرها يسبقها بخطوات إلى علبة المكياج , يتمزق بين أحمر الشفاه وبين الكحل , تصل إلى المرآة , تمسحها بلطف بالغ , كم مرت عليها أيام وهي شاحبة , تنتقل نظراتها بين الأحمر و الفوشيا والأزرق , تحتاج للتلوين فعلاً , تمسك الأحمر , ثم الأصفر , الكثير من الأصباغ , لكن الأشياء تبدو وكأنها لا تشبهها , تقترب من المرآة , هيه أنت , يا كاذبة , يا مخادعة , يا حمقاء , أنا هنا وكل ملامحي تدل على الحزن العميق , على الألم , شفاهي مقوَّسة لأسفل منذ زمن , كل حياتي تتجه نحو الانزلاق العظيم وإلى الانحدار , وأنتِ تبتسمين في وجهي تظهرين لي واحدة أخرى غيري , وكأني فجأة فقدت الإحساس بملامحي دفعة واحدة , أبكي وعيناي معلقة على صدرك ترقص , أعض على شفتي حتى تدمى و لكنها تبدو على وجهك تضحك , أرفع يدي لأصفعك وتمدين يدك للمصافحة ..
كنت إلى حد ما صادقة , محايدة , ألغيتي تلبس مشاعرك بالبشرية منذ قرن , ومنذ قرن وأنت بلا ملامح معروفة , ولا تملكين الحق في الضحك والبكاء , أنت مجرد صورة منعكسة فقط , ليس لديك أي أحقيه في أي محاولة التحرر والحياة , فقط مجرد التقاط , وهذا الاختلاف الآن ماذا يعني , هل تنوين القيام بمظاهرة , انقلاب , إذن ماذا ..!


_لا البتة ..*


ماذا هل تتحدث المرايا الآن ..


_ربما ..*

تقف وتمسك بخاصرتها وتدور , أخبريني إذن .. " مريتي يا مريتي , في حد عايش بحلاوتي ..!"..؟
ثم تلتفت على صديقتها ويبدؤون في الضحك بصوت هستيري , ثم تردف ضحكتها بقول , يليق بك دور المرآة وجداً ..
لكنك تبالغين في الألوان كثيراً , حتى أني لم أعرفك ..!
ربما لأني فقدتها في داخلي ..
ويمر صمت "


.

 
وهذا خط زمن آخر , يشق طريقه أمام ناظري , على خدي , ذقني , وجبيني ينحني لكثرتها , وأشيخ ويشيخ الكون من حولي , وأنا أقف هنا , أمني نفسي بأحلام أكثر رحمة , وأيام أكثر عطف , بيد حانية وولد بار وابنة تبحث بجد عن طريق الجنة , وتتوق روحي لاحتضان طفل لا يملك أن يكبر , ولا يجرؤ على عقوق , على صفع ورفع صوت , يبقى محتاجاً لي حتى يموت , وأداريه حتى أموت ..

وأظل أمه , وبين يدي , وأنا بين يده , نتبادل أدوار الرحمة و الحنان , ألقمه الحب و ألقنه آي الرحمن , طفل أفني عمري ليكبر فيفني عمره لأموت ..

وتنتزع صورته من على طرف المرآة , وتقبل ثغر الصورة , ويدها , وتمسح على شعرها ..

وبنفس اليد تمسح دمعة طاهرة تترقرق , تسقط في جوفها ..

دار تعيسة .


"
تنتزع نفسها عنوة من حضن الجدار ..


تتقدم في تأرجح "يمين / يسار " ..


وتلقي بنفسها من على جسر الحياة ..هووب ..إلى قعر الموت "


إنها تنبت موت زرعه الجميع في داخلها ..


بقايا مسننة على أطراف النهر ..


توخز بها قدم صغير يتهادى على الرمل ..


تقطع بها أصبع طفلة تبني قصر ..
.وتنتهي , دون أن يعلم أحد , أن وراء قطع الزجاج المنثور حكاية بائسة , أن في جوف المرايا المهشمَّة ذكريات سامَّة , أن انعكاس الصورة يحاول الهرب , وكيف أن الظل يتسلل خفية من شق في مرآة ليبتلع الضوء مع الألوان ..

والكون , يسير في طريق مختصرة نحو الظلام "
.

هناك 4 تعليقات:

زيكو يقول...

اقول لي 7 ساعات منذ قرأتها ومازلت متحمسة

من البداية أف الى كلهم غم-؟؟؟ لم تعجبني اطلاقا لا اعلم عندما تكون جمل قصيرة كهذه لا استطيع ان استوعبها ولا (ماذا اقول؟) استسيغها- لكن المسألة هنا قد تكون مجرد ذوق (اتمنى من اي احد يعلق يضيف رأيه بهذي الفقرة خصوصا اتمنى أن اعرف اهو ذوقي فقط ام ان هناك شيء اخر؟)

أما البقية رائعة

ولكن النهاية تنتزع نفسها... الى نحو الظلام فقد سلبتني عقلي، ليست مجاملة ولكن الآن انت تفوقت على نفسك ارى الـ3 تدوينات الأخيرة (حصاد التوت- بلد المليون بلوتوث - اف) هذه لا يعلى عليها

ودون مجاملة بدأت اعرضها واسأل الناس عن آرائهم

كما اسألهم عن رأيهم في قصيدة نزار رسالة من امرأة حاقدة-مقارنة تجعلك تعرفي اني متحمسة لها بشدة-

طبعا من حصاد التوت اعرض فقط فقرة حولتني من كلام الى فقط نقطة لاني ارى فيها ابداعا مطلقا شيئا خارجا عن المألوف اقسم اني فكرت ان اضعها كتوقيع في الايميل

دعيني اخبرك هناك من اضافتك في المفضلة رغم انها لا تقرأ الخواطر ولا تتابع المقالات و سألتني لم لا ترسل شيئا من كتابتها للصحف

انا انصح بارسال بلد المليون بلوتوث لانك عرضت وجهة نظرك بطريقة لا اعلم كيف اصفها فقدرتي على التعبير -زفت لا مؤاخذة- لكنها تدع مساحة للتفكير وهذا شيء جميل

المهم عندما سألتها عن رأيها في اف بدأت وقالت لم افهم ماذا تريد الموضوع فوق مستوى ذكائي اعذريني

قلت انهيها ثم تحدثي

حسنا قد تظني اني اكذب لكنها قالت ان عينيها-ام هي عيناها تبا لان ولكن قولي هي جت على دي- ادمعت-دمعت ام ادمعت هههههه ضاعت اللغة- ^_^ <<ابتسم لأني فرحت انها اثرت فيها لهذه الدرجة (هذي الجملة حتى تفهميها احذفي الاستطرادات)

اخذت اصيح انا اتابعها من البداية

كانت كتاباتها فقط حول ذاتها حياتها ثم اضحت اكثر شموليه

كانت كتاباتها لمن عاش موقفا مشابها اما الان فهي لكل شخص يقرأ

كانت كتاباتها رائعة لكنها تشبه الكثير اما الآن فهي مبدعة ولها اسلوبها

كانت كتاباتها سردا والان اصبحت احساس ووصوت وصورة (اعتقد علامات الترقيم هي صاحبة الدور هنا-تحدثت كثيرا عنها ولني ارى انها مهمة جدا-)

دعيني اخبرك اني تسلقت نجاحك بالامس وفرحت لاني راهنت على جواد رابح منذ ذلك اليوم الذي قرأت فيه خاطرتك في قاعة المحاضرة

المشكلة تكمن في اني الآن أرى اني اصبحت معجبة بكتاباتك بطريقة للأسف متعصبة فقد اكتشفت نفسي ادافع عنك عند بعض النقد بطريقة متعصبة جدا وهذا سيء بل هو الأسوأ على الاطلاق

بصدق اتمنى ان لا تهجري الكتابة مطلقا

صحيح، انا متأكدة ان لكتابتك عيوبا لكن لاني شهدت البداية واندهشت بسرعة التطور وتصاعد مستواك فانا لا استطيع ان ارى العيوب جيدا

اسمحي لي اتمنى يتطور مستواك في مشروعك القادم بهذي السرعة وانا اراهن على ذلك ايضا فارجوك دعيني افرح مرة اخرى كفرحتي الآن

سأظل متابعة

ملاحظة:اليوم على غير العادة راجعت وما زلت ثابته عند كل كلمة صحيح اني اخاف تصدقي نفسك وتجيبي العيد بعدين اقول خليها تصدق يحق لها
شكل الكلام كثير بس كله صدق بخليه واتوكل على الله

Morphine مورفين يقول...

أعتقد إنها حمى
و الحمى تجعل الشخص يفصح ما بادخله من هواجس .. تماماً مثل اللذى لعبت الخمر بدماغة و عملت به ما عملت ..
....
وعلى كل حال ..

... أحس هنا شيء مختلف

just freedom freedom يقول...

لديك نفس طويل بالكتابه

بسم الله مشاء الله^^

بس بصراحه قراتها للأخير لكني لم افهم مغزاها!!

ربما كان السبب مني انا وبفهمي انا

ولكنك تملكين اسلوب واستخدام للكلمات مميز

نون ! يقول...

ألاء ..
سأجاهد حتى لا أخيب ظنك بي , فيكفيني من الكون أن أملك شخص مثلك , صادق أكثر من كونه يجامل أو يحبط ..
سأكون جميلة لأني فقط صديقتك "

ابتسم من قلبي اي ألاء وجداً .

/

مورفين "
ماهنا حقاً مختلف ..
أهلاً بك"

/

كريزي :
هي مجرد مرآة عكست داخل أكثر من شخص ..
إن ملكتي الوقت الكافي عليك بالمعاودة "
أهلاً بك..

.