.
الشمعة الأولى تكاد تموت , الأخرى في صمود تتمايل حتى بعد عشر دقائق ثم تخبو , تماما كما أحلامها وأمانيها أيضاً خبتْ , تشيح الزوجة المسكينة بوجهها للجهة الأخرى وبصوت مخنوق " قال سآتي حالاً ..لكنه كالعادة لا يفعل " , يعتصرها ألم تخفي دمعتها ولوعتها , تغشاها رحمة من ربها وسكينة وأمنه ونعاس .
صوت مفتاح "كلك " يدخل المنزل في حلكة وسواد , كلص هو , يسترق النظر / يسترق السمع / يسترق النَفَسْ ويغلق من حوله الأستار , تظلم الغرفة ويُظلم قلبه وتنير شاشة زرقاء ثم تتوهج حمراء ثم تختلط على وجهه ظلال وأطياف وألوان , ترتسم وجوه ونظرات , فيموت كل صوت من حوله ويعلو صوت الخيانة من كيبورده في ذات الوقت الذي ترتفع أصوات البعض بالدعاء .
الكثير من النوافذ والكثير من المحادثات وأكثر من تنبيه / وردة / قلب / قبلة , وأكثر منها قصص وهمية واهية , تارة عن حب ضاع وتارة عن عشيقة خانت , عن زوجة ماتت أو ابنة عم أو خال تمعن في الرفض والنتيجة واحدة وقلب يعتصره الألم.
تتكاثف على وجهه الأقنعة حتى نسي كيف تبدو ملامحه و تلتصق من فوقه الأكاذيب حتى غابت عنه الحقيقة ودخل في عالم من التخبط والضياع والتيه.
تتأخر الساعات , لايزال لديه الكثير , يمسك بهاتفه يتذكر رسالة ترضيه لهذه , عتاب لتلك وهنا "تصبحي على حياتي وهناك " يقضمني أرق ..! , ومكالمة أخيرة ثم يتذكر بعدها أن لديه زوجة وأم عيال ليسرع نحوها ليتحقق من جهازها هل هو خائن كجهازه , يبعثره ولا يلقي بالاً للزهور المنثورة حوله ولا تزكم أنفه رائحة العطور في الوقت الذي اعتاد أنفه رائحة العفن , بقي هاتفها ...ينظر/ الوارد / الصادر / سجل المكالمات وككل مرة التحقق من قائمة الأسماء " الشك يقتله لكنه يعرف كيف يطمئن باله وينام.
" اليوم التالي ..
ارتطام / بكاء / صراخ , تسرع كالمجنونة إنه شجار , لتدخل على صورة أبْ يهوي على ظهر ابنه بعقاله دون رحمة , تدخل بينهما , تتلقى الضربات بدلاً عن ابنها أحمد , يترك أحمد المنزل , تحاول معرفة السبب .
" ابنك الفاضل , يا أم / يا مربية / يا مدرسة , يعج هاتفه بالمحظورات ..
"مراهق هو ..
" ليس مبرر..؟
تضيق شفتاها على " الولد سرُّ أبيه ..!
.
.