الجمعة، 1 يناير 2010

*انتهيــــــــنا"





الوجع هذا المساء بلا لون ولا رائحة , هكذا يخنقني دون سبب وصراخ , أشعر بتمزق في داخلي أو ربما هو انسلاخ , تعب دون تعب "لا أدري كيف لكنه كذلك بالضبط " , أصح تعريف هو أني عالة على الأحياء منهم والأموات , طوال اليوم لم أفعل سوى أن أهش الوجع من على قلبي بأغنيات وأناشيد قديمة تحمل في داخلها شيء من الطهر الذي ولى هارباً ولم يعقب , الأكواب العشرة من الشاي التي أعددتها لم أشربها, أنا فقط أشغل نفسي بعمل شيء والقيام ببعض مجهود ولو كان في معناه فارغ , يكفي أنني أكرر الحركة والفعل في كل مرة وأصنع في كل مرة نفس الشاي " غباء هذا يكفي " وأنفض الكوب الذي كاد أن يكون الحادي عشر , الفراغ من داخلي ومن حولي كقبر فرغم كونه فراغ لكنه مملوء بالضيق والتعب وأنه يحويني وحدي , أشحن نفسي للقيام بشيء يستحق العناء وبذل مجهودي في أمر يعود بالمنفعة ولو المؤقتة , لأتوقف عند باب غرفتي , أطفئ الأنوار وأغط في نوم يفرضه اليوم الكئيب علي والبرد القارس والألم وحتى الحنين ولكن حتى النوم ولى هارباً ..


*


الأيام تكررت أكثر من اللازم ولا يوم يجيء مغاير وفيه معنى , أعلم أن كل يوم يسلب فرحة بالعيش وفأل بتحسن الأوضاع ويذكي نار التشاؤم والكره , كم يوم وسأستحيل إلى روح سوداء حالكة ونبض بارد وجسد لا يعبأ بكثرة الرماح وغدر الأسنة , حتى الدموع ما عادت ترطب الجراحات , والآهات ما نفعت في فسح المجال لشهيق يليق بي , الدنيا تقف في وجهي مكتوفة اليدين وباكية , يخبرني الجميع أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا هم من أنفسهم , لكنني أقسم أنني عاجزة وأن السلاسل تكبل كل شبر في همتي ويقيني والأغلال تضيق على كل أمل وراحة ..


*


الأشياء لا تأتي من العدم والطاقة لا تتلاشى وإنما تتحول من شكل لآخر , أنا من نفى هذه النظريات , أنا أشعر بالعدم ينخر كلي ويعيد الكرَّة في اليوم مئة مرة حتى عدى على كل الطاقات التي خبأتها أو أذكيتها , حتى الأشياء التي أجلتها للعدم أجلتها أخرى لما وراء "لا أعلم ..؟", لكن الانتحار لا يشكل فارق لدي الآن فأنا قد أكون أعيش ما بعد الانتحار بعمر حتى أنني متأكدة أنني ولدت في يوم موتي بلا تأخير ساعة .


*


أمي لما يجب علينا شرب الماء , الماء بلا طعم ولا لون ولا نكهة وحتى أنه لا يفرق لدي , ربما أنا في الحياة مجرد ماء لكنه لا يحصل من وراءه أي ارتواء حسناً قد أكون ماء مالح , ولا أعلم لما توصلت لهذه النتيجة أن الماء يختلط بالدماء فينا وهو الفارق بين أخي خفيف الدم والمدمن على الماء وبين أخته أنا والذي أمتنع كلياً عن التمتع ولو برشفة , أقلب الكوب العاشر من الشاي " ربما فقط لأنه أساسي في تركيب أشياء أخرى وهنا تأكدت أنني عبارة عن ماء فأنا لاشيء بالنسبة لي وأكثر من معنى لغيري" ..


*


لا أدري فعلاً ما دخل الماء في حديثي الميت هذا , قد يكون محاولة لإنعاش الحرف المخدر هنا والمغشي عليه من الضيقة , هل فاق ..!
لا يهم فبه وبدونه سأكمل الحديث عن الحاجات التي تأتي ناقصة بين الفرحة والحزن والتي نفقد معناها , تلك الحاجات التي لا يمكنك معرفة إحداثياتها حتى في الفراغ العاطفي , هي موجودة ومملة بشكل باعث على انتحار الملل نفسه , تجيء فقط لتربطك من أملك , أكرهها جداً , وحياتي معبأة على الآخر منها وتفيض , هي الكائنات الوحيدة في حياتي والتي تتكاثر بشكل هستيري "وحيدة الخلية" , ألا تتكور مع البرد وتلتف حول نفسها تختنق فتموت؟ أو تدخل في سبات شتوي أو أن الشتاء هو ما يغريها بالتكاثر في روحي ..


*


روحي*
أشعر أنها تتآكل من أطرافها , أشبه بورقة بيضاء ناصعة من دفتر العمر وأشعلت النيران في أطرافها تغتالها , تحرقها وببطء تتمدد , يلسعني الشرر في أطراف أصابعي "هذه التي تكتب " , ويلطمني على خدي ويقفز صارخاً في وجهي نافخاً كيراً في عيني ( أنتِ أضعف كائن قابلته في حياتي , كائن بلا كائن حي داخله , مجرد هيكل فارغ من كل شيء عدى الكثير من الزينة حوله , يقترب من أضلاعي ويقرعها " أنصتي " ما هنا فارغ تماماً حتى من رئة وقلب * أتنحنح , "حسناً ما هنا قد يكون نصف قلب فقط " , حتى أني فقدت الحماس في إحراقك ونزع روحك والتلذذ بالمعاناة في غرغرتك ) , أؤكد لكم أنه جرحني بحديثه في نصف قلبي الباقي ..
هو صادق للغاية , فأنا أشبه بمن جعل محطات القطار مرتعه فلا هو يغادر ولا هو يرجع , أشبه بمن استكان بصحبة كرسي الانتظار ونسي أمر الانتظار وماذا ممكن أن ينتظره .


"لا جديد" * وتصرخ فيني صديقتي متى كففت عن إلقاء هذه الكلمة في كل لقاء ومقابلة سيولد جديد بإذن الله فقط عودي لرشدك / "إذن لا جديد" .


*


أحدهم سكب الحقد في داخلي حتى أشك أنها سنة واحدة فقط و ستنمو به لي أنياب وتترعرع الأظافر , أحدهم يوشك أن يوقظ الوحش الساكن في ويغذي شيطاني , بعد أن امتدت يد كل أحد منهم بمعاول وعصي واجمعوا على تهشيمي وإغراقي في منتهى التيه وحزن , أقول لهم : اذهبوا فأنتم الطلقاء *
لأعيد من جديد تكويني وصياغتي ..






*
ليش ما قلتي با الأول ترا ها الرحلة قصيرة
مهما طال الحب فينا اعتبرنا ما ابتدينا..
آآآآآآهـ لو قلتي با الأول قبل لا تغرق تعلم
لو قلتيلي با الأول قبل لا تغرق تعلم ..
فكانت إحدى الأغنيات التي أهش بها على وجعي ..!

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

السلام عليكم
أخيتي : روح ، اسمحيلي بالتجاوز فيما بين القوسين ..
( أتمنى أن أعلم ، هل تعني لكِ كلماتكِ على هذه الصفحات شيئاً ، أما أنها فقط امتهانٌ للقلم ) .
أريد أن أبرر خطأي فيما كتبته بين القوسين ،،
يستحال على قلبي أن يقرأ كلماتكِ بدون أن تحرك فيه شعور الرأفة والرحمة .
استشفيت من بعض كتاباتكِ أنكِ لست شخصاً عادياً ، والأكيد أنكِ لست أقل من ذلك ..
أحياناً نضع حلولاً تعيقنا عن التحسن ، قد يكون قلمي يبعثر بعض أحزاني ، ولكني أشعر أن قلمك مسلولاً حتى على نفسكِ ..
لا تدعي الفرصة لسمعكِ أن يسمع ما يهواه قلبكِ ، من نكْت جرح أنت الخاسر الأوحد من نزفه ( ولو حديثاً جانبياً ) .
أنا أيضاً متأكد من شيء آخر ..
أنتِ تعرفين نفسكِ جيداً ، ولكنكِ لا تراعين خوفك من شيء ما ..
أختي : روح .. اذهبي لمكان هناك بعيدٍ عن قلبكِ بالتأكيد ..
تحياتي :
أمانة قلم

نون ! يقول...

أمانة قلم ..
لو كنت رددت حينها سيكون ردي مختلف عن الآن , لا أعلم في الواقع أشعر أني فقدت الاذكرة أو أفقدتها نفسي قصراً , رفضاً لواقع سقيم معتوه وأيام تحكيك الملل والضجر ..

ومنذ هذه اللحظة أنا أرفض الصمت وأعلنها حالة استنفار علَّ الأيام تفيق من غيبوبة بعمري ..

سيكون حاضر مشرق وثق أن أبسط كاتب هو محترف كذب ..

أهلاً بك
وسأعمل بنصيحتك وسأحجز لآخر مكان عن القلب إلى معاقل الروح "

.